دول الخليج تشارك الغرب قلقه من البرنامج النووي الإيراني
٢٤ مارس ٢٠١٠إنه سيناريو مرعب، ما عرضه عبد العزيز بن صقر؛ وهو سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط أيضا. ومع ذلك فان هذا بالتحديد ما قد يحدث على حد قول الباحث السعودي، رئيس مركز الخليج للأبحاث، خلال زيارة له إلى برلين. وأضاف رئيس المركز الذي يتخذ من دبي مقرا له بأنه "إذا لم ترضخ إيران إلى ضغوط الغرب وواصلت العمل في برنامجها النووي فستجد دول أخرى في المنطقة نفسها مضطرة لفعل الأمر ذاته". يُذكر أن إيران هي أحدى الموقعين على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، التي تُلزم جميع الدول الخالية من هذا السلاح بالتخلي عن السعي لتملكه.
خطر التسلح النووي في المنطقة
وقال بن صقر إن تركيا والجزائر ومصر والسعودية دول تتمتع بقدرات، وفي حال خرجت إيران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية فسيكون لهذه الدول مهلة ستة أشهر لاتخاذ قرار، وهي ستقول لنفسها، إذا سمح العالم لطهران فلماذا لا يسمح لنا أيضا؟.
ويضمّ مجلس التعاون الخليجي السعودية وعُمان والكويت وقطر والبحرين والإمارات، وهي تنظر بقلق كبير إلى إيران وتخشى من أن يكون الجار الكبير يتطلع إلى الجانب الآخر من مضيق هرمز راغبا في تنفيذ مطالبه التوسعية مستندا إلى امتلاكه القنبلة النووية. وفي رأي الخبير في الشؤون الأمنية في المركز مصطفى العاني فإن الأمر لا يتعلق "باستخدام إيران للقنبلة النووية ضدَّنا، وإنما بتقرير من له الكلمة الفصل في المنطقة لاحقا".
"لن نقبل بالتحول إلى دولة من الدرجة الثانية"
وأضاف العاني بأن الدول الخليجية دول مستقلة وناضجة وليست مستعدة للقبول بالتهديدات أو بالقول بأن إيران دولة لا تُمس لأنها تملك القنبلة النووية. وتابع الباحث العراقي المقيم في دبي بأن "المسألة ليست في أن تستخدم طهران هذه القنبلة ضدنا، وإنما في ما إذا كانت السيطرة ستكون لها، وكذلك النتائج السياسية التي ستترتب على المنطقة". وحذَر العاني من التحول عندها إلى دولة من درجة ثانية بالمقارنة مع إيران قائلا: "هذا أمر لن نقبل به".
ولن تقبل السعودية، بدرجة أولى، بوجود دولة إيرانية كبرى إلى جانبها. كما تخشى الدول السنية الأخرى من النفوذ الإيراني. ولاحظ الباحث السعودي بن صقر أن الإيرانيين يتدخلون اليوم في كل مكان ويدعمون الأقليات الشيعية ويحاولون نشر "إسلامهم المقاتل".
"التعايش مع خيار الضربة العسكرية أسهل"
وأضاف بن صقر أنه إذا خُيّر بين أن يعيش حياة يتخللها الخطر الدائم من جانب إيران أو توجيه ضربة عسكرية محدودة إليها فسيكون من الأسهل له التعايش مع وضع عسكري تعرفه المنطقة التي شهدت بعض الحروب ولم تؤد إلى إزالة دول من الخريطة.
وتخوَّف زميله مصطفى العاني بدوره من ألا تفي العقوبات الاقتصادية بالمطلوب مشيرا إلى أن قصف الأميركيين أو الإسرائيليين المنشآت النووية الإيرانية "لن يوقف ربما البرنامج النووي الإيراني بالكامل، إلا أنه سيؤخره على الأقل". وأضاف العاني بأننا إذا وصلنا في المنطقة "إلى نقطة تفرض علينا الاختيار بين العيش في ظل التهديد النووي الإيراني أو العيش في ظل ضربة عسكرية فسيكون الخيار الثاني هو الأكثر قبولا".
300 مليار دولار من المال الإيراني في الإمارات
وليس مؤكدا أن هذا الموقف يمثل رأي غالبية عرب الخليج، إذ أن العلاقات بين إيران والدول العربية في الخليج متشابكة تقليديا. ويصل حجم التجارة بين طهران ودول مجلس التعاون إلى 18 مليار دولار، وتُعتبر الإمارات أهم شريك تجاري لإيران. وحوّل رجال الأعمال الإيرانيون، حسب ما تشير التقديرات، نحو 300 مليار دولار إلى مصارف الإمارات.
وتتخذ قطر والبحرين مواقف مؤيدة لإيران أكثر من الدول الأربع الأخرى في مجلس التعاون الخليجي وتقفان موقفا أقل تشاؤما إزاء البرنامج النووي الإيراني.
الكاتب: بتينا ماركس/اسكندر الديك
مراجعة: أحمد حسو