سبب مهم لشعورك بالوحدة .. فكيف تتغلب عليه؟
٢٥ يناير ٢٠٢٢الوحدة قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض مختلفة نفسية وجسدية، تبدأ بالاكتئاب والأرق ولا تنتهي عند السكتات الدماغية والجلطات وزيادة الوزن، حسب ما أثبتته دراسات عدة.
يبقى السؤال: لماذا يشعر البعض بالوحدة؟ قد تكمن الإجابة في وسائل التواصل الاجتماعي التي نقلت التواصل بين البشر بعيداً عن العالم الواقعي إلى الافتراضي. كما أن جائحة كورونا قد تساهم في توليد الشعور بالوحدة نتيجة سياسات احتواء الجائحة والتباعد الاجتماعي. وقد يكمن السبب وراء الوحدة في الشخص نفسه، عندما يجد صعوبات في التواصل مع غيره أو يعاني من ضيق مزمن في الوقت أو يخاف من الرفض أو لكونه انطوائياً.
في دراسة، نظر باحثون من جامعات هارفارد وستانفورد وكيرتن وجامعة غرب أستراليا في عامل آخر افترضوا أنه قد يعزز الشعور بالوحدة. محور الدراسة كان السؤال التالي: ما هو تأثير الطريقة التي نتعامل بها مع المشاعر على مستوى شعورنا بالوحدة؟
ونشرت مجلة Psychology Today مقالاً عن البحث، حسب موقع "بيزنس انسايدر" بنسخته الألمانية. وخرج الباحثون بنتيجة وهي أن التأثير "هائل" بين الشعور بالوحدة وطريقة التعامل مع المشاعر السلبية. وتبين أن بعض المشاعر السلبية تزيد من الشعور بالوحدة كإمعان التفكير المفرط، ولوم النفس أو الغير، وتخيل سيناريوهات كارثية، وقمع المشاعر السلبية، والانسحاب من الحياة الاجتماعية، ورفض الدعم العاطفي من الغير.
والحل؟
إذا عرف السبب بطل العجب. وهذا يعني أن التعرف على مكمن الخلل وتجاوزه يعني الوصول لبر الأمان. غير أن الأمر ليس بتلك السهولة هنا، كما بينت مجلة "بريغيت" في مقال عن الدراسة. في الغالب من الصعب تغيير الآليات الفردية التي نحاول بها تنظيم المشاعر السلبية؛ إذ إن الأمر يتعلق جزئياً بعوامل وراثية وبالتربية والخبرات الحياتية السابقة.
ومع الإقرار بصعوبة الأمر، يشجع الباحثون أولئك الذين يعانون من الوحدة على التعامل مع المشاعر السلبية. الخطوة الأولى هنا هي التأمل الذاتي. ماذا تفعل عندما تحدث مشكلة مع عزيز عليك أو تتعرض لنكسة في عملك، هل تجد تلجأ لكبت الغضب داخلك وتغرق في ساعات من التأمل بدلًا من البحث الجاد عن حل؟ هناك آليات أكثر صحة لمعالجة مشكلتك، على سبيل المثال، لقاء شخص لتحكي له ما بداخلك.
خ.س/ص.ش