دور السريان في الثقافة العراقية
٢١ ديسمبر ٢٠١٢تركز جهود بعض الباحثين على الإحاطة بحجم مساهمة المثقفين السريان و دورهم في الثقافة العراقية من خلال دراسة تأثر اللغتين العربية و السريانية أحداهما بالأخرى، لما يستحقه هذا الموضوع من الاهتمام. إلا أن هذه الجهود، و ان كانت بالتالي تساهم، بهذا القدر أو ذاك، في تسليط الضوء على دور السريان في الثقافة العراقية. غير أنها لا تبرز إلى النور المسالة كلها، بل جانبا منها. إذ ليس ثمة شك بوجود أكثر من مشترك بين العربية و السريانية، و ليس ثمة من شك أيضا بوجود تواصل و امتداد بين أرثي اللغتين في اكثر من زاوية من زويا الرؤية التاريخية لم نجم من تجاور اللغتين و تطورهما من لدن المجتمعين اللذين يتحدثان بهما، فضلا عما حدث في خلفيتيهما من تواصل، يوازيه، تحت رماد التعايش، تناحر فكري و عقائدي بين المتحدثين باللغتين تشتد جذوته و تخبو بين حين و آخر.
"قرابة اللغتين وتجاورهما"
إن كان ثمة تواصل بين اللغتين فقد فرضته حقيقتان، بل قل بديهيتان تاريخيتان يقودنا إليهما علم اللغة العام:
ألأولى تتمثل في كون اللغتين تنتميان كليهما الى أسرة لغوية واحدة من أسر لغات العالم العديدة، و هي أسرة اللغات السامية التي تحدثت بها الشعوب الجزيرية ألأصل عموما؛
و الثانية هي تجاور اللغتين جغرافيا، و ما يفرضه هذا التجاور من تماس يفرز في الواقع ما يسميه علم اللغة العام بالإعارة اللغوية و ما ينجم عنه من تأثير ثقافي.
الا أن هذا التأثير قد يجري أما متبادلا mutual بينهما على حد سواء إلى درجة ما، أو قد يجري على نحو يكون فيه التأثير غالبا لإحداهما على ألأخرى one-sided، بسبب نوعين من العوامل:
عوامل قد تقع داخل منظومة اللغتين، أو عوامل قد تقع خارج منظومة اللغتين تتعلق بالسياقات الاقتصادية و السياسية و الحضارية التاريخية الجارية في المنطقة عبر حقب التاريخ المختلفة، غلبة أو خضوعا.
و مع ذلك، فان وقائع التماس ين اللغتين قد يشير في الوقت نفسه الى وجود تعارض بين منهجي التفكير عند المهتمين باللغتين، و هما تعكسان البنية الفوقية للمصالح التي تمور في قاع المجتمع، بسبب التضاد العقائدي لدى جمهور اللغتين، حتى ان كان يغلفه تعايش يفرضه التجاور بين طرفين باتا غير متكافئين في حجم النفوذ السياسي، منذ الغزو الجزيري الإسلامي لوادي الرافدين
فمن أي من النوعين المذكورين في أعلاه، كان التأثير الجاري عبر حقب طويلة من التاريخ بين اللغتين العربية و السريانية، بحيث يبرز للسريان دورا في الثقافة العراقية يوازي حجم السريان الديموغرافي و الثقافي و الإنساني؟ و هذا هو ألأهم!
ظنون التاريخ وهواه بشان علاقة اللغتين
أكان من النوع التبادلي ، أم كان أحادي الجانب، غلبة من أحداهما على ألأخرى؟
و بما أننا نعيش في بقعة لم يعتد أهلها على الحصول على تغذية راجعة، و لافتقار ثقافتنا عموما للوسائل الإحصائية على أغلب مستويات العلاقات الاثنية، فانه سيكون من الصعوبة الإحاطة إحاطة كاملة بالدور الذي أداه السريان في الثقافة العراقية، غير تلك الإشارات التي وردتنا في الأسفار التاريخية التي كتبها العرب و السريان على حد سواء، و التي علينا الاعتماد عليها في هذا ألأمر، على الرغم من قول فردريك هيغل بـ"أن التاريخ أغلبه ظن و ما تبقى هو من إملاء الهوى!"
