تصعيد للقصف وللتصريحات بين موسكو وكييف
١٤ فبراير ٢٠١٥أعربت روسيا السبت عن "قلقها" لمحاولات كييف والغرب "تحريف" اتفاقات السلام في أزمة أوكرانيا التي أبرمت الخميس في مينسك بعد مفاوضات ماراتونية بين الرؤساء الروسي والفرنسي والأوكراني والمستشارة الألمانية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "مجرد أن يكون مسؤولون أوكرانيون (...) ومن بعض الدول الغربية خصوصا الولايات المتحدة، أيدوا آراء القوميين المتطرفين في البرلمان الأوكراني، وصاروا يحرفون اتفاقات مينسك"، عشية وقف إطلاق النار في أوكرانيا -الذي يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة العاشرة مساء بتوقيت غرينيتش- يثير "قلقا كبيرا" في موسكو.
وتأخذ روسيا خصوصا على كييف والغربيين "التشكيك في تطبيق بنود الوثيقة" التي وافق عليها رسميا رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا فرنسوا أولاند، وأوكرانيا بترو بوروشنكو، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كما أضاف البيان.
وقالت موسكو إنه فيما يعبر ممثلو منطقتي دونيتسك ولوغانسك (شرق أوكرانيا) الانفصاليتين عن "موقف مسؤول حيال التزاماتهم، تثير التصريحات التي يدلي بها السياسيون الأوكرانيون في كييف الارتياب".
وقبيل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، اشتدت حدة المعارك حول مدن استراتيجية في شرق أوكرانيا الانفصالي، حيث تتهم كييف المتمردين الموالين لروسيا بمحاولة السيطرة على مناطق إضافية هناك.
وقال قائد الشرطة الإقليمية التابعة لكييف، فياتشيسلاف ابروسكين، السبت إن الانفصاليين الموالين لروسيا "يدمرون" مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية؛ إذ تتعرض لقصف مكثف. وكتب ابروسكين على حسابه على موقع فيسبوك إن "المتمردين يدمرون ديبالتسيفي، ولا يتوقف إطلاق نيران المدفعية على المباني السكنية والإدارية. المدينة تشتعل"، مؤكدا أن مركز الشرطة في المدينة أصيب بصاروخ غراد.
وكتب السفير الأمريكي في أوكرانيا جيفري بات السبت على حسابه على تويتر: إنها أنظمة "روسية، وليست للانفصاليين" قرب ديبالتسيفي، بينها أنظمة مضادات جوية. وأكد متطوعو كتيبة ازوف الذين يدافعون عن ماريوبول من جهتهم أن "مصفحات روسية بدون إشارات تعريف دخلت إلى الأراضي الأوكرانية من نوفوازوفسك" المدينة الساحلية على الحدود مع روسيا، والتي يسيطر عليها المتمردون على بعد 30 كلم من ماريوبول.
وقال بيان لكتيبة ازوف إن "العدو بدأ يهاجم مواقعنا في شيروكينيه اعتبارا من الساعة الخامسة. وهم يستخدمون الدبابات والمدفعية". وتقع شيروكينيه على مسافة عشرة كيلومترات من ماريوبول والسيطرة عليها ستكون مرحلة حاسمة لبناء جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمتها موسكو في آذار/مارس الماضي.
وفي ماريوبول سمع دوي القصف المدفعي صباح السبت ما يشهد على قرب المعارك بحسب صحافي في وكالة فرانس برس. وفي دونيتسك، نقل مصور لفرانس برس مقتل امرأة ورجل في القصف. وقالت مارينا، إحدى سكان دونيتسك، لفرانس برس إن "إطلاق النار كان أكثر كثافة من المعتاد هذا الصباح. هذه هي الحالة دوماً قبل وقف لإطلاق النار". وكان الرئيس الأوكراني بوروشنكو قال الجمعة إن عملية السلام "في خطر" بعد عشرة أشهر من النزاع الذي خلف حوالي 5500 قتيل.
ص ش/ ف ي (أ ف ب، د ب أ)