رئيس ولاية ألمانية يحذر من الحكم الجزافي على "بيغيدا"
٢٥ ديسمبر ٢٠١٤حذر رئيس وزراء ولاية هيسن الألمانية، فولكر بوفير من إصدار أحكام جزافية سيئة على حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام في ألمانيا. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة"بيلد" الألمانية الخميس (25 كانون الأول/ يناير 2014) عن بوفير قوله إنه على الرغم من مشاركة "بعض الأغبياء" في المظاهرات التي تنظمها هذه الحركة، فإن هناك أيضاً مواطنين يشاركون بها، لأن لديهم مخاوف بشأن مستقبلهم.
جدير بالذكر أن "بيغيدا" هي الاسم المختصر لـ "تحالف أوروبيين وطنيين ضد أسلمة الغرب". وينظم أتباع هذه الحركة مظاهرات بصورة دورية في بعض المدن الألمانية، لاسيما في مدينة دريسدن شرقي ألمانيا. واعترض بوفير على إهانة المتظاهرين بحركة "بيغيدا" ووصفهم جزافيا بأنهم نازيون، مؤكداً أن هذا الأمر لا يسفر سوى عن نتائج عكسية.
ودعا السياسي الألماني البارز المنتمي لحزب ميركل المسيحي الديمقراطي لعرض فكرة الحوار على المتظاهرين وتقديم إجابات واضحة عن تساؤلاتهم. وقال: "علينا أن نزيل ما بداخلهم من مخاوف من أسلمة المجتمع".
"الاعتداء على اللاجئين المسلمين يتنافى مع قيم المسيحية"
وفي إطار ردود الفعل المعارضة للحركة، كان رئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا قد أعرب عن رأيه في أن الحكم الجزافي على المسلمين بأنهم يمثلون خطراً على المجتمع يتنافى مع قيم المسيحية. وقال هاينريش بدفورد-شتروم لصحيفة "كولنر شتات-أنتسايغر" في عددها الصادر الأربعاء، إن الاعتداءات اللفظية والجسدية على اللاجئين وازدرائهم بشكل جزافي وممارسة العنف ضدهم وكذلك قول عبارات معادية للأجانب كلها أمور لا تتفق مع الديانة المسيحية.
ومن جانبه أعرب وزير التنمية الألماني غيرد مولر عن رأيه في ضرورة أن تزيد ألمانيا من تضامنها مع اللاجئين. وقال مولر لصحيفة "لايبتسيغر فولكستسايتونغ" الألمانية في عددها الأربعاء إن أعداد اللاجئين ستزداد في المستقبل، حيث يتوقع الخبراء نحو 200 مليون "لاجئ مناخي" فقط.
لذا شدد الوزير الألماني على ضرورة التضامن مع اللاجئين على نحو أكبر. وتعليقاً على الجدل القائم حول الحركة المناهضة للإسلام، أعرب مولر عن أمله في أن يتم مناقشة كيفية منح اللاجئين وضحايا العنف والإرهاب آفاقا للحياة في مواطنهم، بنفس القدر من الاهتمام الذي يتم به الجدل في شأن حركة "بيغيدا".
أصوات معارضة
وتنظم المعارضة صفوفها في ألمانيا في وجه الحركة المناهضة للإسلام واللاجئين لتعلو أصوات سياسيين وأرباب عمل ومواطنين عاديين ضد الموجة الشعبوية التي تجتاح البلاد مدافعين عن الهجرة باسم الأخلاق والاقتصاد. وأطلق الرئيس الألماني يواخيم غاوك الأربعاء في خطابه لمناسبة حلول عيد الميلاد دعوة لا تستهدف شخصاً معيناً لكن الصلة بين "أولئك الذين يريدون عزل ألمانيا" و"بيغيدا" واضحة.
وقال الرئيس الألماني: "رؤية أننا نرد بتعاطف على (صرخات) الاستغاثة (...) وأن معظمنا لا يتبع أولئك الذين يريدون عزل ألمانيا، فذلك كان بالنسبة لي تجربة مشجعة فعلاً هذه السنة".
يُذكر أت نجاح الحركة في البداية أثار الذهول ثم القلق في بلد عاش تاريخيا تجربة عنصرية شديدة في عهد الدكتاتورية النازية. وجرت تظاهرات مضادة جمعت خليطا من المسؤولين السياسيين والفنانين والمواطنين العاديين العديد من المدن الألمانية.
ع.غ/ م.س (د ب أ، آ ف ب)