و من ناحية ثانية، فان الحديث عن مشتركات بين اللغتين العربية و السريانية من نوع الحديث الذي أنجزه بجهد قيم و جميل و رائع العالم المرحوم د. إبراهيم السامرائي و نخبة غيره من الباحثين، عربا و سريانا، على الرغم من حسناته الاستثنائية الرائدة، لا يقودنا إلا إلى العموميات.
"العموميات كالأماني لا توصل إلى الجنة"
و العموميات، حالها حال النوايا الطبية التي لا توصل دائما، و لوحدها، الى الجنة، فالعموميات، قد لا تعمل دائما على وضع ألأمور في نصابها الصحيح! ذلك، لأن الاعتماد على الحديث عن مشتركات بين اللغتين، الغاية منه الاحاطة بدور معين، فهذا يعني تشخيص واقع حال موروث للغتين من أصل مشترك واحد، لا غير!
و حديث من هذا النوع، في حقيقة ألأمر، لا يدخل في خانة استجلاء التأثير الذي يخلق دورا!
فأن نقول بالسريانية "ريشا" بدل أن نقول بالعربية "الرأس" ، أو "حنكا" بدل "حنك"، او "دقنا" بدل "دقن"، أو "إذنا" بدل "أذن"، أو "فما" بدل"فم" ، و غيرها بالعشرات، بل قل ربما بالمئات، قد لا يشير إلى وجود تأثير لإحدى اللغتين على ألأخرى سوى للعقل الساذج! و هذا لا يشير الى وجود تأثير، لأنه، و ببساطة يخضع لعوامل بنائية مشتركة تاريخية تخص اللغتين، بعد أن باتتا كائنين متعاليين يفرضان على المتحدثين فيهما آليات تقع خارج وعي المتحدثين بهما! و قد يصح هذا الى حد كبير على المشتركات، أو العموميات، ألأخرى التي تتعلق باللغتين، و ربما باللغات ألأخرى عموما!
إذن، إذا أردنا أن نبحث عن تأثير للسريان يسلط الضوء على دور لهم ، من أي نوع كان، و قد كان لهم فعلا مثل هذا الدور، في الثقافة العراقية، غبنهم في تقدير قيمته المؤرخون المسلمون، علينا في هذه الحال أن نبحث عن ذلك في مجالات تتعدى فقه اللغة philologyو تتجاوز علم اللغة المقارن comparative-linguisticsأيضا الى مجالات ينشط فيه علم الإنسان anthropology(طبعا بكل المواضيع التي اهتم بها هذا العلم من فنون و حرف و ادوات و وجود يومي بما فيه من انشطة أوجدها السريان)، و علم السياسة politicsو علم الاخلاق ethicsو علم التاريخ history. هذا، لكي يكون بمقدورنا أن نحدد دور السريان في الثقافة العراقية على ضوء حزمة من العوامل:
إنسانية؛
و أخلاقية
سياسية
و تاريخية.
فهذه العوامل مجتمعة هي التي تدخل ضمنا في صلب مفهوم "الثقافة" عموما، أحيانا فرادى، و أحيانا متداخلة، و لا تشذ عن هذا، بالتأكيد، "الثقافة العراقية"، بخاصة حين نروم تشخيص دور لمجموعة اثنية هم السريان في ثقافة بلد معين هو بلاد الرافدين، فضلا عن تقدير حجم هذا الدور لشعب السريان، الوارث على ألأغلب لكل الثقافات التي مرت على ارض الميزوبوتيميا قبل الغزو الجزيري الإسلامي لأرض الرافدين و الذي أرخ الانحسار الجغرافي القسري للسريان و للغتهم و لثقافتهم عن مناطق شاسعة من أرض العراق، على الرغم من تسهيل بعض شرائح السريان لهذا الغزو، الذي اكتسح ثقافة كانت تنتشر انتشارا طاغيا على أكثر من نصف مساحة العراق الحالية.
