زيارة فيسترفيله إلى قطاع غزة - خطوة رمزية بأهداف إنسانية
٥ نوفمبر ٢٠١٠زيارة كثر الحديث عنها وطالما تم تأجيلها، إلى أن أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان لها اليوم الجمعة اعتزام وزيرها غيدو فيسترفيله التوجه إلى قطاع غزة يوم الاثنين المقبل، لتكون أول زيارة لعضو حكومي منذ 2006. وبحسب بيان وزارة الخارجية الألمانية، فإن فيسترفيله يرغب في الوقوف "مباشرة على إمكانات تحسين الوضع" خلال هذه الزيارة، التي قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه إنها تعتمد بشكل كبير أيضاً على "الظروف الأمنية" الراهنة.
والمعروف أن فيسترفيله أعرب منذ الصيف الماضي عن رغبته في زيارة قطاع غزة المحاصر، مع مجموعة من وزراء الخارجية الأوروبيين، لكن الموعد تأجل أكثر من مرة. ورفضت إسرائيل سابقا دخول وزير التنمية الألماني ديرك نيبل في يونيو الماضي إلى القطاع، الذي تسيطر عليه حركة حماس.
ضغوط على إسرائيل
وحول أهداف زيارة فيسترفيله إلى قطاع غزة علق المحلل السياسي الألماني ألبرشت ميتسغر في حديث إلى دويتشه فيله بالقول: "بالطبع كانت هناك مناقشات بين الجانبين الإسرائيلي والألماني بشأن ترتيبات الزيارة". وأضاف أنه بالرغم من أن الوزير كان يريد الذهاب إلى القطاع منذ نحو شهرين، إلا أنه من الواضح أن الاتفاق تم الآن فقط بين الجانبين، لتسمح السلطات الإسرائيلية للوزير الألماني بدخول غزة".
وأعرب ميتسغر عن اعتقاده بأن الحكومة الألمانية ووزير الخارجية مارسا ضغطاً ما على الحكومة الإسرائيلية لفتح قطاع غزة سياسياً من الخارج. واعتبر أن ذلك دليل على أن "الحكومة الألمانية تولي أهمية كبيرة للملف الفلسطيني، لاسيما في ظل الوضع المأساوي لفلسطينيي القطاع".
وبحسب الخبير الألماني فإن الرسالة التي تريد الدبلوماسية الألمانية توجيهها للعالم من خلال تلك الزيارة هي أن الحكومة الألمانية تهتم بمشكلات قطاع غزة، وأنها معنية بإنهاء الحصار وإنهاء معاناة الفلسطينيين الذين يعانون من المنع الإسرائيلي لهم. إضافة إلى تقييد حركتهم وتنقلهم وعرقلة الحركة التجارية من وإلى غزة.
"الزيارة تظل ناقصة ما لم يلتق فيسترفيله حماس"
لكن ألبرشت ميتسغر رأى أن الزيارة تظل "ناقصة"، على حد تعبيره، طالما أن الوزير الألماني لن يلتقي أحداً من أعضاء حركة حماس، واصفاً هذا الأمر بالحساس للغاية. إذ أن فيسترفيله لن يلتقي مع أي من مسؤولي حركة حماس، لأن الاتحاد الأوروبي مازال يصنفها على أنها "منظمة إرهابية". وخلص المحلل السياسي الألماني في هذا السياق إلى أن "الزيارة تمثل دعماً معنوياً لأبناء قطاع غزة، لكنها لا تحمل أي إشارة ما بشأن تغير الموقف الألماني من حركة حماس".
وحول الوساطة الألمانية في ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، قال ميتسغر: "من المعروف أن ألمانيا تلعب دوراً مهماً في ملف الوساطة مع حماس للإفراج عن شاليط، لأن للدولة الألمانية خبرة طويلة في الوساطة في منطقة الشرق الأوسط. ومن هنا تأتي زيارة فيسترفيله إلى عائلة شاليط في إسرائيل".
زيارة رمزية.. ولن تؤدي لرفع الحصار
وبحسب بيان وزارة الخارجية الألمانية، يتوجه فيسترفيله قبل زيارة قطاع غزة في مدينة القدس يوم الأحد، للحث على مواصلة مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ويشمل جدول زيارة الوزير الألماني عقد محادثات مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ونظيره الإسرائيلي ليبرمان.
ويرى ميتسغر أن هذه الزيارة لن تنهي الحصار، بيد أنه يضيف قائلاً: "عندما يزور وزير من دولة كبرى مثل ألمانيا الفلسطينيين في قطاع غزة، فإنه يشجعهم ويعطيهم إحساساً بأن العالم يهتم بهم، حتى وإن كانت الزيارة رمزية ولن تؤدي لإنهاء الحصار".
وبالنسبة للجهود التي يمكن بذلها لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية المباشرة، يرى ميتسغر أن المشكلة تكمن في الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية. ويضيف الخبير الألماني بالقول إن على الولايات المتحدة الأوروبية والاتحاد الأوروبي الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان، كي يصبح بالإمكان من استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين. غير أن ميتسغر يرى أن "الدور الذي يمكن لألمانيا أن تؤديه في هذه القضية لا يمكن أن يرقى إلى الدور الأمريكي".
أميرة محمد
مراجعة: عماد مبارك غانم