زيدان ورونالدو مفتاح الإنجاز الكبير للريال في موسم استثنائي
٤ يونيو ٢٠١٧منذ فوز ميلان باللقب في 1989 و1990 ، لم يتمكن أي فريق من الدفاع عن لقبه في دوري أبطال أوروبا، على مدار أكثر من ربع قرن، حتى سطر ريال مدريد الإسباني صفحة جديدة في سجلات التاريخ، بفوزه اليوم على يوفنتوس الإيطالي بأربعة أهداف لهدف، في نهائي المسابقة للموسم الحالي.
ريال مدريد امتص في بداية اللقاء خطورة خصمه يوفنتوس، الذي لاحت له عدة فرص عبر الأرجنتيني هيغواين والبوسني بيانيتش، ولكن نافاس أحسن التعامل معها ومن أمامه خط دفاع الريال، قبل أن يقص كريستيانو رونالدو شريط الفرح الريالي، عبر هدف أول في الدقيقة 20، إثر هجمة سريعة قادها الألماني توني كروس، الذي مرر لرونالدو، وتبادل الأخير الكرة مع كارباخال، وفي النهاية تسديد أرضية ذكية من البرتغالي هزت شباك بوفون.
وبهدفه هذا، أمسى رونالدو أول لاعب يتمكن من التسجيل في ثلاث مباريات نهائية في دوري أبطال أوروبا.
يوفنتوس سارع لتدارك الموقف، وأحرز له الكرواتي مانجوكيتش هدف التعادل بطريقة رائعة، في الدقيقة 27. نافاس حاول إبعادها، ولكن هيهات. وهو بالمناسبة ثاني هدف له في نهائيات دوري أبطال أوروبا، بعد هدفه مع فريقه الأسبق بايرن ميونيخ في نهائي 2013 ضد بوروسيا دورتموند.
شوط ساحق للريال
التعادل في الشوط الأول كان عدلا، قياس لأداء الفريقين. ولكن الشوط الثاني جاء مختلفا. ويبدو أن الاستراحة جاءت ليضع زين الدين زيدان لمساته ويعدل مسار الريال.
الثعلب الكرواتي مودريتش تحكم بمنطقة وسط الميدان بطريقة رائعة. تمريراته التي غذى بها الأجنحة والمهاجمين خلقت سلسلة من الفرص المتعددة للتسجيل.
الدقيقة 61 حملت معها هدفا رائعة لكاسيميرو، الذي أطلق تسديدة قوية بيمناه من خارج منطقة الجزاء، استقرت على يمين بوفون. ولم يمهل الريال خصمه الإيطالي، فسارع رونالدو بعدها بثلاث دقائق فقط لاستغلال تمريرة مودريتش الجميلة، ليلدغ الكرة بكل براعة، هدفا ثالثا للريال.
بعدها عرف الشوط سيطرة مطلقة للمدريديين، وأتيحت لهم أكثر من فرصة.
الدقيقة 82 عرفت فرصة نادرة ليوفي في هذا الشوط الثاني، عندما فشل أليكس ساندرو في متابعة الكرة بالشكل المطلوب.
يوفنتوس اضطر للعب بعشرة لاعبين، اعتبارا من الدقيقة 84، مع تلقي كوادرادو البطاقة الصفراء الثانية.
وفي الدقيقة 90 ينجح الداخل لتوه أسينسيو في ترجمة تمريرة مارسيلو إلى هدف، مطلقا رصاصة الرحمة على السيدة العجوز.
زيدان يتوج موسما رائعا
ختام الموسم يحمل معه أيضا تتويج بالألقاب الفردية: رونالدو، وبتسجيله هدفين في النهائي، توج هدافا لدوري أبطال أوروبا، برصيد 12 هدفا، خمسة منها في شباك بايرن ميونيخ الألماني في ربع النهائي.
الفرنسي زين الدين زيدان، دون اسمه في سجلات عظماء هذه المسابقة الأغلى في العالم، بعدما أصبح أول مدرب، منذ 27 عاما، يحتفظ بلقب هذه المسابقة.
صعود زيدان الصاروخي كمدرب هو مسار لافت في ذاته: تولى مسؤولية الجهاز الفني لريال في كانون الثاني/يناير 2016، في أول تجربة له مع فريق أول، بعدما "تتلمذ" على يد مدرب ريال السابق الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وخاض تجربة مع الفريق الرديف. بعد أقل من خمسة أشهر، بات أول فرنسي يحرز لقب دوري الأبطال كلاعب ومن ثم كمدرب. أكمل موسمه الأول بالكأس السوبر الأوروبية، وفي نهاية العام 2016 مع كأس العالم للأندية. بعد عام، أضاف زيدان الى رصيده لقب الدوري الاسباني (وهو اللقب الأول لريال منذ 2012) والاحتفاظ بلقب دوري الأبطال، محققا للنادي الملكي ثنائية أحزرها للمرة الأخيرة عام 1958.
شكك الكثيرون بقدرة زيدان على تحمل مسؤولية نادٍ من هذا الحجم وعلى هذا المستوى من النجوم والاحتراف... والمتطلبات. الا ان زيدان خالف كمدرب، كما فعل سابقا كلاعب، كل التوقعات. ويقول عنه زميله السابق في يوفنتوس، الاوروغواياني باولو مونتيرو "يستحق نجاحه، انه يظهر اليوم انه مدرب كبير، انها مباراته النهائية الثانية (في دوري الابطال) او الثالثة اذا احتسبنا تلك التي خاضها كمساعد لانشيلوتي. كل ما حققه... يبقى مثلما هو، لم يتغير".
ف.ي