رغم خسارة اللقب.. كرة القدم النسائية تثير شغف المغاربة
٢٤ يوليو ٢٠٢٢أثارت كرة القدم النسائية شغفاً كبيراً في المغرب بعدما بلغ المنتخب الوطني نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، رغم خسارته اللقب لحساب منتخب جنوب إفريقيا في المباراة 2-1، والتي تابعها جمهور غفير السبت (23 تموز/ يوليو 2022) بالرباط.
وفي بلد تحظى فيه كرة القدم عموماً بشعبية عارمة، كانت للسيدات هذه المرة حصتهن من الشغف الكروي في ظل تألق المنتخب الوطني ودخوله التاريخ بوصفه أول منتخب عربي للسيدات يصل إلى نهائي بطولة قارية وأول منتخب عربي يضمن مشاركته في نهائيات كأس العالم التي تقام نسختها المقبلة عام 2023 في أستراليا ونيوزيلندا.
ثناء كبير
ورغم الهزيمة، أثنت الجماهير المغربية على أداء اللاعبات "اللواتي خضن مباراة قتالية رغم قوة الخصم، لقد تأهلن لكأس العالم لأول مرة في التاريخ وهذا شرف كبير"، وفق ما قال أحد المشجعين للوكالة الفرنسية للأنباء.
وأضافت مشجعة شابة عند مغادرة الملعب "ربحنا فريقاً رائعاً رغم الهزيمة"، مواسية رفيقتها التي أبكتها الهزيمة. وأكد مشجع آخر جاء من مدينة مراكش (جنوب) الشعور نفسه، قائلاً: "كنا نأمل تحقيق نتيجة إيجابية لكن لا بأس".
وبعد لحظات من صافرة النهاية، هنأ الملك محمد السادس في برقية أعضاء المنتخب بتأهلهم للنهائي ولكأس العالم، قائلاً "تَتبّعنا ببالغ السرور والاعتزاز مسيرتكم المتألقة".
واعتبرت عميدة المنتخب غزلان شباك في تصريحات قبل النهائي أن مسار الفريق خلال البطولة "جعلنا ننجح في تغيير نظرة الجمهور الواسع حول كرة القدم النسائية، نتمنى أن نكتب التاريخ من خلال الظفر باللقب".
وأكدت "الامتنان" للحماس الاستثنائي الذي أظهره الجمهور إزاء المنتخب، قائلة "الناس رأت كيف نلعب ونتقاتل لأجل بلدنا، سنواصل على هذا المنوال حتى النهاية".
مفاجأة ورقم قياسي
أثارت سيدات المغرب المفاجأة بوصولهن إلى المباراة النهائية للبطولة بعدما أقصين منتخب نيجريا حامل اللقب وأبرز المرشحين للاحتفاظ به، بركلات الترجيح 5-4 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وحظيت تلك المباراة بمتابعة قياسية لأكثر من 45 ألف متفرج، بينما تابع النهائي الذي أقيم بملعب مولاي عبد الله أكثر من خمسين ألفا، ما يعد رقماً قياسياً بالنسبة إلى كأس أمم إفريقيا للسيدات.
ولم تبخل الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي طيلة البطولة في الثناء على "فريق كبير جديد يرى النور في إفريقيا"، مشيدة "بإنجاز تاريخي".
وقال سائق سيارة أجرة بالرباط يدعى طارق: "أسروا قلوب المغاربة الذين لم يروا منتخبهم في نهائي بطولة كبرى منذ عقود"، وقد اصطحب ابنته لمتابعة إحدى مباريات لبؤات الأطلس.
قبل هذه البطولة، لم يكن المنتخب وكرة القدم النسائية عموماً يثيران الاهتمام في المغرب. وتذكر المتخصصة في اللعبة فاطمة برتالي لوكالة فرانس بأن "لا أحد كان يعرف أولئك اللاعبات قبل عام ونصف". وتضيف "ما أنجزنه خلال هذه البطولة هو ثمرة عمل عميق". وبرتالي هي مسؤولة مشاريع سابقا في رابطة كرة القدم النسائية التي تم إحداثها عام 2019.
برنامج عمل جديد
ووضع الاتحاد المغربي لكرة القدم برنامج عمل جديدا يطمح إلى تطوير الكرة النسائية ويهدف إلى جعل البطولة المحلية احترافية، وقام بتسريع برامج التأهيل والتدريب لتكوين 90 ألف لاعبة و10 آلاف مدرب في أفق العام 2024.
وتسجل برتالي بارتياح تواري الأحكام الاجتماعية والثقافية السلبية في بلد "لا يقبل فيه جزء من المجتمع وجود امرأة فوق أرضية ملعب لكرة القدم".
لكن التحديات المطروحة أمام "لبؤات الأطلس" لا تزال كبيرة، حيث يحتللن المرتبة 77 فقط في تصنيف الاتحاد الدولي "فيفا"، كما يلزمهن تخطي عقبة منتخب جنوب إفريقيا (58 عالميا) للتربع على عرش القارة السمراء.
ع.غ/ ع.أ. ج (أ. ف ب)