روسيا تمضي في سعيها لفصل القرم عن أوكرانيا
٧ مارس ٢٠١٤أعلن المجلس الاتحادي (المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي) الجمعة (7 مارس/ آذار) أنه سيرحب بضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية إذا ما اختار سكانها الانفصال عن أوكرانيا، في استفتاء مقرر الأسبوع المقبل.
وصوّت مسؤولون في برلمان القرم - المجلس الأعلى - وبلدية سيفاستوبول أمس الخميس بشأن أن تصبح المنطقة ذات الأغلبية العرقية الروسية جزءا من روسيا، وسط مخاوف متزايدة من أن تكون موسكو تسعى إلى ضم الإقليم الأوكراني إليها. غير أن هذا التصويت من جانب السلطات في القرم ليس ملزما قانونا وله تأثير فوري ضئيل.
السعي الروسي لضم القرم يلقى انتقادا غربيا حادا، فقد حذر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير روسيا من ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية. وقال شتاينماير عقب لقائه نظيره التشيكي لوبومير زاوراليك في برلين الجمعة: "بالتأكيد لن يكون الضم مجرد خطوة مدانة بشدة من الاتحاد الأوروبي. المجتمع الدولي والدول المجاورة لروسيا سيكون رد فعلها غاضبا". كما طالب الوزير الألماني موسكو مجددا بعدم عرقلة تشكيل مجموعة اتصال دولية بشأن القرم، موضحا أنه ليست هناك إشارات إيجابية من موسكو حول هذا الأمر حتى الآن.
كما أدان وزراء خارجية دول وسط أوروبا وشمالها ودول البلطيق التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا والاستفتاء الذي ستجريه حكومة منطقة القرم على الانضمام لروسيا. وجاء في بيان مشترك لهم "وزراء خارجية الدول الاسكندنافية ودول البلطيق ودول مجموعة فيسغراد أدانوا الاعتداء على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها كما أدانوا أيضا الاستفتاء غير الشرعي بشأن ضم القرم إلى روسيا". وتضم مجموعة فيسغراد بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الجمعة إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا، لكن يتعين على موسكو أولا سحب قواتها والالتزام بالاتفاقيات الدولية ووقف دعمها "للانفصاليين والإرهابيين".
وردا على التصريحات والإجراءات الغربية الأخيرة، هاجمت الرئاسة الروسية الدعم الغربي للحكومة الأوكرانية الجديدة بوصفه "انتصارا لسياسة الكيل بمكيالين". وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين في مقابلة تليفزيونية: "مانراه في أوكرانيا الآن هو انتصار للخروج على القانون والاضرار بالآخرين لتحقيق منافع وانهيار القانون الدولي". وقال بيسكوف إن الغرب يتجاهل حق تقرير المصير الذي يطالب البعض به في أوكرانيا. وتسببت الأزمة بشأن شبه جزيرة القرم في أزمة سياسية بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ف ي/ ص ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)