شهر على تسميم سكريبال.. ستة أسئلة مهمة والإجابة عنها
٥ أبريل ٢٠١٨قبل شهر تعرض العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا للتسميم بغاز أعصاب في سالزبري البريطانية، ووجهت بريطانيا إلى روسيا اتهامات بالوقوف وراء تلك العملية. وأعقب ذلك زلزالاً دبلوماسيا حيث طردت نحو 30 دولة معظمها غربية دبلوماسيين روس وردت روسيا بالمثل.
وفي لاهاي مساء اليوم الأربعاء (الرابع من أبريل/ نيسان 2018) اتهم ألكسندر شولغين، ممثل روسيا في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، تحقيقات بريطانيا وخبراء المنظمة بأنها "ليست شفافة"، مشيراً إلى أن روسيا تقدمت بالمشاركة مع الصين وإيران، باقتراح إجراء تحقيق مستقل خلال جلسة المنظمة لكنها الأغلبية رفضتها.
وعقد ممثلو الـ41 دولة الأعضاء في هيئة رئاسة المنظمة اليوم الأربعاء جلسة طارئة للتشاور حول تسميم سكريبال وابنته في الرابع من آذار/ مارس الماضي. وأوضح شولغين أن بلاده لها مصلحة كبيرة في الكشف عن الواقعة "ولدينا سبب لافتراض أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي".
في المقابل، أكدت بريطانيا من جديد اتهاماتها بضلوع روسيا في الواقعة. واتهم جون فوجو، ممثل بريطانيا في المنظمة، روسيا بعدم التعاون مع سلطات بلاده، وقال إن "روسيا لم ترد على أي من الأسئلة وبدلا من ذلك لفقت أكثر من 24 قصة متناقضة ومتغيرة".
ويقول موقع شبيغل الألماني إنه بعد مرور شهر على الواقعة "هناك زوابع كثيرة ومعرفة قليلة". وطرح الموقع ستة أسئلة تتعلق بعملية تسميم الجاسوس الروسي وحاول الإجابة عليها.
أول هذه الأسئلة: ما هي الأدلة التي قدمتها لندن حتى الآن ضد روسيا؟ ويقول الموقع الألماني إنه "لا توجد أدلة فاصلة" فتريزا ماي قالت بعد عشرة أيام من الواقعة "إن روسيا أغلب الظن" تقف خلف الهجوم بالغاز. ويقول معمل وزارة الدفاع البريطانية إن الأمر يتعلق بغاز نفيتشوك للأعصاب، الذي كان ينتج في الاتحاد السوفيتي السابق. ويتابع موقع شبيغل "لكن هذا لا يعني بالضرورة أن روسيا تقف خلف الهجوم" على سكريبال وابنته.
ماذا يقول المعمل؟ هذا هو السؤال الثاني. والإجابة لدى غاري أيتكنهيد، رئيس المعمل البريطاني، الذي قال إن الغاز هو نوفيتشوك "لكن لا نعلم مصدره". إذ لابد من وجود عينات أخرى من الغاز لمقارنتها من أجل التوصل إلى منشأه. لكن أيتكنهيد يرى أن الوصول إلى هذا الغاز ليس متاحا سوى لمسؤولين بالدول "يكاد لا توجد لدى المجرمين قدرة على حمل الغاز حتى باب بيت سكريبال".
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد صرح لـ"DW" أنه "لا يوجد شك حول مصدر غاز الأعصاب"، دون أن يقدم أدلة مادية على كلامه.
لكن لماذا تتهم السلطات البريطانية روسيا بالذات بالوقوف خلف هذه العملية؟ تجيب كريستينا هيبل، المحررة بمجلة "دير شبيغل" بأن الذاكرة الإنجليزية فيها حوادث مشابهة كثيرة، مثل مقتل العميل السابق الكسندر ليتفيننكو بمادة البولونيوم المشع عام 2006، والذي اتهمت بريطانيا أندريه لوغوفوي، عضو الدوما الحالي بالوقوف ورائه. "كما أنه من الملفت للنظر العدد الكبير لمنتقدي الكرملين، الذين ماتوا في بريطانيا"، توضح هيبل وتضيف "14 حالة وفاة تتعلق بروسيا تحقق فيها الآن السلطات البريطانية".
وكيف تتعامل لندن مع قضية سكريبال؟ توضح كريستينا هيبل أن الحكومة البريطانية تبدو "متسرعة جداً"، وأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تريد أن تبين أن بريطانيا الآن ترد بسرعة وليس مثلما حدث في حالة تسميم ليتفيننكو عام 2006. كما أن كلمتها في البرلمان بعد 10 أيام من تسميم سكريبال كما لو كانت تريد في المقام الأول الرد على سلوك النخبة السياسية في روسيا، الذي قالت ماي إنه يتصف "بالاستهزاء والتحقير والعناد". ولذلك جاء الرد الغربي بطرد الدبلوماسيين، تقول هيبل.
ومادام الحديث جاء عن تعامل لندن فالسؤال التالي هو: كيف تتعامل موسكو مع القضية؟ يقول موقع "شبيغل" إن روسيا تنفي أي اتهامات في علاقتها بتسميم سكريبال، ويزيد سخطها وغضبها من بريطانيا وتتكلم المتحدثة باسم الخارجية الروسية عن "كذب". أما رئيس الاستخبارات الروسية سيرغي نارشكين فوصف الهجوم على سكريبال بأنه "استفزاز هزلي"، حسبما نقل موقع "شبيغل أونلاين".
لكن كيف ستسير الأمور؟، هذا هو السؤال السادس والأخير، الذي طرحته كريستينا هيبل بموقع شبيغل أونلاين. وتقول الصحفية الألمانية إن روسيا طالبت بعقد جلسة بمجلس الأمن بخصوص قضية سكريبال. وتريد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقديم نتائج أبحاثها الأسبوع المقبل، وسيسلم التقرير إلى لندن، لكن هل ستقبل روسيا بالتقرير؟ وتختم هيبل مقالها بأنه "ربما يوليا سكريبال، التي عاد لها وعيها الآن على عكس والدها، يمكنها أن تجيب على بعض الأسئلة".
ص.ش/ع.خ (د ب أ/ شبيغل)