ديمبسي من بغداد: المعركة مع "داعش" بدأت تؤتي ثمارها
١٥ نوفمبر ٢٠١٤لم يتحدث بلغة انتصارية لكنه بدا أكثر تفاؤلا بالمهمة الجديدة التي أخذتها بلاده على عاتقها، ألا وهي القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش". إنه الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الذي قام بزيارة مفاجئة إلى بغداد وأربيل. ديمبسي أبلغ الجنود الأمريكيين خلال زيارته اليوم السبت (15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015) لبغداد بأن المعركة مع التنظيم "بدأت تؤتي ثمارها". لكنه توقع حملة مطولة تستمر عدة سنوات.
وبالرغم من هذا التقييم الإيجابي بقي ديمبسي حذرا إذ أبلغ الجنود الأمريكيين أنه يتوقع حملة طويلة ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تستمر عدة سنوات. كلام ديمبسي جاء بعد ساعات من إعلان الجيش العراقي تحقيق نجاحات جديدة في معركته ضد التنظيم عبر استعادة أكبر مصفاة نفط في البلاد بعد أن حاصرها مقاتلو "داعش" على مدى أشهر.
تصميم أمريكي على مساعدة العراقيين في دحر "داعش"
وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية اليوم السبت في زيارة إلى العراق لم يعلن عنها، فيما يستعد القادة الأمريكيون لتوسيع مساعدة الولايات المتحدة للقوات العراقية والكردية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية. واجتمع ديمبسي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي، حيث ناقش معه خطط محاربة متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية". وأكد ديمبسي التزام بلاده بتقديم الدعم الجوي والتدريب للقوات العراقية.
ويزور ديمبسي العراق للمرة الأولى منذ أن أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعودة القوات الأمريكية إلى البلد الذي انسحبت منه عام 2011 وذلك لمواجهة تقدم مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية". وأجاز أوباما الأسبوع الماضي مضاعفة عدد القوات البرية الأمريكية في العراق، مع توسع الجيش في نشر مستشاريه العسكريين بعد أن أبطأت الضربات الجوية الأمريكية تقدم المتشددين.
وبعد لقاءاته في بغداد مع كبار المسؤولين العراقيين، توجه ديمبسي إلى أربيل، عاصمة منطقة كردستان شبه المستقلة حيث التقى بالزعيم الكردي مسعود البرزاني. وتكتسب زيارة ديمبسي لأربيل أهمية فائقة نظرا للعلاقات الخاصة بين إقليم كردستان العراق والولايات المتحدة والدور الذي تلعبه قوات البيشمركة الكردية في الحرب ضد "داعش". وكان أكثر من مسؤول أمريكي قد تحدث عن نية واشنطن تدريب القوات الكردية.
"انتشال العراق بعيدا عن حافة الهاوية"
وبالرغم من أن ديمبسي لا ينتمي للقادة العسكريين أو السياسيين الذين يتباهون بالحديث عن إنجازات بلدانهم، فقد أبلغ ديمبسي القوات الأمريكية المتواجدة في العراق بأنه لولا المساعدة الأمريكية لكان الوضع مختلفا الآن. ديمبسي قال حرفيا إن الجيش الأمريكي ساعد القوات العراقية والكردية في "انتشال العراق بعيدا عن حافة الهاوية".
وأضاف الجنرال الأمريكي لمجموعة من مشاة البحرية في السفارة الأمريكية في بغداد "والآن أعتقد بأن الأمور بدأت تؤتي ثمارها. هذا جيد." وقال ديمبسي إن من المهم إظهار أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ليس قوة لا تقهر ولا يمكن إيقافها بل إنه "مجموعة من الأقزام تتبنى في واقع الأمر فكرا متطرفا".
بيد أن رئيس الأركان الأمريكي لم يكن يتحدث بلهجة المنتصر، كما أشير أعلاه. بل أصر على توجيه رسائل سياسية لمختلف الأطراف العراقية. ديمبسي أصر أيضا على أن القوة العسكرية لن تقضي على تنظيم "الدولة الإسلامية" ما لم تنجح الحكومة العراقية في إنهاء الانقسام بين السنة والشيعة في البلاد. وأضاف أن بناء الثقة سيحتاج إلى وقت، وكذلك المهمة الأمريكية. وتابع "ما المدة ؟ عدة سنوات".
وقال ديمبسي لرويترز إنه يرغب في معرفة ما إذا كان العراقيون يعتقدون أن بإمكانهم تجنيد أشخاص لبرنامج تأمل الولايات المتحدة في انطلاقه العام القادم لإعادة تدريب وحدات عراقية. وتابع ديمبسي: "أريد الحصول على انطباع منهم حول ما إذا كانوا يعتقدون أن إطارنا الزمني قابل للتنفيذ".
وكان ديمبسي قد زار في وقت سابق مركز العمليات المشتركة وشاهد تسجيلا حيا لمكان ترفرف عليه راية تنظيم "الدولة الإسلامية". بقي القول إنه يوجد حاليا نحو 1400 جندي أمريكي في العراق. ويتيح التفويض الجديد لأوباما نشر ما يصل إلى 3100 جندي هناك.
أ.ح/ ع.م (رويترز)