دول أوروبية تحذر من نورد ستريم 2 وتصفه بـ "الإتفاق الخاطئ"
٢٣ يوليو ٢٠٢١بعد ترحيب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالاتفاق الذي توصلت إليه بلادها مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مشروع "نورد ستريم 2". لم يخف بعض كبار المسؤولين بدول شرق أوروبا ازدراءهم لهذا الاتفاق بين واشنطن وبرلين، منددين به باعتباره خطأ له أبعاد بعيدة المدى. وأعلن البلدان، اللذان كانا على خلاف لسنوات بشأن مشروع نورد ستريم2 بطول 1200 كيلومتر، عن اتفاق يوم أمس الأربعاء، حيث أسقطت الولايات المتحدة اعتراضها على خط الأنابيب.
وكانت ميركل قد أشارت أمس الخميس (22 يوليو/ تموز 2021) في برلين إلى أن الاتفاق لم يشمل كل الخلافات، موضحة أنها محاولة لوضع شروط محددة بين الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا يجب أن يتم تنفيذها.
في المقابل، تعهد الجانبان باتخاذ إجراءات إذا حاولت روسيا استخدام الطاقة كسلاح أو ارتكاب أعمال عدائية أخرى ضد أوكرانيا. كما قالا إنهما سيعملان مع أوكرانيا لتخفيف أثر خط أنابيب بحر البلطيق الجديد، والذي يمكن أن يكتمل الشهر المقبل على أقرب تقدير، نظرا إلى أن أوكرانيا تعتمد على نقل الغاز الروسي عبر أراضيها في الحصول على دخل بمليارات الدولارات.
وبمجرد أن يدخل حيز التشغيل، سينقل "نورد ستريم 2" 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من روسيا إلى الساحل الشمالي لألمانيا، وبعد ذلك إلى الأسواق الداخلية للاتحاد الأوروبي. وأكدت المستشارة الألمانية أنه من المهم للغاية أن تظل أوكرانيا دولة عبور للغاز وألا تتعرض أوكرانيا لوضع خطير.
في المقابل، وصفت ليتوانيا الخميس الاتفاق بـ"الخطأ"، لكنها أشارت إلى أنه لا يزال من الممكن انتزاع تنازلات من موسكو. وعارضت الدولة المطلة على بحر البلطيق، على غرار غيرها من الدول الأوروبية كما الولايات المتحدة، مشروع "نورد ستريم 2" الرامي لمضاعفة إمدادات الغاز الروسية إلى ألمانيا.
ولطالما مثّل خط الأنابيب الذي أوشك على الاكتمال والبالغة كلفته 10 مليارات يورو (12 مليار دولار) نقطة خلافية بين واشنطن وبرلين، لكن الاتفاق الذي أعلن الأربعاء يهدف إلى وضع حد للخلاف. ويهدد الاتفاق بفرض عقوبات على روسيا في حال استخدمت الطاقة كسلاح ضد أوكرانيا ويسعى لتمديد فترة نقل الغاز عبر أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس للصحافيين "إنه خطأ وسيكلف هذا الخطأ كثيرا". وأشار إلى أن خط الأنابيب "نصر كبير" بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفا بأن "عليه دفع ثمن باهظ للغاية لهذا النصر".
وشدد على أنه لا يزال بإمكان الغرب انتزاع تنازلات من روسيا قبل بدء تشغيل خط الأنابيب، عبر استخدامه مثلا كورقة ضغط لمطالبة القوات الروسية بالانسحاب من أوكرانيا. وقال لاندسبيرغيس "إنها ورقة ضغط كبيرة وهناك فرصة لاستخدامها بشكل إيجابي بعض الشيء. ما لم يتم القيام بذلك، فسيمثل الأمر هزيمة".
كما انتقد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي الاتفاق الألماني الأمريكي بشدة، وعبر عن مفاجأته من التوافق الأمريكي. وقال مورافيسكي أمس الخميس في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البولندية الحكومية "بي أيه بي": أعبر عن عدم موافقتي للنهج الأناني لحلفائنا لبناء خط الأنابيب هذا". وقال مورافيسكي إن بولندا سعت لإقناع دول أخرى بأن المشروع لن يساعد سوى روسيا في إعادة تسلحها.
ع.ش/ع.أ.ج (د ب أ، أ ف ب)