رومني يحافظ على حظوظه بعد المناظرة مع أوباما
٤ أكتوبر ٢٠١٢
حافظ المرشح الجمهوري ميت رومني على حظوظه في العودة بقوة إلى سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد لزومه موقفاً هجومياً في المناظرة الرئاسية مساء الأربعاء في مواجهة الرئيس باراك أوباما الذي أوحى بأنه يتفادى المواجهة، لكن يترتب عليه تأكيد أدائه فيما بعد للفوز في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر. وأظهر استطلاع أجرته شبكة سي.أن.أن ونشرت نتائجه بعد ساعة من المناظرة أن حاكم ماساتشوستس السابق خرج منتصراً من المناظرة في نظر 67 بالمائة من المستطلعين، فيما اعتبر 25 بالمائة منهم أن الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته هو الذي كان الأقوى في المواجهة التي جرت في دنفر بولاية كولورادو.
وأعطى تحقيق، أجرته شبكة سي.بي.إس بعد المناظرة، التفوق لرومني. وقال تيري مادونا من معهد فرانكلين أند مارشال، الذي يتابع المناظرات التلفزيونية الرئاسية منذ عام ،1960 "لا أعتقد أن هناك أدنى شك.. بأن رومني تفوق"، موضحاً أنه "كان أكثر حيوية بدون أن يكون استفزازياً أو عدائياً". وفي المقابل قال كلايد ويلكوكس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورجتاون، إن أوباما الذي اختلى يومين للاستعداد للمناظرة بدا "مستاء بعض الشيء ولم يظهر على أتم الاستعداد، لم يهاجم رومني بشكل قوي".
ضربة قاضية؟
ويشير ويلكوكس إلى أن أوباما لم يذكر مرة شريط الفيديو الشهير الذي تم تسريبه وأثار فضيحة، إذ ظهر فيه رومني ينتقد 47 بالمائة من الأميركيين باعتبارهم "يعتقدون أنهم ضحايا" ويقول فيه إن "هؤلاء الـ47 بالمائة لا يشكلون أهمية بالنسبة لي"، بعدما ركز الديمقراطيون الكثير من إعلاناتهم حول هذه المسألة.
وأتى رومني إلى المناظرة من موقع ضعيف، إذ سجل تراجعاً مقلقاً مقارنة مع أوباما في بعض الولايات التي ستحسم نتيجة الانتخابات بعد خمسة أسابيع. ولفت أستاذ العلوم السياسية كريم كرايتون، من جامعة كارولاينا الشمالية، إلى أنه لم يتمكن خلال المناظرة من تسديد ضربة قاضية لأوباما تزعزع تفوقه. وقال "لم تكن هذه محطة ستغير طبيعة السباق، لكنها شكلت أداء متيناً جداً" من جانب رومني. ولفت في المقابل إلى أن أوباما لم يقدم أداء رديئاً، مضيفاً "لا أعتقد أن أياً من الطرفين سيستخدم مقاطع (من المناظرة) في إعلانات سلبية".
كما رأى ويلكوكس أن المناظرة وحدها لن تسمح للجمهوري بالتغلب على الرئيس وقال "ما زال أمام رومني طريق شاق يترتب عليه اجتيازه". وتابع "قد نراه ربما بعد يومين أو ثلاثة يتخطى (أوباما) في فرجينيا وفلوريدا" الولايتين الأساسيتين للفوز بالرئاسة، لكنه ذكر بأن "الخارطة الانتخابية صعبة بالنسبة له، وهو متخلف بتسع أو عشر نقاط في أوهايو" كما في ويسكونسن.
فرص العمل
وفي المناظرة تبادل أوباما ومنافسه الجمهوري الانتقادات اللاذعة، وحاول كل منهما رسم رؤيته الاقتصادية باعتبارها الأفضل للولايات المتحدة. وقال أوباما في معرض رده على سؤال بشأن توفير فرص العمل في أول سؤال بالمناظرة: "نحن جميعاً نعلم أننا ما زال أمامنا عمل كثير لنقوم به. والسؤال الليلة ليس أين نقف ولكن إلى أين نتجه". وأشار أوباما إلى "صعوبات بالغة" واجهها الاقتصاد عندما تسلم الرئاسة في 2009، موضحاً أن الوضع شهد تحسناً وأن ثمة احتياجاً إلى المزيد.
أما رومني فسلّط الضوء على القضايا ذات الصلة بالناخبين الذين التقى بهم أثناء الحملة الانتخابية من الذين فقدوا وظائفهم خلال فترة الركود، وقال إنه يستطيع مساعدتهم. وقال في سياق تسليطه الضوء على خطة من خمس نقاط لتشجيع الأعمال وتوفير فرص العمل: "نعم نحن نستطيع المساعدة ولكن الأمر سيتخذ مساراً مختلفاً".
كما انتقد أوباما خصمه رومني فيما يتعلق بخططه الضريبية، قائلاً إن رومني سيزيد الضرائب على أسر الطبقة الوسطى ليوفر النفقات لها. ورد رومني على ذلك قائلاً: "حقيقة، إن كل شيء قاله عن خطتي الضريبية غير دقيق". وربط بين خططه الضريبية وتوفير فرص العمل قائلاً: "الأولوية بالنسبة لي هي إعادة الناس مجدداً إلى العمل في أمريكا".
خطة أوباما للرعاية الصحية
من جهته، انتقد رومني بشدة توقيع الرئيس باراك أوباما على قانون إصلاحات الرعاية الصحية باعتبار أن ذلك يؤدي إلى خسارة وظائف، قائلاً: "لقد استنفد (أوباما) وقته وطاقته في الكفاح من أجل أوباماكير (في إشارة إلى قانون الرعاية الصحية) بدلاً من الكفاح من أجل توفير الوظائف. إن ذلك أضر بالوظائف". واتهم رومني أوباما أيضاً بدفع الخطة بسرعة بالغة عبر الكونغرس في 2010 دون إتاحة الوقت للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة الجمهورية.
نائبة مدير حملة أوباما تدافع عن أدائه
من جانبها دافعت ستيفاني كاتر، نائبة مدير حملة الرئيس باراك أوباما الانتخابية، عن أداء الرئيس الحالي في المناظرة، وذلك على خلفية اتهامات تناقلتها وسائل إعلام بأنه لم يضطلع بأداء جيد أمام رومني. وقالت كاتر لشبكة سي.إن.إن: "لدينا شعور طيب حول أداء الرئيس الليلة". وقالت إنه "يتحدث إلى الناس في المنازل" وليس إلى وسائل الإعلام أو الحضور في جامعة دنفر، التي انعقدت فيها المناظرة مساء الأربعاء بتوقيت الولايات المتحدة. غير أن كاتر أشارت إلى أن رومني حقق "بعض النقاط" فيما يتعلق بالأسلوب وقالت إنه "كان متأهباً"، إلا أنها انتقدت سياساته الضريبية قائلة: "لم يكن أميناً مع الشعب الأمريكي".
ع.غ/ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)