120609 Jugend Sicher surfen
١٢ يونيو ٢٠٠٩لطالما فتنت الانترنت الكثيرين بوصفها أحد أهم أدوات التواصل الاجتماعي في عصر المعلوماتية. لكنها لا تخلو أيضاً من السلبيات التي يمكن تفاديها، إذا ما أحسن التعاطي معها. وعلى الرغم من الوسائل المستخدمة لضمان استخدام آمن للانترنت، إلا أن الكثيرين من المستخدمين للشبكات الالكترونية الاجتماعية مثل "فيس بوك" وغيرها من هذه المواقع ربما تعرضوا في أثناء تصفحهم لمضايقات شخصية من خلال الإهانة أو الشتم. وحسب دراسة حديثة لمعهد أبحاث الاتصال التربوي الألماني، فإن واحدا من بين أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 12 و19 عاما قد تعرض لعنف لفظي ونفسي.
حملة "راقب شبكتك العنكبوتية"
وللوصول إلى تصفح آمن للانترنت وخاصة لدى الأطفال، انطلقت عدة حملات توعية تركز على ضرورة اتخاذ وسائل الحيطة والحذر في أثناء الدخول إلى صفحات الانترنت، لاسيما مواقع الدردشة والشبكات الالكترونية الاجتماعية. ومن هذه البرامج التوعوية، حملة "راقب شبكتك العنكبوتية" التي تركز على إعطاء إرشادات تحذيرية للمستخدمين من الوسائل التي قد يلجأ إليها بعض مستخدمي الانترنت للوصول إلى البيانات الالكترونية الخاصة بالمستخدم وبالتالي انتحالها وتزويرها.
وتندرج أهمية هذه الحملة أيضا في إطار التوعية من مخاطر استخدام الكثيرين من مستخدمي الشبكات الالكترونية الاجتماعية أسماء مستعارة تتسم في كثير من الأحيان بالغرابة والخيال وبالتالي الوقوع في فخ بعض المستخدمين من ذوي النوايا السيئة الذين يحسنون أيضا نسج القصص والتجارب. فمثلا، قد يتواصل المرء مع أناس يدعون بأنهم مروا بتجارب عاطفية أو اجتماعية مماثلة معتبرين ذلك مادة مشتركة بين الطرفين لتجاذب الحديث والدردشة. فعلى سبيل المثال، عندما يكتب شخص بأن والديه مطلقان، فيقابله الشخص المخاطَب بالقول: "وكذلك والداي....أنا أعرف المعاناة التي تمر بها...إنها تجربة صعبة". وهكذا يشعر المرء بأن هناك تواصلا وشيئا مشتركا بين الطرفين، ما يعزز من قربهما النفسي والذي قد يترجم إلى لقاء وهو أمر قد لا تحمد عقباه.
ومن المخاطر الأخرى التي قد يقع المرء فيها دون أن يشعر أنه أثناء الدردشة "شات"على الانترنت، هي أن البعض قد يكتبون بعض الأسرار الشخصية ظنا منهم أنه لا أحد يستطيع الوصول إليها سوى الشخص الذي يقوم بالكتابة إليه، ولكن دون أن يدري؛ أنه من خلال "القرصنة الالكترونية" قد تصل هذه المعلومات إلى أشخاص آخرين وبالتالي يتم تعميمها.
وجوب الحيطة والحذر
ومن الأمور التي تثير أيضا المخاوف "قرصنة" البيانات الالكترونية الخاصة بالشخص عند تسجيله بياناته في إحدى شبكات التواصل الاجتماعي. ولا تأتي هذه الخطورة من أناس محترفين وحسب، بل أيضا من أشخاص لديهم معرفة لا بأس بها في الانترنت. التلميذة آنا من مدرسة برلين الثانوية تتحدث عن تجربة صعبة في هذا المضمار، إذ تقول بأنه قد تناهى إلى سمعها بأن أحد زملائها في الصف الدراسي استطاع أن يصل إلى بيانات التسجيل الخاصة بدخولها إلى شبكة المعلومات الالكترونية الاجتماعية SchülerVZ وقام بنسخها وتزويرها. وأضافت الطالبة آنا أن صديقة لها كانت تبعث لها رسائل عن طبيعة علاقاتها العاطفية وإلى غير ذلك من الأحاديث الخاصة، وهو ما كان يقوم بقراءتها أولا بأول، إلا أنه لحسن الحظ لم يقم بنشرها.
وفي ضوء هذه التجارب يأتي دور حملة "راقب شبكتك العنكبوتية" التي توفر معلومات كافية عن كيفية تفادي الوقوع في مثل هذه المواقف. وفي هذا السياق، يوضح الطالب يوهان من المدرسة السابقة الذكر كيف أنه استطاع من خلال هذه الحملة التعرف على خاصية منع البحث عن شخص ما في محركات البحث مثل غوغل أو منع الوصول إلى "البروفايل" الخاص به من قبل أشخاص مسجلين في الموقع الاجتماعي الالكتروني الذي هو مسجل فيه أيضا.
يشار إلى أن هذه الحملة تتخذ من "الانترنت لا تترك شيئا"رسالة لها ويتم تمويلها من قبل وزارتي حماية المستهلك وشؤون الأسرة الألمانيتين. ومن المقرر في إطار هذه الحملة أن يتم الشهر القادم توزيع منشورات وكتيبات على المدارس ونوادي الشباب حول طرق التصفح الآمن للانترنت.
الكاتب: مارسيل فورستناو/ هشام العدم
تحرير: سمر كرم