رغم صحوة دورتموند لا تهديد لعرش بايرن ميونيخ

يحل بروسيا دورتموند الأحد (23 أغسطس/ آب) ضيفا على فريق إنغولشتات في مباراة ضمن المرحلة الثانية من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). وبعد الأداء القوي الممتع لدورتموند، "أُسود فيستفاليا"، أمام بروسيا مونشنغلادباخ في المرحلة الأولى من البوندسليغا وفوزه بأربعة أهداف مقابل صفر، زادت التوقعات بشأن المنافسة على الدوري الألماني وفرص دورتموند هذا الموسم، بعد سيطرة بايرن ميونيخ على البطولة طيلة المواسم الثلاثة الماضية. وكتبت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ السويسرية" بعد مباراة غلادباخ أن هناك لحظات في تلك المباراة تبدو وكأنها "رحلة عبر آلة الزمن، وعودة إلى أوقات كان فيها مدرب دورتموند اسمه يورغن كلوب، ولم يكن هناك شك فيه. عندما كان يتحاشى المنافسون دورتموند، الذي كان يصيب منافسيه بالإحباط بمعنى الكلمة، وكان يلعب كرة قدم لم تر مثلها البوندسليغا من قبل إلا في ساعات تألق قليلة." كان كل شيء لدى دورتموند في تلك المباراة على مايرام : سرعة التمرير، والإحساس بحيز المكان، ومتى يجب مهامجمة الخصم وهدوء الأعصاب.، حسب ما كتبت الصحيفة السويسرية.

درس قاس و"كابوس" لدورتموند

وقال مارسيل شميلتسر (27 عاما) مدافع بروسيا دورتموند بأنه كان يفضل لو أن دورتموند فاز في تلك المباراة بهدفين فقط وليس بأربعة أهداف لأنه عندها "كانت الآمال. بالنسبة للمباريات المقبلة لن تكون بهذا الحجم الكبير." وأضاف النجم الذي يلعب مع دورتموند منذ عام 2008 لمجلة "كيكر" في عدد الخميس (20 أغسطس/ آب): "لقد جرت المبالغة (في الحديث) عن فوزنا في المباراة الأولى (في البوندسليغا)، وأنا بعيد كل البعد عن التقليل من نتيجة 4- صفر، لكنها لم تكن سوى مباراة لا أكثر.

ويبدو أن شميلتسر معه حق فقد دخل دورتموند مباراة الذهاب أمام نادي أود غرينلاند النرويجي في الدور الفاصل المؤهل للدوري الأوروبي مساء الخميس وكله ثقة ، لكنه كاد أن يخسر بطريقة مهينة لم تحدث لدورتموند من قبل. فبعد 13 ثانية فقط منيت شباكه بالهدف الأول، وتبعه هدفان آخران في الدقيقة العشرين والدقيقة الثانية والعشرين. قبل أن ينقذ الغابوني أوباميانغ الموقف ويعيد فريقه إلى المباراة حينما سجل هدفا في الدقيقة الرابعة والثلاثين. وفي الشوط الثاني تمكن دورتموند من تسجيل ثلاثة أهداف لتنتهي المباراة لصالحه بنتيجة 4-3، وينفتح أمامه الباب للوصول لدور المجموعات عندما يدخل مباراة العودة على ملعبه الخميس المقبل.

رغم ذلك كانت مباراة أود غرينلاند درسا قاسيا لنجوم دورتموند ولا سيما حارس المرمى رومان فايدنفلر، الذي كان مستواه ضعيفا في هذه المباراة حتى أن موقع فوكوس كتب أن "كل تسديدة (على مرمى فايدنفلر) جاءت بهدف".

وربما يكون لدورتموند العذر في أن المباراة كانت على "عشب صناعي"، ولذلك استغرق الأمر شوطا كاملا للتعود على الملعب، لكن يرد على ذلك بأن اللاعبين سبق لهم اللعب على ملاعب بنجيل صناعي، كما أنهم تدربوا قبل المباراة بيوم على ذلك الملعب. وبعد مباراة أود قال المدافع ماتس هوميلس إنه كان يشعر وكأنه في "فيلم سيء". أما رئيس دورتموند ميشائيل تسورك فقال إن تلك المباراة كانت "كابوسا".

مباراة أود أصابت المدرب توماس توخل بالرعب ونبهته إلى المواجهة المرتقبة مع إنغولشتات الأحد المقبل، خصوصا وأن الفريق الوافد على البوندسليغا قد فاز السبت الماضي خارج ملعبه بهدف لصفر على ماينز، وهو الفريق الذي كان يدربه توخل الموسم الماضي.

مباراة إنغولشتات ليست نزهة

كما أن إنغولشتات ببدايته القوية أعاد للذاكرة ما فعله هوفنهايم عام 2008 عندما صعد لأول مرة للبوندسليغا. حيث فاز هوفنهايم بمباراته الافتتاحية، وهو ما فشل فيه بعد ذلك كل الصاعدين للبوندسليغا، إلى أن جاء إنغولشتات هذا الموسم ليكسر القاعدة. كما أن هوفنهايم كسب أيضا مباراته الثانية، فهل يفعل إنغولشتات نفس الشيء أمام دورتموند؟ عند استبعاد المفاجآت فإن الإجابة تكون لا. فنجوم دورتموند رغم تعثرهم في بداية مباراة أود النرويجي إلا أنهم عادوا فسجلوا أربعة أهداف متتالية. كما أن مدرب أنغولشتات الحالي رالف هازنهوتل كان قد تقابل مع دورتموند في كأس ألمانيا 2012/ 2013 كمدرب لفريق آلن وخسر 1-4. لكن دورتموند سيلعب مباراة إنغولشتات ولاعبوه منهكين بعض الشيء من مباراة أود، إضافة إلى ذلك فإن إنغولشتات يمكن أن يباغت دورتموند مثلما فعل الفريق النرويغي.

لذلك ، ورغم صحوة دورتموند في مباراته الأولى أمام غلادباخ، وفي الشوط الثاني أمام أود النرويجي فإن منافسته لبايرن، بل وخطفِ الدوري منه مثلما حدث قبل خمسة أعوام مسألة لا زالت بعيدة؛ فالفريق البافاري في حالة ممتازة ظهرت واضحة في افتتاح البوندسليغا حينما فاز على هامبورغ بنتيجة 5- صفر. وتألق نجومه الجدد لا سيما دوغلاس كوستا، الذي ظهر بشكل غير عادي في تلك المباراة. وعاد القدامى للتألق مثل توماس موللر، الذي سجل هدفين. كما أن بايرن سيحل السبت (22 أغسطس/ آب) ضيفا على هوفنهايم الذي خسر مباراته الافتتاحية أمام مضيفه بايرلفركوزن بنتيجة 1-2.