روح الفريق والانضباط.. فلسفة أنشيلوتي مع بايرن
٢٠ يوليو ٢٠١٦"لست هنا لإحداث ثورة"! كان هذا أهم ما أدلى به الإيطالي كارلو أنشيلوتي في أول مؤتمر صحفي عقده نادي بايرن ميونيخ قبل أسابيع قليلة لتقديم مدربه الجديد. وذلك في إشارة من أنشيلوتي بأنه لن ينهي ما بناه بيب غوارديولا طيلة السنوات الثلاث التي قضاها مع بايرن، وإنما سيعمل على تطويره.
رغم تصريح أنشلوتي الواضح، إلا أن بوادر الاختلافات بين المدربين بدت تظهر للعيان بعد مدة قصيرة. وقد يبدو ذلك منطقيا بالنظر إلى الاختلافات الموجودة أصلا بين طبيعة الرجلين: أنشيلوتي الهاديء الذي لا يظهر مشاعره إلا قليلا وبين غوارديولا المنفعل الذي يثور ويتحرك دون انقطاع على أطراف الملعب.
كارل هاينز رزمينيغه وعقب المباراة الودية التي جمعت بين البافاري وفريق ليبشتات (دوري الدرجة الثالثة) السبت الماضي، صرح بأن "بايرن تعاقد مع مدرب رائع" وليحذر مباشرة أنه "لا يجب على الإطلاق الاستهانة به بدعوى ما يشعه من هدوء ودفء، خاصة في ما يتعلق بالطموح... وهو مهتم جدا بنيل لقب دوري أبطال أوروبا". ولم ينس رومينيغه أيضا التذكير بأن هذا اللقب بقي عصيا على غوارديولا طيلة فترة تدريبه لبايرن.
وما لاحظه أيضا المتابعون الرياضيون، هو أن الحصص التدريبية بقيادة أنشيلوتي أصبحت أكثر سلاسة من السابق ولا يتخللها الكثير من الاستراحات. ويبدو أن المدرب الإيطالي عكس سلفه يراهن على تبسيط طريقة اللعب مع التركيز على الجانب الدفاعي بدرجة أعلى من سلفه؛ لكنه يراهن ايضا على تطوير خطة لعب واضحة ومنظمة.
أما همّ أنشلوتي في هذه المرحلة فهو تقوية روح الفريق، وهذا لا يعني أن بايرن يعاني من تصدعات بين عناصره، إطلاقا. لكن المدرب الجديد يريد تقوية اللحمة البافارية ليري لاعبيه كما يتمنى "كل يركض ويسعى إلى مساندة الآخر، لأن مفتاح النجاح هو البنيان". وهنا يكمن الفارق الكبير بين أنشيلوتي وغوارديولا الذي لا يعتمد في فلسفته كثيرا على روح الفريق والعلاقة بين اللاعبين، حسب ما يستخلص الصحفي مايك روسنر من موقع الشبكة الإعلامية الألمانية (ZDF).
الانضباط في المقدمة
ومن بين الأمور الجديدة التي يصر أنشيلوتي على إدراجها مع فريقه الجديد هو تقييم خاص به للاعبين وذلك بشكل دوري خصوصا النجوم منهم، وفق ما صرح به الأخير في حوار مع موقع شبورت بيلد الألماني. وقال أنشيلوتي "أنتظر من اللاعبين الكثير. وبعد كل مباراة نجريها أقوم شخصيا بتقييم أدائهم، وهو تقييم لا يراه أحد قط غيري، حتى اللاعبين لا يمكنهم الاطلاع عليه".
وهذا التقييم كما يوضح المدرب الإيطالي عبارة عن معدلات يوزعها على اللاعبين تتفاوت درجاتها من 1 (جيد جدا) إلى 10 (سيء جدا)، وذلك على غرار المعايير المتبعة من قبل صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية والتي تمنحها بشكل دوري للاعبي الكالشيو.
وليس هذا فقط، بل إن أنشيلوتي وضع الانضباط على راس أولوياته، ويضيف: "أنا لا أحب (على سبيل المثال) أن يتأخر اللاعبون عن المواعيد، وهذا يسري على جميع عناصر الطاقم الفني أيضا. ولكنني لا أحبذ كذلك أن يقوم المدرب بمعاقبة اللاعبين، لأن المدرب يضع القوانين وعلى اللاعبين أنفسهم تولي آليات المراقبة".
ويعني هذا أن مهمة المراقبة سيتولاها قائد الفريق فيليب لام الذي عليه "أن يطلب من كل لاعب حضر متأخرا دفع غرامة مالية للخزانة العامة للاعبين". تجدر الإشارة إلى أن طريقة أنشلوتي هذه أقرها في العديد من الأندية السابقة في مسيرته التدريبية، وبايرن ميونيخ سيصبح ساحة أنشيلوتي الجديدة لتطبيق سياساته الصارمة.
وفي حواره مع موقع "شبورت بيلد" لم ينس أنشيلوتي التعقيب على الإشاعات المتعاقبة حول انتقال المهاجم روبيرت ليفاندوفسكي إلى ريال مدريد الإسباني. حيث فند كلّ الأخبار الواردة في الإعلام الألماني والإسباني حول الانتقال المرتقب، مؤكدا أن النادي الملكي يزخر بعدد من المهاجمين من الطراز الرفيع على غرار كريم بنزيمة وغاريث بيل وكريستيانو رونالدو، ومن تمّ "لا يحتاج للملكي ليفاندوفسكي" يقول أنشلوتي، مستدركا أنه "حتى وإن رغب الريال في ضمّ ليفاندوفسكي لن يوافق بايرن ميونيخ على الإطلاق".