بعض شواخصها ما زالت ماثلة للعيان مهجورة يرفد لها النسيان من غير أهلها، و لا تخلو منها و لا حتى محافظة واحدة من محافظات العراق جميعا بما فيها محافظتي النجف و كربلاء، على الرغم من نهج التهديم و الإلغاء و التهجير و المصادرة التي تعرضت لها شواخص الثقافة السريانية على أيدي حقب الحكم الإسلامي في العراق عموما. و في بقاء مثل هذه الشواخص، دون ريب، ما يشير الى تشبث شواخص الثقافة السريانية بالتربة التي نشأت فيها، لأنها لم تكن طارئة على هذه التربة. و أعني أن الثقافة السريانية هي ابنة التربة التي تتشبث بها، بخلاف جميع الثقافات التي جاءت بعد الغزو الجزيري الإسلامي للعراق!
"خطاب السلام في ظل السياف"
و لو حصرنا من ناحية ثانية، حجم الانتهاكات التي حصلت ضد شواخص الثقافة السريانية في العراق متفرقة، لربما كانت جريرة فاعليها لا تقل بشاعة عن الجريرة التي جرّها عمرو بن العاص ضد الثقافة القبطية السريانية في مصر بضربة واحدة، حين أحرق مكتبة الإسكندرية بكل ما تحويه من كنوز سريانية إنسانية كانت تشكل مفصلا معرفيا مهما في تاريخ حضارات المنطقة عموما. و منذ ذاك التاريخ اضطر السريان العراقيون إلى اللجوء إلى خطاب مهادن (نابع من جنوح للسلم تميزت به ديانتهم في الشرق) يتوجهون به الى غاز مقتدر و سياف لا يعرف الرحمة مع من لا يساير مصالحه العقائدية التي تختبئ وراءها مصالحه الاقتصادية و السياسية المعقدة المبنية على حب السيطرة و الانتشار، هذا الغازي الذي خرج الجزيرة العربية، و لم يكن معه سوى عقيدته الدينية، ساعيا الى امتصاص ثقافات الشعوب التي غزاها، و مع بعض التكييف، سماها ثقافة عربية اسلامية! فكان امتصاص تلك الثقافات و منها الثقافة السريانية، حيثما و وقتما كان ممكنا، أحد أهم مكونات و مصادر في ما سمي تاريخيا فيما بعد بـ"الحضارة العربية الإسلامية"!
ان أية مراجعة لدور السريان في الثقافة العراقية في ما بعد الغزو الاسلامي للعراق ستبين، دون ريب، تراجعا للدور السرياني في الثقافة العراقية، مقارنة بما كانت تتمتع به هذه الثقافة، على الرغم من تناقضاتها الداخلية الجدلية، من تسيد في المشهد الثقافي قبل ذلك الغزو. و لكن تسيدها ذاك كان انتشارا لا سطوة، اذ كان دورها هو ألابرز، تتعايش فيه مع الثقافات السائدة ألأخرى من يهودية و وثنية و ثنوية و زرادشتية و غيرها، مما تعج به البقعة الجغرافية من ثقافات.
"الغزو الإسلامي غير الخارطة السياسية للعراق"
و لم تكن للتغير الدراماتيكي المفاجئ في المشهد السياسي العراقي، الذي كان حصيلة للغزو الإسلامي، آثارا تتعلق بالثقافة فحسب، بل تعدته الى علاقة السريان بالحاكم، مهما تذرع هذا الحاكم بها من استثناءات يقدمها لمن سماهم اهل الكتاب، اذ ظل يتظاهر بالعلن بروح من التسامح مع الثقافات الكتابية ألأخرى، و لكنه في أروقته الخاصة، ظل ينظر بريبة، بل و في أغلب ألأحيان بعدائية، تجاه أية ثقافة أخرى يجد فيها تهديدا لعقيدته الخاصة. و الا فكيف، يا ترى، نفسر تلك السياسات الصارمة التي ظلت سارية منذ الغزو الجزيري الإسلامي للعراق و لغاية نهاية حكم العثمانيين في العراق، ضد أهل الثقافات ألأخرى، و من بينها السريانية، باجبار أهل تلك الثقافات بارتداء لباس معين يميزهم عن المسلمين، ناهيك عن أنهم كان يفرض عليهم النزول عن رواحلهم ليسيروا أمامها عند دخولهم لحواضر العرب المسلمين؟!
و على الرغم من قول هيغل آنف ذكره عن التاريخ، فالمرء لا يستطيع دائما أن يلوي عنق التاريخ، لكي يبرر تصرفاته.
اذ على الرغم من نهج الإقصاء للاثنيات من أهل البلد الذي غزاه العرب المسلمون، فان احتياجات التطور و متطلباته كانت، و ان في حالات نادرة جدا، تفرض على الحاكم المسلم اتباع نهج برغماتي يتنازل فيه عن بعض اشتراطات عقيدته الدينية، فتشهد حقبة حكمه انفتاحا على الثقافات الاثنية.
السريان: من عمر بن عبد العزيز إلى المأمون
و مثلما ظهر في عهد الأمويين عمر بن عبد العزيز، ذاك الخليفة الذي أراد أن يخرج من غلواء ميتافيزيقيا عقيدته الدينية الى رحاب الفلسفة، وفرت محاولته تلك في زمانه فرصة للثقافة السريانية أن تتنفس دورا مهما في تاريخ الحضارة الإسلامية، حين استعان هذا الخليفة بالسريان ليمهد لوجود دور مهم للسريان في تاريخ المنطقة، و ذلك بترجمة علوم ألأمم ألأخرى. فتهيأ آنذاك هنا في العراق أيضا للسريان و ثقافتهم، بوصفهم أمة مبدعة و ناقلة في آن، حاكم عباسي، هو الخليفة المأمون، الذي كان هو الآخر رام الخروج من عنق زجاجة الغلواء الميتافيزيقية لعقيدته الدينية، فتحمس لآراء المعتزلة، و هم كانوا في زمنه السباقين و بجرأة في وضع منزلة للعقل تفوق المنزلة التي يتمتع بها مبدأ الإيمان بالله، وهي دون ريب أولى خطوات نهج تكون حصيلته بالتالي الانفتاح على ألآخر المختلف. فكان في تلك الانعطافة التاريخية في العقل العربي الإسلامي للسريان و الثقافة السريانية دور حاسم، يرتقي الى مرتبة الفضل، فهيئوا، بهذا القدر أو ذاك، لبلورة التفكير الفلسفي عند العرب المسلمين، حين راحوا ينقلون من الاغريقية و اللاتينية الانجازات العقلية للفلاسفة و العلماء الإغريق في الطب و الفلسفة و الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و الموسيقى و ألأدب، فوضعوا بذلك التفكير العربي الإسلامي على أكثر من مفترق طرق مصيري في التفكير، و لأكثر من مرة، بما يغني حضارة و ثقافة العرب المسلمين.
هذا عدا دور المثقفين السريان في ذلك الزمان أطباء و علماء و موسيقيين في الحياة العامة. و كان في كل هذا، برأيي، ما يعد، عند العقل المنصف المستنير، وسام شرف يعلق على صدر تاريخ السريان، يستحقونه عن جدارة لقاء مأثرة قلما يعترف بها العرب المسلمون ، و ان اضطروا لذلك فهم يعترفون بها على مضض، إلا في حالات نادرة يكون فيها الضمير طرفا!
تراجع دور السريان في الدولة العراقية مطلع القرن العشرين
حديثا و مع بزوغ شمس الدولة العراقية الحديثة أوائل القرن العشرين، كان السريان، لأسباب لسنا هنا في وارد ذكرها، سباقين في طلب العلم. و سرعان ما تحولوا قبل غيرهم الى أطباء و معلمين و مصرفيين و موظفين ذوي خبرة، ليقوموا بدور في تقوية عود الدولة الوليدة. و كان لهم دور، ليس قليل الشأن، في نشاة الثقافة العراقية الحديثة، ساسة و كتابا و مسرحيين و موسيقيين.
و لكن نهجا موضوعيا انسانيا تجاه الثقافة السريانية الغاية منه تبيان دور السريان في الثقافة العراقية، يتطلب قبل كل شيء، من الآخر غير السرياني، انتصارا على الذات. و ذلك، بان يقبل السرياني مثلما هو. و صدق القائل "من لم يكن أخاك في الدين، فانه نظيرك في الخلق!". ذلك، لأن نهج عدم المساواة و التمييز الذي انطبعت به سياسة الحاكم المسلم، في تفصيلاتها الصغيرة و ليس في نهجها العام المعلن، تجاه الاثنيات، لم تكن، و ما تزال، لتهيئ دورا يليق للسريان في الثقافة العراقية، و يتناسب و الكتلة الديموغرافية للمتحدثين بالسريانية. و غياب الحرية كان دوما عاملا إضافيا أدى الى تحجيم دور السريان هذا. و لن تتحق للسريان فرصة يقومون بها بدور يتناسب و مكانتهم التاريخية في الثقافة العراقية، الا في تبلور موقف "حضاري" يتشكل في نفسية الحاكم المسلم. و في مؤلفه الموسوم "قصة الحضارة"، يعرف ويل ديورانت مفهوم "الحضاري" قائلا: "الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من انتاجه الثقافي. و عناصر الحضارة أربعة هي: الموارد الاقتصادية، و النظم السياسية، و التقاليد الخلقية، و متابعة العلوم و الفنون".
و لم يجانب وول ديورنت الصواب حين لم يضمّن الدين عنصرا من عناصر الحضارة. فهو يدري، و نحن أيضا ندري، بأن العناصر المذكورة آنفا هي جميعا سابقة للدين. اذن، فأية محاولة لمعرفة حجم الدور الذي قام به السريان في الثقافة العراقية، لا بد لها أولا أن تطرح العقيدة الدينية من حساب القياس العقلاني للعلاقة الإنسانية، و لا بد لها بعد ذلك المرور أولا بالمكانة الحقيقية، ايجابا و سلبا، التي تبوأها السريان، بعد الغزو الجزيري الإسلامي للعراق، في المنظومة الاقتصادية، و النظام السياسي، و التقاليد الأخلاقية، و أنشطة الفنون و العلوم، التي شكلت ما عرف بـ"الحضارة العربية الإسلامية في العراق"، حتى في وضعها الراهن. و نحن أعلم بحجم قيراط الإيجاب الذي عومل به السريان، و هم أهل العراق الأصليين، إزاء قناطير السلب التي عوملوا بها، و عانت منه ثقافتهم، لدرجة أن المرء قد يقفز الى ذهنه لا شعوريا سؤال مفاده "هل صار السريان هنودا حمرا عراقيين!؟". و إلا فكيف نفسر ما يجري اليوم من تهجير و قسر ضد السريان و الثقافة السريانية إلى حد الدعوة إلى وضعهم في كانتونات! و على مر القرون لم يعدم الغزاة الذرائع و لا اختلاق الأسباب في احتواء الاثنيات التي لا توازيهم في البأس!
دهوك / جامعة نوروز
أواخر أيلول 2011