"رايتس ووتش" تطالب بتوزيع عادل للقاحات كورونا في سوريا
٢ فبراير ٢٠٢١شدّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الثلاثاء (الثاني من شباط/ فبراير)، على ضرورة دعم جماعات الإغاثة الدولية من أجل ضمان التوزيع الأوسع والأكثر إنصافا للقاحات فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وقالت باحثة سوريا لدى المنظمة سارة الكيّالي في تقرير "ينبغي لمن يزودون سوريا باللقاحات بذل قصارى جهدهم لضمان وصول لقاحات كورونا إلى الفئات الأضعف بغضّ النظر عن مكان وجودهم في البلاد".
وذكّرت بأنّ الحكومة السورية "لم تخجل أبداً من حجب الرعاية الصحية كسلاح حرب" محذرة من أنّ "ممارسة نفس الألاعيب باللقاح يقوّض الجهد العالمي للسيطرة على تفشي الوباء".
وأعلنت الحكومة السورية حتى الآن عن 14 ألفا و96 إصابة، شملت 926 حالة وفاة، بينما أحصت الإدارة الذاتية الكردية 8 ألفا و490 إصابة (296 وفاة)، مقابل 21 ألفا وست إصابات بينها 400 وفاة في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في شمال غرب البلاد (إدلب ومحيطها). لكنّ أطباء ومنظمات يرجحون أرقاما أعلى بكثير، بسبب قدرات الفحص المحدودة والتقارير المشكوك فيها، خصوصاً في شمال شرق سوريا.
ووافق مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" على الانضمام لمبادرة "كوفاكس" عبر منظمة الصحة العالمية. وقال وزير الصحة حسن العياش في 21 كانون الثاني/يناير أمام مجلس الشعب "لن نرضى أن يأتي هذا اللقاح على حساب.. السيادة السورية"، فيما اعتبرته المنظمة مؤشراً على أنه "من غير المرجح أن تكون الحكومة قد شملت شمال شرق البلاد.. في خططها".
وتقدّمت السلطات المحلية في إدلب ومحيطها، وفق المنظمة بطلب رسمي إلى كوفاكس للحصول على اللقاح، في حين اتخذت ترتيبات للحصول على اللقاحات بشكل مستقل في مناطق نفوذ الإدارة الكردية.
وشددت هيومن رايتس ووتش على أن "الحكومة السورية تتحمّل المسؤولية الأساسية لتوفير الرعاية الصحية للجميع على أراضيها" مذكرة أنها سبق و"حجبت مراراً الأغذية والأدوية والمساعدات الحيوية عن المعارضين السياسيين والمدنيين". واعتبرت أن "تقاعُس" مجلس الأمن "عن الحفاظ على نظام مساعدات عبر الحدود من أجل شمال شرق سوريا يعني أيضاً عدم وجود قناة مضمونة لتوزيع اللقاح على مليوني شخص يعيشون هناك".
وشدّدت المنظمة على ضرورة أن تتمكّن المنظمات غير التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى الاحتياطي الإنساني، الذي تخصصه منصة كوفاكس لأولئك الذين لم تشملهم الخطط الوطنية، في وقت يتطلب عمل الأمم المتحدة في شمال شرق سوريا إذناً مسبقاً من دمشق، بعد إغلاق ثلاثة معابر لإدخال المساعدات عبر الحدود منذ مطلع العام الماضي. لا يزال معبر حدودي واحد قيد الخدمة في شمال غرب سوريا.
وذكّرت المنظمة بأنه "كثيرا ما حجبت الحكومة السورية الإذن أو أخرته، ومنعت وصول بعض الإمدادات الطبية وغيرها إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرتها، ومنعت وكالات الأمم المتحدة من تنفيذ مشاريع أساسية في تلك المناطق" بينها رفضها السماح "لوكالات الأمم المتحدة بإنشاء مختبرات فحص كورونا في شمال شرق سوريا".
وأفادت كذلك عن "توزيع تمييزي للمعدات المتعلقة بفيروس كورونا، بما فيها معدّات الحماية الشخصية، ومعدات الفحص، وأجهزة التنفس الاصطناعي بالأوكسجين" حتى ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب)