زواج الأمير وليم وكيت يثير حنيناً إلى الملكية في ألمانيا
٢٣ نوفمبر ٢٠١٠"كل ما له علاقة بطبقة النبلاء أجده رائعاً، رغم أني أعرف أن كل هذه الأشياء قد عفى عليها الزمن": هذا ما تقوله الشابة الألمانية كاتيا في محاولة لتفسير الحمى التي أصابتها بعد سماعها نبأ خطبة الأمير وليم وكيت ميدلتون. وتضيف الشابة الألمانية أن ذلك يرجع إلى بعد تلك الطبقة عن الحياة اليومية. أما هانز فلا يعتقد أن طبقة النبلاء تمارس بالفعل هذه الجاذبية والسحر في ألمانيا. غير أنه يضيف: "ولكن إذا كان هناك أحد يهتم بالملوك والأمراء، فلا بد أن يوجه النظر بالطبع إلى انكلترا، فليس هناك مكان في العالم به فضائح أكثر إثارة كالقصر الملكي في لندن."
ما سر هذه الحمى "الملكية"؟
كثيرٌ من الألمان يشعرون بالانجذاب تجاه طبقة الملوك والأمراء، أما الصحافة الصفراء فتتكالب على أخبار تلك الطبقة، ولذلك بدأت التوقعات والتكهنات حول حفل زواج الأمير وليم الذي سيكون أسطورياً ولا شك، حول عدد الزائرين وتكاليف العرس. لذلك، ربما، أراد البلاط الملكي أن يضع حداً لتلك التكهنات، فأعلن أن الأمير وليم سيتزوج خطيبته كيت يوم الجمعة 29 أبريل (نيسان) من العام المقبل، وذلك في كنيسة وستمنستر في لندن، وهي نفس الكنيسة التي شهدت جنازة الليدي ديانا، والدة الأمير وليم.
ولكن لماذا يهتم عديد من الألمان بأخبار العائلة الملكية في بريطانيا؟ الخبير الإعلامي الألماني جو غروبل يرى في الأمر محاولة من الألمان للتعويض، ويضيف: "من ناحية ما زال بعض الناس، خصوصاً في ألمانيا، يشعرون بالحنين إلى عهد الملوك والأمراء والنبلاء، ولأن ذلك العهد ولى في ألمانيا إلى غير رجعة، فإن البعض يرى في البلاط البريطاني بديلاً." ويرى غروبل أن للأمر علاقة أيضاً بالحنين إلى التقاليد العريقة، رغم أنه لم يمر على هذه الأسر الملكية في بريطانيا وهولندا وبلجيكا إلا نحو قرنين من الزمن. الناس في تلك البلاد يعقدون آمالهم وأحلامهم على العائلة الملكية، كما يستمدون هويتهم منها. هذا أمر - يضيف غروبل - يختلف تماماً عن الوضع في ألمانيا.
العزاء عبر التشفي
ويرى الخبير الإعلامي الألماني أن الناس عموماً يتعاملون بحساسية كبيرة تجاه الموضوعات الكبيرة المعولمة التي غالباً ما تسيطر عليها الأخبار السلبية، مثل الأزمات والحروب والكوارث. ولهذا يرحب الناس بالأخبار السعيدة التي تأتي من قصور الملوك والأمراء، بل ويتشوقون أيضاً إلى سماع أخبار فضائحهم. ويضيف غروبل: "القصر البريطاني يمد العالم منذ قرون عديدة بمآسي عظيمة ومهازل مسلية، أي أنه يقدم تسلية على أعلى مستوى".
ويضرب غروبل مثالاً على ذلك بمأساة أمير ويلز الذي لم يُسمح له بالزواج من مواطنة أمريكية عادية، بل ومطلّقة، أو بالأحداث المأساوية التي ارتبطت باسم الأميرة ديانا، أميرة القلوب، ثم موتها في حادث تراجيدي. "الناس يتابعون تلك الأخبار"، يقول غروبل، "ويقولون في أنفسهم: حتى حياة الملوك والأمراء لا تخلو من المشاكل والمنغصات والمآسي! هذا أمر يقدم عزاءً لكثير من البسطاء".
غونتر بيركنشتوك / سمير جريس
مراجعة: زنيند