زوجة رائف بدوي: التهم الموجهة له سخيفة، وأخشى أن يُجلد
٢٩ نوفمبر ٢٠١٤لم تفلح حتى الآن مطالب منظمات حقوقية دولية في الإفراج عن الناشط والمدون السعودي رائف بدوي فهو مايزال قابعا في سجن في مدينة جدة. نادي القلم الدولي ومنظمة مراسلون بلا حدود تبنت قضية رائف باعتباره سجين رأي وقبلهما عبرت منظمة العفو الدولية عن صدمتها من الحكم الذي صدر في حق رائف فقط لأنه عبر عن رأيه وأسس منتدى للحوار.
رائف كان اعتقل بتهمة "الإساءة للإسلام" بعد انتقاده لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحكم عليه بالسجن لعشر سنوات و الجلد 1000 مرة.
زوجة رائف بدوي، إنصاف حيدر التي تعيش في كندا تحكي لـ DW عربية عن الظروف التي يقضي فيها زوجها عقوبته، وتأثير اعتقاله على أسرته الصغيرة. إنصاف التي تمكنت من الفرار من السعودية إلى لبنان ثم استقرت في كندا، مازالت تستغرب من الحكم على زوجها بعقوبة ثقيلة لمجرد أنه عبر عن رأيه بصراحة.
وفيما يلي نص الحوار:
DW عربية: أين هو رائف البدوي الآن، وكيف هي حالته الصحية ومعنوياته؟
إنصاف حيدر: رائف في السعودية وتحديدا في سجن بريمان بمدينة جدة. معنوياته جيدة رغم أن وضعه في السجن سيء. هو أصلا يعاني من مرض السكري وفي السجن يفتقر إلى أبسط الشروط الصحية من أكل صحي ومكان نظيف يعيش فيه.
ماهي تحديدا التهم الموجهة لزوجك؟
التهم الموجهة إليه هي تبني الليبيرالية وإنشاء موقع إلكتروني خاص بشبكة "الليبراليون السعوديون" بالإضافة إلى التعدي على الرموز الدينية. وفي نظري، لم يرتكب رائف أي شيء من هذا. كل ما فعله هو أنه عبر عن رأيه بصراحة وطالب بالحد من سلطة رجال الدين في السعودية.
وهل هناك في القوانين السعودية فعلا ما يعاقب بشكل صريح على ما قام به رائف؟
بصراحة أنا لا أفهم في القوانين جيدا، كل ما أعلمه أنه محكوم بسبب هذه التهم.
هل يؤثر التضامن الدولي مع رائف على قضيته؟
أكيد، أي صوت وأي مبادرة وأي نداء للإفراج عن رائف له أثر إيجابي على الأقل على نفسيته، لكني أتمنى أن يكون هناك أيضا تدخلات حكومية من دول أخرى لأن ذلك قد يساهم في الإفراج عنه.
وماذا تغير في ملف رائف بعد إعلان نادي القلم الدولي ومنظمة مراسلون بلا حدود مساندتهما له؟
بصراحة لحد الآن لم يتغير شيء في قضيته بشكل ملموس، باستثناء معنوياته التي ترتفع أكثر، كما قلت لك، عندما تصله هذه الأصداء.
هل يمكنك التواصل معه رغم وجوده في السجن؟
نعم أتواصل معه بشكل قانوني، وهو من يتصل بي بشكل أسبوعي لكن أنا لا يحق لي الاتصال به.
هل تم جلده فعلا؟ وهل يتعرض لتعذيب أو سوء معاملة؟
لحد الآن لم يتعرض للجلد، وحسب علمي فهو يعامل معاملة عادية. لكنني صرت أخاف وأتشاءم من يوم الجمعة لأن الحكم يقول بأنه سيجلد كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة خمسين جلدة طيلة عشرين أسبوعا. وعادة ما يُجلد المحكومون بالجلد في السعودية بعد صلاة الجمعة حيث يكون أكبر عدد من الناس ليعاينوا تنفيذ عملية الجلد. هذا الترقب والخوف كل يوم جمعة بعد الصلاة من أن يتعرض زوجي للجلد يقتلني. إنه صعب جدا.
هل هناك إمكانية أن يواجه رائف حكم الإعدام؟
أول حكم صدر في حقه هو الإعدام وتم استئناف الحكم فصار السجن لمدة 7 سنوات و600 جلدة واستأنف مجددا ليصير الحكم النهائي 10 سنوات و1000 جلدة بالإضافة إلى مليون ريال سعودي، ومنعه من الكتابة ومن السفر لمدة عشر سنوات أيضا. وأنا أستغرب كيف تصادق محكمة الاستئناف على حكم كهذا، فالتهم الموجهة له سخيفة وليست هناك قضية أصلا. وحتى لو قررت السلطات محاكمته فعلى الأقل كان يتوجب أن تتم محاكمته بقانون خاص بالمدونات الإلكترونية والكتابة وليس حسب القانون الجنائي.
كيف أثر اعتقال رائف عليك وعلى أطفالك؟
كل امرأة ترى زوجها محكوما بالسجن لمدة عشر سنوات أكيد لن يكون شعورها إلا الحزن والأسى، رغم كوني أعلم أن إعدامه الآن ليس واردا. نحن في وضعية صعبة، أعيش مع أطفالي في كندا وهم تقريبا لا يعرفون والدهم لانهم لم يروه منذ وقت طويل جدا فقد تركنا السعودية وهربنا إلى لبنان ومن ثم إلى هنا.
آخر مرة رأيت فيها زوجي كانت قبل ثلاث سنوات، وفي البداية لم يكن أطفالي يعرفون أين هو والدهم لكن الآن يعلمون أنه في السجن، وأنت تعلمين أن الأطفال بمجرد أن يعلموا أن شخصا يقبع خلف قضبان السجن يعتقدون أتوماتيكيا أنه ارتكب جريمة وهذا الشعور يحزنهم ويزيد من عذابي وألمي.
حسب معلوماتك هل توجد حالات أخرى لنشطاء سعوديين مشابهة لحالة زوجك؟
أكيد توجد. هناك مثلا سعاد الشمري الناشطة السعودية التي تقبع الآن في السجن دون أن تتم محاكمتها كما أن التهم الموجهة لها غير معروفة، بالإضافة إلى وليد أبو الخير المحكوم بـ 15 سنة وسجين رأي أيضا، وهو بالمناسبة محامي زوجي في نفس الوقت.
وبماذا تطالبين المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان؟
أولا أطالب السطات السعودية بالإفراج الفوري عن زوجي لأنه لم يرتكب أي جريمة، هو لم يقتل ولم يغتصب ولم يسرق حتى يسجن ويجلد. كل ما فعله هو أن حمل قلمه وعبر عن رأيه.