مشار يؤدي اليمين نائبا لرئيس جنوب السودان
٢٦ أبريل ٢٠١٦أدى ريك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان اليمين اليوم الثلاثاء (26 أبريل 2016) ليكون النائب الأول للرئيس بعد ساعات من عودته للعاصمة جوبا للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من عامين. وتولى مشار المنصب بموجب شروط اتفاق سلام جرى التوصل إليه قبل ثمانية أشهر وتأخر تنفيذه أكثر من مرة بسبب خلافات بين مشار وحكومة الرئيس سلفا كير.
وصرح مشار للصحافيين في مطار جوبا "علينا جمع صفوف شعبنا ليتمكن من الاتحاد ومداواة جروحه". وكان في استقباله وزراء ودبلوماسيون لدى نزوله من الطائرة. وتوجه بعدها إلى القصر الرئاسي حيث أدى اليمين بحضور مسئولين كبار في الاتحاد الإفريقي ورئيس بوتساوانا السابق فستوس موغاي الذي يترأس مفوضية مراقبة اتفاق السلام وتقييمه والذي تم توقيعه في 26 أب/أغسطس 2015. وقال مؤديا اليمين "التزم تماما تطبيق هذا الاتفاق بحيث تبدأ عملية المصالحة والتعافي في أسرع وقت وليتمكن الناس من الإيمان بالبلد الذي قاتلوا من اجله لوقت طويل".
وقال الرئيس سلفا كير بعد أن أدى مشار اليمين القانونية في مكتب الرئاسة "الآن بعد أن أدى الدكتور ريك القسم ليكون النائب الآن سنمضي قدما على الفور في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية. أطلب منكم أن تنضموا لي ولأخي ريك مشار في سلام ومصالحة."
وتسبب الصراع في جنوب السودان في انقسام البلد على أسس طائفية ووضع قبيلة الدنكا المهيمنة التي ينتمي لها كير في مواجهة قبيلة النوير التي ينتمي لها مشار. واستعر القتال بشكل دفع الأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق بشأن انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان. وعرقل أيضا الصراع اقتصاد البلاد وتراجع إنتاج النفط الذي
تعتمد عليه الحكومة وعانى الكثير من سكان البلاد البالغ عددهم 11 مليون نسمة في إيجاد طعام.
وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الثلاثاء الى "تشكيل فوري لحكومة وحدة وطنية" في جنوب السودان اثر عودة مشار إلى جوبا. واعتبر بان أن عودة مشار وأداءه اليمين كنائب للرئيس "يمثلان مرحلة جديدة في تطبيق اتفاق السلام".
من جهته اعتبر ايرفيه لادسوس مسئول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن أن هذه العودة التي أرجئت مرارا "يجب أن تفتح فصلا جديدا بالنسبة الى البلد"، وان "تشكل بداية فعلية للعملية الانتقالية". غير ان التحديات التي تنتظر كير ومشار ضخمة. إذ أن عليهما أن يدعا العداوة بينهما جانبا، وان يبرهنا قدرتهما على أن يسيطرا بالكامل على العناصر الأكثر تطرفا في معسكريهما.
م.أ.م/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز