دورتموند يكتسح منافسيه بسداسيات ولا يهتم بمنافسة بايرن
٢١ سبتمبر ٢٠١٦
يشبه اللون الأصفر لقميص بوروسيا دورتموند في مباريات الدوري الألماني لون كرة التنس. وخلال مباراة دورتموند مع شتوتغارت في الدوري في فبراير/ شباط الماضي ألقت جماهير دورتموند بكرات التنس على أرضية الملعب أثناء المباراة احتجاجاً منها على غلاء أسعار التذاكر.
والآن يجري الحديث عن التنس أيضاً عند الحديث عن دورتموند بسبب النتائج التي سجلها مؤخراً، حيث يتندر البعض بأن دورتموند حول مباريات كرة القدم إلى أشواط لمباريات التنس، التي تنتهي عادة بالفوز عند تسجيل أحد المتنافسين ست نقاط. فقد استطاع دورتموند الأربعاء الماضي أن ينهي مباراته في دوري أبطال أوروبا مع نادي وارسو البولندي بنتيجة 6- صفر، وبعدها مباشرة تمكن من الفوز 6- صفر أيضاً على دارمشتات يوم السبت الماضي في الدوري الألماني (بوندسليغا)، ومساء أمس الثلاثاء في الجولة الرابعة من البوندسليغا كاد أن يكررها أمام فولفسبورغ في الدوري إلا أنه اكتفى في النهاية بالفوز 5-1.
"الترتيب في الدوري ليس مهما"
لقد ظهر دورتموند في مبارياته الثلاثة الأخيرة فريقاً لا يرحم المنافس حتى خارج ملعبه، كفريق لا يضيع الفرص، ولديه حارس مرمى، رومان بوركي، يتمتع بالقوة، "ويبدو دورتموند في هذا الموسم منافساً جاداً لبايرن ميونيخ" حسب ما كتبت صحيفة فرانكفورت روندشاو الألمانية.
17 هدفاً مقابل هدف وحيد هي محصلة دورتموند في المباريات الثلاثة الأخيرة، التي لعبها دورتموند خلال أسبوع واحد، رغم ذلك فإن المدرب توماس توخل (43 عاماً) لا يبدي انبهاره ولا سيما بنتيجة مباراة فولفسبورغ، التي تبدو كبيرة رغم أن أداء فولفسبورغ لم يكن بذلك السوء، وأن المباراة كانت متوازنة حتى قبل نصف ساعة من نهايتها وأن فريق "الذئاب" (لقب فولفسبورغ) أهدر الكثير من الفرص السهلة، حسب توخل.
الفوز على فولفسبورغ جعله يتصدر الدوري مؤقتاً قبل مباراة بايرن ميونيخ مع هيرتا برلين. لكن تلك المسألة لا تشغل بال توخل: "نظرنا لا يتوجه نحو ترتيب الدوري وإنما نحو المباراة القادمة يوم الجمعة أمام فرايبورغ"، يؤكد توخل. أما ماريو غوتسه، العائد إلى أحضان دورتموند بعد أوقات صعبة قضاها في ميونيخ فيوضح: "نحن نفكر في المباراة ثم في المباراة التي تليها، وهذا هو الفيصل. وبإمكاننا تحقيق نتائج جيدة".
الحقيقة أن بداية الفريق في الدوري كانت عادية بل وأحياناً مثيرة لعلامات التعجب. فبعد الفوز بالكاد 2-1 على ماينز في الجولة الأولى خسر دورتموند أمام لايبزغ الوافد الجديد على البوندسليغا بنتيجة صفر مقابل هدف. لكن الأمور تبدلت خلال أسبوع احد فقط.
النجوم الجدد يتألقون
ويؤكد موقع صحيفة "فرانكفوتر روندشاو" أن سر نجاح دورتموند المتعطش لتسجيل الأهداف يكمن في "التوازن الموجود داخل الفريق". فبينما جلس نجوم مثل شنغي كاغاوا وغونزالو كاسترو وسيباستينان روده على مقاعد البدلاء في بداية مباراة فولفسبورغ، استطاع مجدداً الشابان، قليلا الخبرة، الفرنسي عثمان ديمبلى (19 عاماً) والبرتغالي رافاييل غويريرو (22 عاماً) أن يلفتا الأنظار بشدة وتمكن غويرو من تسجيل هدف. ويقول الحارس رومان بوركي "لدينا كفاءات ضخمة حتى في الصف الثاني والثالث للفريق. وبصرف النظر عمن ينضم للتشكيلة فإنه يتأقلم ببساطة".
وبوركي نفسه، الذي يعد أيضاً جديداً نسبياً في دورتموند، فقد انضم إليه العام الماضي، أثبت من خلال تألقه في مباراة فولفسبورغ أنه أصبح صمام أمان في دورتموند وخرج نهائياً من ظلال الحارس المخضرم رومان فايدنفيلر. وأعرب توخل، المتحفظ عادة، عن سعادته بتطور رومان بوركي وقال: "في عامه الثاني سجل تطوراً ملفتاً للأنظار كإنسان ومن الناحية الشخصية وكحارس مرمى ولاعب. ويستحق أداؤه مديحاً إضافياً مطلقاً".
وعلى عكس تحفظ توخل ومعظم لاعبي دورتموند تحدث النجم بيير-إمريك أوباميانغ عما يفكر فيه الجميع، أي منافسة بايرن ميونيخ، وقال أوباميانغ الذي سجل هدفين في مباراة فولفسبورغ: "إذا واصلنا الأداء بهذا المستوى فلن يستطيع أحد أن يوقفنا".
ورغم ذلك يحذر توماس توخل لاعبيه من الغرور قبل مباراة ريال مدريد الأسبوع المقبل في دوري أبطال أوروبا ويقول إن هناك كثيراً من النقاط التي يجب إصلاحها.
مباراة دورتموند مع مدريد لن تكون سهلة بالطبع بالنسبة للفريقين، لكن من المستبعد أن تكون نتيجتها كنتائج أشواط مباريات التنس.