زيارة شتاينماير الشرق أوسطية تهدف إلى تحريك عملية السلام
١ ديسمبر ٢٠٠٦بدأ وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير يوم الخميس، 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2006، زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط تستمر أربعة أيام. وبدأت جولة الوزير الألماني في المنطقة بالأردن، وستنتهي "ربما" في سوريا، مروراً بلبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وتأتي هذه الزيارة في إطار استعدادات الحكومة الألمانية لتبني الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي ولمجموعة الثمانية في مطلع العام المقبل، كما جاء على لسان المتحدث بإسم الخارجية الألمانية مارتين يجير. فالحكومة الألمانية تسعى من خلال ذلك إلى لعب دور اكبر في الشرق الأوسط من خلال استكشاف الاحتمالات الممكنة للتوصل إلى حلول يمكن ان تدفع عملية السلام في المنطقة إلى الأمام. وعلى هامش الزيارة سيقوم كبير الدبلوماسية الألمانية بزيارة قوات بلاده البحرية المنتشرة قبالة السواحل اللبنانية في إطار قوة اليونيفيل الدولية.
المحطة الأولى: منتدى المستقبل
في محطة زيارته الأولى سيشارك شتاينماير في اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الثمانية ودول مجلس التعاون الخليجي الستة بالإضافة إلى الأردن ومصر. ويأتي هذا الاجتماع بمناسبة بدء أعمال "منتدى المستقبل"، الذي يبحث إمكانية تشجيع الإصلاحات في منطقة الشرق الأوسط المثقلة بالأزمات والتوترات الإقليمية. كما تهدف أعمال القمة إلى توفير أرضية لفرص تعاون أفضل بين البلدان المتقدمة والدول الصاعدة في المنطقة على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. الجدير بالذكر ان أعمال الدورة الحالية للمنتدى تسلط الضوء أيضاً على فرص تطوير قطاع التعليم بين الشباب.
زيارة محتملة لسوريا
وضع شتاينماير الذي ينظر إلى سوريا باعتبارها لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط، زيارة دمشق على جدول أعماله. جدير بالذكر أنه استؤنفت في الآونة الأخيرة اتصالات رفيعة المستوى بين مسؤولين سوريين وأوروبيين من اجل إشراك سوريا في التوصل إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقد تسهم الزيارة نوعاً ما في إخراج سوريا من العزلة المفروضة عليها على خلفية اتهامها بالتورط في قضايا تزعزع الاستقرار في لبنان وعلاقاتها مع حزب الله وحركة حماس. وفضلاً عن ذلك فإن سوريا ما تزال في موضع المتهم أمام الحكومتين الأمريكية والبريطانية بحجة دعمها للجماعات المسلحة في العراق.
وعن أهمية إشراك دمشق في العملية السلمية قال الوزير الألماني مؤخراً أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ) في تعليقه على التطورات في الشرق الأوسط: "تعتمد سياستنا على تقليل عدد اللاعبين الإقليمين الرافضين مبدئياً المشاركة في حلول سياسية في المنطقة." وفي هذا السياق أوضحت برلين في مناسبات عديدة عن ضرورة تبني نهج سياسي يضمن مساهمة سوريا في جهود السلام مقابل التعهد بتعاون اقتصادي أكبر بينها وبين الاتحاد الأوروبي. وعوضاً عن ذلك يعتبر الكثير من المراقبين هذه الزيارة جزءَ من محاولة وقف الاحتقان السياسي على الساحة اللبنانية بين المعارضة وحكومة السنيورة المدعومة من الغرب. يذكر ان شتاينماير ألغى في أغسطس/ آب الماضي في اللحظة الأخيرة زيارة إلى العاصمة السورية على ضوء خطاب للرئيس السوري انتقد فيه إسرائيل بشدة.
أبعاد ممكنة لتحريك عملية السلام
وعلى الصعيد الفلسطيني- الإسرائيلي تأتي زيارة شتاينماير إلى المنطقة في وقت تم الإعلان فيه عن هدنة بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين، حيث يتوقع أن تساهم في الاستفادة من بوادر إيجابية تتعلق باستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين طرفي النزاع. وفي هذا السياق ينبغي الإشارة إلى أن وعي برلين بان دعمها لعملية السلام يتطلب قيامها بدور اكبر أثناء فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي، هو ما دفعها إلى البحث عن الأبعاد الممكنة لهذا الدور على أرض الواقع. وخلال الزيارة سيلتقي شتاينماير بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي يهود أولمرت، ويناقش معهم توقعاتهم بشان دور محتمل للاتحاد الأوروبي في المنطقة.