ردود فعل: "لا مبرر للحرب على إيران حتى لو أنتجت قنبلة نووية"
الحرية ، كانت أكثر الكلمات تكرارا في خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش بمناسبة تنصيبه لفترة رئاسية ثانية. فقد اعتبر أن انتشار الحرية هو أفضل أمل للسلام العالمي. وطالب "الحكام الطغاة" بمنح شعوبهم حرية اختلاف الرأي معهم، مؤكدا رغبة بلاده في مساعدة الآخرين من أجل الحصول على حريتهم بأنفسهم، وأن الحرية هي الخيار الصحيح في كل زمان ومكان. وتعهد بوش بأن تقف الولايات المتحدة الى جانب المضطهدين الذين يناضلون من أجل الحرية، مبشرا بأن "شعلة الحرية ستصل إلى أكثر الزوايا ظلاما في عالمنا"، الا أن الرئيس الامريكي لم يتطرق بشكل واضح الى السبل التي ستنتهجها ادارته في نشر "شعلة الحرية" هذه.
يبدو أن هذه الكلمات لم تكن كافية لاعادة تقييم مواقف الحكومة الالمانية وأحزاب المعارضة من العلاقة مع الولايت المتحدة الامريكية، فبينما رفضت الحكومة ارسال جنود ألمان الى داخل الأراضي العراقية والتلويح بالحرب على إيران، أيدت المعارضة الحرب على العراق، ومازالت مستمرة في تأييدها للسياسات الأمريكية، وانتقادها لحكومة برلين.
بوتيكوفر: لا مبرر للقيام بالحرب على إيران، حتى ولو أنتجت قنبلة نووية
من جانبه لم ينتظر راينهارد بوتيكوفر رئيس حزب الخضر الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم طويلا، فقد كشف عن رأيه في سياسات الإدارة الأمريكية القديمة الجديدة بعد ساعات فقط من خطاب بوش قائلا: "إن المنطق الذي كشف عنه بوش هو سلاح ذو حدّين، لأنه قادر على أن يلطخ المعاني القيمة للحرية في الوحل، فقد خاضت أمريكا حربا في العراق من أجل الديمقراطية، ولكن في النهاية لم ينجم عن ذلك أي شئ يشبه ذلك من قريب أو بعيد." وقال بصراحة نادرة "الشعارات العظيمه للحريه يجري استغلالها من أجل اهداف سياسية، ولا يتمخض عنها في النهاية اي شي له علاقة بالحرية، هذا هو اتهامي للرئيس بوش"
ثم تناول بوتيكوفر التهديدات الأمريكية الأخيرة بعدم استبعاد الرئيس الأمريكي اللجوء إلى القوة العسكرية ضد إيران إذا لم تكشف بالكامل عن برنامجها النووي، معتبرا أنه حتى في حالة ثبوت قيام طهران بإنتاج قنبلة نووية، فإن القيام بهجوم عسكري على إيران "ليس له ما يبرره."
ميركل تطالب بوحدة أمريكية أوروبية لمواجهة الإرهاب الدولي
أما أنجيلا ميركل رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة، فقد دعت إلى تعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا، قائلة: "أتمنى قيام وحدة بين الولايات المتحدة وأوروبا، لأنه لن يمكن مواجهة التحديات في العالم في ظل الإرهاب الدولي إلا من خلال العمل المشترك". وأشارت إلى النتائج الإيجابية التي أثمرها التعاون بين الجانبين في مواجهة عواقب تسونامي في جنوب شرق آسيا، وفي تقديم المساعدات الإنسانية بصورة فعالة.
شويبله: حكومة برلين ترسخ مبدأ الانفراد بالقرار
ومن جانبه طالب فولفجانج شويبله المسؤول عن القضايا الامنية في الحزب المسيحي الديمقراطي بالعمل على استغلال فرصة بداية الفترة الثانية للرئيس الأمريكي لفتح صفحة جديدة في العلاقات الأوروبية الأمريكية، ولكنه أضاف قائلا: "لا يمكن إغفال كل ما حدث، وكأنه لم يكن، ومن الطبيعي تحليل ما وقع من أخطاء في الماضي، ولكن الأهم من ذلك هو التفكير فيما يمكن القيام به بصورة أفضل، ومن جانبنا نحن نقول انه يجب التركيز على تصحيح كل الأخطاء التي وقعت عندنا". وطالب شويبله بأن يقوم كل جانب بعدم الاكتفاء بإعلان نيات، بل بإتباع ذلك بالأفعال.
واعتبر شويبله أنه ينبغي على حكومة المستشار شرودر أن تتعلم من أخطائها، وأعاب عليها أنها " من ناحية تطالب الحكومة الأمريكية بعدم التفرد باتخاذ القرار، ومن الناحية الأخرى ترفض تنفيذ القرارات المشتركة التي توصلت إليها الأطراف المتعددة في مجلس الأمن الدولي"، مشيرا بذلك إلى رفض ألمانيا المشاركة في تنفيذ القرار المتعلق بالعراق حتى اليوم، وهي بذلك تضعف مبدأ تعددية صنع القرار، وترسخ مبدأ الانفراد به.
يذكر أن الفترة الأولى من حكم بوش تخللتها فترات من الفتور، بل والتوتر في العلاقة بين الجانبين بسبب الرفض الألماني في مجلس الأمن الموافقة على قرار بشن حرب على العراق، وامتناعها عن تقديم مساعدات عسكرية داخل الأراضي العراقية. وبلغت الأزمة أوجها عندما أطلق وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد على ألمانيا وفرنسا مصطلح أوروبا العجوز واعتبار وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك مؤخرا اتهامات وزير الخارجية الأمريكي المستقيل كولن باول بتقاعص ألمانيا عن تقديم قوات في إطار مساهمة الناتو في العراق، "وقاحة" لا يمكن قبولها، ثم رفض وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر هذا الأسبوع لتلويح بوش بالخيار العسكري ضد إيران.