زيلينسكي: المقابر الجماعية دليل على جرائم الحرب الروسية
١٦ سبتمبر ٢٠٢٢اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا الجمعة (16 أيلول/سبتمبر 2022) بارتكاب جرائم حرب في شمال شرق أوكرانيا، وقال إنه من السابق لأوانه القول إن دفة الحرب تحولت على الرغم من المكاسب السريعة لقواته على الأرض هذا الشهر. وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع رويترز أن نتيجة الحرب مع روسيا، التي دخلت شهرها السابع الآن، تتوقف على سرعة تسليم الأسلحة الغربية لبلاده لمواصلة القتال.
وذكر أن الوضع في المناطق التي تم تحريرها مؤخرا في الشمال الشرقي يشبه إلى حد كبير "المشاهد الدموية" التي وجدتها قواته بعد استعادة بلدة بوتشا بالقرب من كييف في المرحلة الأولى من الحرب حين اتهم القوات الروسية بارتكاب العديد من جرائم الحرب. ونفت موسكو الاتهامات آنذاك. ومضى قائلا "حتى اليوم، هناك 450 شخصا دُفنوا (في إقليم خاركيف بشمال شرق البلاد). لكن هناك آخرين (غيرهم في) عمليات دفن منفصلة لكثير من الناس. (هناك) أشخاص عُذبوا. (هناك) أسر كاملة في مناطق معينة".
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك أدلة على ارتكابجرائم حرب قال "كل هذا موجود... هناك بعض الأدلة، وهناك عمليات تقييم جارية، أوكرانية ودولية، وهذا مهم للغاية بالنسبة لنا، لكي يتأكد العالم من ذلك". ولم يرد الكرملين على الفور على طلب للتعليق على الاتهامات الجديدة لزيلينسكي. وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وقالت في الماضي إن الاتهامات الموجهة لها بانتهاك حقوق الإنسان حملة تستهدف تشويه سمعتها.
وأعلن الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف أن "99 في المئة" من الجثث التي أخرجت الجمعة من مقبرة جماعية في مدينة إيزيوم بشرق أوكرانيا بعد استعادتها من الروس، "تحمل آثار موت عنيف". من جهته، أورد المكلف بحقوق الانسان في اوكرانيا دميترو لوبينتس عبر تلغرام "الأرجح أنه كان هناك أكثر من ألف مواطن أوكراني تعرضوا للتعذيب والقتل في الأراضي المحررة من منطقة خاركيف".
وقال سينيغوبوف عبر تلغرام إنه عثر في إيزيوم "على جثث عدة مكبلة الأيدي خلف الظهر وعلى شخص دفن مع طوق حول رقبته. بكل تأكيد، تعرض هؤلاء للتعذيب وأعدموا"، ناشرا صورا لمئات القبور التي عثر عليها قرب إيزيوم. وأضاف أن "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب تمت مواراتها" في هذا الموقع الذي عثرت عليه السلطات الأوكرانية.
وفي وقت سابق الجمعة، تمكن مراسل لفرانس برس من مشاهدة جثة واحدة على الاقل مكبلة اليدين بواسطة حبل في المكان نفسه، من دون إمكان تحديد ما إذا كانت تعود إلى مدني أو عسكري. وعبر تلغرام، أكد سينيغوبوف أن "هناك أيضا أطفالا" بين الجثث التي قام بإخراجها "مئتا عنصر وخبير" يعملون في الموقع.
وأوضح أنه "سيتم إرسال الجثث للتشريح بهدف تحديد السبب الفعلي للوفيات"، مضيفا "كل جثة ستكون موضع تحقيق وستصبح دليلا على جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا أمام المحاكم الدولية". واعتبر أن "حجم الجرائم التي ارتكبها (الروس) في إيزيوم هائل"، منددا بـ"إرهاب دام ووحشي".
وسبق أن اتهمت موسكو بارتكاب جرائم حرب في مناطق أخرى من أوكرانيا، وخصوصا في محيط كييف في الأسابيع الأولى من النزاع، لكنها واظبت على رفض هذه الاتهامات.
على صعيد متصل، قالت الشرطة الأوكرانية إن ضباطا عثروا على العديد من مواقع التعذيب، في مناطق تمت استعادتها مؤخرا من القوات الروسية. وقال رئيس الشرطة إيهور كلايمنكو في بيان إنه "بالنظر إلى بالاكليا أو إيزيوم، نرى عددا هائلا من الجرائم المرتكبة ضد السكان المدنيين". وفي بلدة بالاكليا، ورد أنه تم احتجاز ما يصل إلى 40 شخصا، وتم إذلالهم وتعذيبهم بمركز شرطة محلي خلال الاحتلال الروسي.
وأضاف كلايمنكو : "كان هناك تعذيب، وشهدنا آثار أسلاك كهربائية عارية على أيدي الناس، حيث كان يتم توصيل الكهرباء بها خلال الاستجواب". وأضاف أنه تم العثور على ستة مواقع تعذيب أخرى في إيزيوم، لكن تم تدميرها تماما. وذكر كلايمنكو أن ألفا آخرين من رجال الشرطة سيتم إرسالهم الآن إلى منطقة خاركيف للعمل في نقاط تفتيش أو إجراء تحقيقات، من بين أمور أخرى. وتم بالفعل إطلاق ما مجموعة، أكثر من 200 تحقيق في جرائم حرب روسية محتملة.
ز.أ.ب/ع.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)