ترامب.. إمبرطورية عقارية عملاقة بأموال ألمانية
٣١ أكتوبر ٢٠١٦أجداد دونالد ترامب ينحدرون من ألمانيا، وبالتحديد من بلدة كالشتات الصغيرة المعروفة بزراعة العنب بالقرب من مدينة باد دوركهايم. وعندما يكون الملياردير بحاجة إلى مال، فإنه يستعيره في ألمانيا.
فتمويل مبادرات ترامب يستند إلى أموال ألمانية مستعارة من أكبر مؤسسة مالية ألمانية، أي دويتش بنك الألماني. فالبنك أقرض المستثمر العقاري ومرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أموالا كثيرة.
ارتباط صفقات يتجاوز 20 عاما
أعمال ترامب الاقتصادية مع البنك الألماني انطلقت في 1995. حينها اشترى عقارا كان يود اقتناءه منذ مدة: ناطحة سحاب معروفة سابقا تحت اسم „The Bank of Manhattan Trust Building".
هذا المبنى المشيد في 1930 والمعزز بسقف من النحاس كان تحفة هندسية وأعلى مبنى في العالم. كما أنه يقع بالقرب من بورصة نيويورك ـ يعني موقع جيد. ولشرائه اقترض ترامب حينها 125 مليون دولار (نحو 112 مليون يورو) من البنك في فرانكفورت. ومنذ تلك اللحظة أبرم الطرفان سلسلة من الصفقات. ففي 2003 ساعد البنك ترامب في مشروع الكازينو الموجود في أتلانتيك سيتي بمبلغ سخي قيمته 468 مليون دولار. الصفقة آلت في ذلك الوقت إلى الإفلاس. وفي 2005 اقترض ترامب من البنك 640 مليون دولار لشراء فندق International Hotel & Tower في شيكاغو. وكان البنك الألماني مهتما جدا بالرسوم المستحقة عن ذلك والتي بلغت 12 مليون دولار. ولم يدخر ترامب من جانبه جهدا، واستضاف المصرفيين ووضع طائرته الخاصة تحت تصرفهم للسفر إلى شيكاغو ليعرض عليهم مخططات مشروعه.
إلى أن نفذ المال لدى "الدونالدي"
فمن جهة صفقة شيكاغو كانت لترامب وأيضا للبنك مشروعا كبيرا يعكس صفقة جيدة، ومن جهة أخرى هي التي تسببت في خصومة الشركاء.
فطبقا لـصحيفة "وال ستريت جورنال" لم يقدر ترامب على تسديد 334 مليون دولار من القرض، لأنه كان يعاني بسبب أزمة العقار الأمريكية من "ضيق في السيولة". وعوض أن يدفع لجأ ترامب إلى مقاضاة البنك الألماني. وعلل الخطوة بأن الأزمة المالية نتاج "لسلطة عالية"، وبالتالي يحق له الحصول على دعم مالي.
ورفع دعوى ضد البنك الألماني مطالبا إياه بدفع 3 مليارات دولار، لأن معايير منح القروض من جانب البنك هي التي أدت إلى الأزمة التي عانى من تبعاتها. في المقابل قاضته المؤسسة المالية الألمانية ليدفع رجل أعمال العقار 40 مليون دولار تعهد بسدادها كضمانة.
عندما يتربص مصرفيون بصفقة...
وقد تصالحت الديكة المختصمة فيما بينها لاحقا، إلا أن العلاقة ظلت متأثرة. والكثير من المسؤولين في البنك الألماني باتوا يعتبرون ترامب "شخصية غير مرغوب فيها"، لكن إدارة خدمات الزبائن في البنك احتفظت بأذن صاغية لأفكاره التجارية.
والصفقة الضخمة التي تحققت مع رجل أعمال العقار كانت في عام 2012 بمنحه قرضا بقيمة 950 مليون دولار من فرانكفورت لتمويل اقتناء ناطحة السحاب بشارع Avenue of the Americas، وهي عنوان ذو صيت في نيويورك.
معروف بالمجازفة
ويصل المبلغ الإجمالي لقروض البنك الألماني لصالح دونالد ترامب إلى 2.5 مليار دولار، دون احتساب مليار دولار إضافي من القروض الموعودة.
والبنك الألماني ليس فقط المانح الأكبر لترامب بل إنه المانح الوحيد. فكما ذكرت صحيفة "وال ستريت جورنال" تخلت غالبية البنوك الأمريكية، بينهاCitigroup و JP Morgan Chase عن إقامة علاقات تجارية مع رجل الأعمال من نيويورك. فدونالد ترامب ليس معروفا فقط بنجاحاته، بل أيضا من خلال سلسلة من الإخفاقات، بما يشمل أيضا أفعاله التجارية غير المعتادة.
لارس هالتير/ م.أ.م