روما تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفق اللاجئين
٦ يوليو ٢٠١٤قال قائد البحرية الايطالية الأميرال فيليبو ماريا فوفي "إنها مهمة لا يمكن أن تتحملها دولة واحدة في الاتحاد بمفردها". وأضاف "نحتاج إلى التزام متزايد من كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمراقبة حدود الاتحاد". وكانت ايطاليا أطلقت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد أيام على مصرع أكثر من 360 مهاجرا غرقا، عملية "ماري نوستروم" في محاولة لإنقاذ المهاجرين الذين يبحرون من سواحل ليبيا على مراكب بدائية. ويبدو مركز قيادة عمليات "ماري نوستروم" في شمال روما، بعيدا عن المشاكل التي تحدث في عرض البحر والمآسي التي تحدث يوميا. ويعمل عشرات الأشخاص بصمت أمام لوحات وحواسيب وشاشات هائلة مزودة بنقاط مضيئة.
ويقوم هؤلاء بجمع المعلومات على مدار اليوم والساعة بالتنسيق مع نحو ثلاثين بلدا، عن تحركات كل السفن في مساحة تبلغ 73 ألف كلم مربع لرصد أي رحلات "مشبوهة" وتحليلها والبت في مسألة إرسال وسائل مناسبة لها. وتشمل المنظومة أيضا معدات تسمح بتحديد ملامح السفن المشبوهة. وخلال ثمانية أشهر ونيف، تم إنقاذ 73 ألفا و686 شخصا أي ما معدله 270 شخصا يوميا. وقد انتشلت البحرية الايطالية وحدها حوالي خمسين ألف مهاجر جاؤوا خصوصا من سوريا وبلدان في جنوب الصحراء الإفريقية. ومعظم هؤلاء المهاجرين من الرجال لكن عشرة بالمائة منهم نساء وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل.
وحصلت عملية "ماري نوستروم" حتى الآن على مساعدة محدودة من الوكالة الأوروبية المكلفة التعاون على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي "فرونتكس" وسلوفينيا التي لا يتجاوز طول سواحلها ال43 كيلومترا لكنها قدمت سفينة دورية لمدة ستة أشهر. وعبر رئيس الحكمة الايطالية ماتيو رينزي في بداية مهامه في الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الجمعة، عن أمله في أن تتمكن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة من القدوم إلى ايطاليا بسرعة لمساعدة الحكومة الجديدة على إدارة تدفق اللاجئين. وقال إن "المتوسط ليس بحر ايطاليا بل حدود في قلب أوروبا. نحتاج إلى سياسة أوروبية". وكان رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي أوروبا الجمعة فعل المزيد للمساعدة في التصدي لموجات المهاجرين.
من جهته عبر البابا فرنسيس في رسالة وجهها إلى أسقف جزيرة لامبيدوزا الايطالية السبت عن أسفه "للمآسي التي تتوالى بسرعة كبيرة" في مجال الهجرة. وكتب البابا في الرسالة التي وجهها بعد عام على زيارته الجزيرة الواقعة في جنوب ايطاليا وتليت مساء السبت "بعد عام، تشهد مشكلة الهجرة تفاقما بينما توالت مآس أخرى بوتيرة سريعة". وكان البابا فرنسيس زار مطلع تموز/يوليو 2013 جزيرة لامبيدوزا لتكريم مئات المهاجرين القادمين من افريقيا الذين لقوا حتفهم وهم يحاولون عبور البحر المتوسط بحثا عن حياة أفضل.
ح.ز / ط.أ (د.ب.أ / أ.ف.ب)