زيدان يبحث عن التتويج بدوري الأبطال مع ريال مدريد
٢٦ مايو ٢٠١٦عندما تولى أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان في كانون ثان/يناير الماضي مسؤولية تدريب فريقه السابق ريال مدريد الأسباني خلفا للمدرب الأسباني رافاييل بينيتيز، توقع قليلون فقط أن يكون زيدان بهذه الفعالية التي ظهر عليها في الأشهر الخمسة التي قضاها مع الفريق.
وكان زيدان (43 عاما) هو البديل الأقرب لخلافة بينيتيز حيث سبق لزيدان أن تألق في مركز صانع ألعاب الريال في الفترة من 2001 إلى 2006 وتوج مسيرته مع الفريق بالعديد من الإنجازات، منها هدفه التاريخي في مرمى باير ليفركوزن الألماني بنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عام 2002.
وبعد مرور 14 عاما على هذه المباراة، قد يكون نهائي دوري الأبطال بعد غد السبت (28 مايو/أيار 2016) أفضل وسيلة لتتويج الأشهر الخمسة التي قضاها زيدان في تدريب الريال حيث يستطيع زيدان أن ينسلخ تماما من سيرة المدرب "غير الناجح" التي كان عليها مع الفريق الثاني للريال والذي ينشط في دوري الدرجة الثالث إلى بصمة رائعة مع الفريق بإحراز اللقب الذي سيكون الحادي عشر للفريق في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال. ولم يكن حتى أكثر المتفائلين من مشجعي الريال يعتقد أن زيدان سيكون بهذه الكفاءة والفعالية التي قدمها مع الفريق على مدار الأشهر الخمسة وأن يتسم بهذا العمق وذلك في ظل إنجازات متواضعة للغاية مع الفريق الثاني للريال.
وكان الريال متأخرا عن برشلونة بفارق ست نقاط عندما تولى زيدان مسئولية الفريق ولكنه قلص الفارق مع نهاية الموسم إلى نقطة واحدة خلف برشلونة الذي توج باللقب حيث قاد زيدان الريال إلى 12 انتصارا متتاليا منها الفوز الثمين 2/1 على برشلونة في عقر داره باستاد "كامب نو".
كما قاد زيدان الفريق إلى نهائي دوري الأبطال لتكون المرة الرابعة عشر التي يخوض فيها الفريق هذه المباراة النهائية. وتغلب زيدان في طريقه للنهائي على روما الإيطالي وفولفسبورغ الألماني ومانشستر سيتي الإنجليزي في الأدوار الفاصلة بالبطولة ولم تستقبل شباك الفريق أي هدف في المباريات التي خاضها على ملعبه بهذه الأدوار الفاصلة. ونال زيدان (زيزو) احترام نجوم الفريق بعدما اشتهر الريال بعدم قدرة عدد من المدربين ومنهم بينيتيز نفسه على السيطرة على النجوم الكبار بالفريق. وأظهر فلورنتينو بيريز رئيس النادي عمليا مدى إعجابه بزيزو حيث مدد العقد معه حتى 2018 .
وسار زيدان، في تجربته لبث الحياة مجددا في فريق الريال، على نهج المدرب الأسباني فيسنتي دل بوسكي المدير الفني الحالي للمنتخب الأسباني والذي حقق إنجازا هائلا لدى توليه تدريب الريال في عام 2000 حيث قاد الفريق للفوز بلقبه الثامن في دوري الأبطال بعد سبعة أشهر فقط من توليه المسؤولية. وقال زيدان: "كانت خمسة أشهر خيالية لي مع الريال. والآن نريد أن نتوجها بإحراز لقب جديد في دوري الأبطال... استعد الفريق جيدا للنهائي، وهذا هو كل ما نستطيع فعله حاليا. لنرى ما سيحدث يوم السبت". وأوضح : "في مباراة كهذه ، تحدث أمور كثيرة. ستكون مباراة صعبة بالنسبة لنا لأننا نلعب أمام فريق لا يتميز فقط بالدفاع الرائع".
وأضاف: "الناس يشيرون إلى الإمكانيات الدفاعية الهائلة لأتلتيكو وأنه فريق يصعب هز شباكه. ولكنه في الحقيقة فريق متكامل للغاية. يعلمون أيضا كيف يقدمون أداء رائعا ، ويشكلون الكثير من المشاكل للمنافس". وكان أتلتيكو تغلب على الريال 1 / صفر في عقر داره خلال آذار/مارس الماضي ضمن فعاليات الدوري الأسباني لتكون صدمة كبيرة لزيدان في أول مواجهة له كمدرب مع أتلتيكو.
ولدى سؤاله عن الضغوط التي يتحملها خلال مسيرته كمدرب للريال، لاسيما مع تناوب أربعة مدربين على تدريب الفريق خلال آخر ثلاث سنوات، أجاب زيدان : "الضغوط جزء من عملنا. أستمتع بما أقدمه". وأوضح : "تعرضت أيضا للضغوط عندما كنت لاعبا. ربما تكون الضغوط أكبر نسبيا على المدربين ، ولكنني لا أبالي بها". وأضاف: "ما زال لدي الكثير لأتعلمه ولكن رغبتي في التعلم لا يمكن أن تكون أكبر. أثق بأن الإرادة ستجعلني مدربا أفضل. ولكن ما زال أمامي مشوار طويل حتى يلقبونني بمدرب مهم".
ش.ع/ (د.ب.أ)