رغم الأزمة الاقتصادية: ازدهار قطاع لوازم الرياضة
١٧ فبراير ٢٠١٠بينما تراجع النمو في قطاع إنتاج الآلات بألمانيا بنسبة 25 بالمائة في العام الماضي، سجل قطاع إنتاج لوازم الرياضة من ملابس وأدوات نموا بلغ 3.5 بالمائة. فقد ارتفع حجم مبيعات هذا القطاع من 7.1 مليار يورو إلى 7.3 مليار يورو. وأعلنت إنترسبورت، وهي كبرى شركات التجارة في هذا القطاع، نموا بلغ سبعة بالمائة. وهذا يعني أن صناعة لوازم الرياضة في ألمانيا تتأثر بحالة الطقس والمناخ أكثر مما تتأثر بحالة الاقتصاد.
ويرى كلاوس يوست، عضو إدارة إنترسبورت والمسؤول عن التسويق، أن ازدهار تجارة الرياضة مرتبط بارتفاع متوسط أعمار المستهلكين ويقول "لا أستطيع التوقف عن ممارسة الرياضة لدى بلوغي سن الخمسين أو الستين، إذا كنت سأعيش ثلاثين سنة أخرى". لكن ورغم ذلك فإن رياضة التزلج شهدت تراجعا في مبيعات ألواح التزلج بلغت 38 بالمائة. أما الملابس والأحذية اللازمة للتزلج على الجليد فلم تشهد تراجعا وشكلت حوالي 50 بالمائة من مبيعات هذا القطاع. والسبب في ذلك يعود إلى فصول الشتاء الدافئة التي شهدتها ألمانيا في السنوات الماضية، وإلى إقبال كثيرين على استئجار "ألواح التزلج" بدلا من شرائها. أما الملابس الرياضية فلم يعد الناس يلبسونها في الملاعب فقط وإنما خارجها أيضا.
ربّ ضارة نافعة
في العام الماضي توفيت امرأة حين اصطدم بها رئيس وزراء إحدى الولايات الألمانية أثناء التزلج. هذا الحادث دفع هواة التزلج إلى التفكير بما يضمن سلامتهم أثناء ممارسة هذه الرياضة، فاستبدل 60 بالمائة من البالغين "طاقية" القماش بالخوذة، ووصلت النسبة لدى الأطفال إلى 80 بالمائة. ويقول فيرنر غراون من شركة أوفيكس UVEX الرائدة لصناعة خوذ التزلج "سجلنا نموا في منتجات لوازم الرياضة بلغ أكثر من عشرة بالمائة".
ومن شركات صناعة لوازم رياضة التزلج الأخرى التي ما زالت تنتج في ألمانيا، شركة فولكل التي ابتكرت طريقة لصنع ألواح التزلج تناسب كل شخص بغض النظر عن عمره ووزنه أو مهارته. لهذا يقبل رياضيون عالميون على استخدام ألواح التزحلق التي تنتجها هذه الشركة ومنهم بطل العالم مانفرد برانغر من النمسا والألماني شتيفان كوغلر والفنلندية تانيا بوتيانن.
وفي حال فوز أحدهم بميدالية في الألعاب الأولمبية الشتوية في فانكوفر بكندا، فإن الإقبال على منتجات هذه الشركة سيزداد. ويقول مدير الإنتاج في الشركة، أندرياس مان، عن ألواح التزلج هذه "لا تجعل ممن يستخدمها متزلجا ماهرا بشكل تلقائي، لكنها تساعد المتزلج الجيد كثيرا". أما كلاوس يوست فيعتبر بطولة العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية الشتوية "هدية حقيقية لصناعة لوازم الرياضة". من جهة أخرى يزداد اهتمام هذا القطاع في ألمانيا بالعامل البيئي. فالأدوات والملابس الرياضية يتم إنتاجها بشكل رفيق بالبيئة. والقائمون على هذه الصناعة يدركون أن تدمير الطبيعة وارتفاع حرارة الأرض يشكل الخطر الأكبر عليهم.
سابينه فوتكه/ عبد الرحمن عثمان
مراجعة: طارق أنكاي