دمشق مستعدة للحوار مع المعارضة في موسكو.. ماذا بعد؟
٢٧ ديسمبر ٢٠١٤عاد الحديث عن الحل السياسي والحوار بين السوريين لإنهاء الأزمة التي اقتربت من عامها الرابع يطفو على السطح مجددا. وشهدت عدة عواصم عربية وعالمية إشارات قوية تصب في هذا المجال، خصوصا القاهرة، دمشق، موسكو. فبينما كان رئيس ائتلاف المعارضة السورية، هادي البحرة يجري محادثات في القاهرة، أعلنت دمشق الرسمية استعدادها للمشاركة في حوار تحتضنه موسكو.
بيد أن رد الائتلاف جاء فاترا، إذ أعلن رئيسه من القاهرة أنه لا توجد مبادرات لا روسية ولا مصرية، لكنه لم يرفض في الوقت نفسه علنا المشاركة في حوارات تعقد في موسكو. هادي البحرة أكد من القاهرة عقب لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الائتلاف بدأ حوارا مع أطراف أخرى في المعارضة للتوصل إلى رؤية مشتركة لتسوية النزاع في بلاده. وقال إن موسكو لا تملك "أي مبادرة واضحة ولا تملك أي ورقة محددة وهذا أحد مآخذنا الرئيسية" على التحرك الروسي.
وقال البحرة للصحفيين "أطلعنا الإخوة في مصر على أن الائتلاف بدأ عملية حوار مع أطراف أخرى في المعارضة السورية" من دون آن يفصح عن هذه الأطراف. وأضاف أن "كافة أطراف المعارضة السورية منفتحة على عملية حوار فيما بينها وتتقدم برؤى فيما بينها والقاهرة دائما ترحب بأن تهيئ المناخ المناسب لكي تجرى عملية الحوار تلك".
وثيقة موحدة للمعارضة السورية
وتابع رئيس الائتلاف أنه "تجرى منذ فترة لقاءات ثنائية بالقاهرة ومناطق أخرى بين أطياف المعارضة ونتطلع إلى لقاءات مستمرة خلال الفترة القادمة ويحتمل أن تكون اللقاءات موسعة". وأكد البحرة أنه خلال الحوارات يتقدم "كل طرف برؤيته" و"لا أرى فارقا كبيرا بين الرؤى، قد تكون هناك فروقات بسيطة في آلية الوصول إلى الحل السياسي ولكن جميعها تشترك في الهدف النهائي".
وكان البحرة قال في وقت سابق السبت قبيل لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن "المعارضة ستقوم بتحمل مسؤولياتها وإقرار وثيقة واحدة تعتمد في أي محادثات للسلام في سوريا مستقبلا".
وردا على سؤال بشان مشاركة الائتلاف فى مؤتمر يعقد في كانون الثاني/ يناير المقبل في القاهرة وتشارك فيه المعارضة بالداخل، قال البحرة "لا توجد أي دعوات رسمية حاليا لا إلى القاهرة ولا إلى موسكو أو غيرهما وإنما يوجد حوار بين أطراف المعارضة السورية دون أي تدخلات من أي طرف".
ويعتقد مراقبون ملمون بالشأن السوري أن لغة الحوار تتفوق هذه الأيام على لغة الحرب ،لأن أطراف النزاع باتت منهكة وباتت مقتنعة بعدم قدرة أي منها على الحسم العسكري، خصوصا بعد دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" على الخط وسيطرته على مناطق شاسعة من سوريا. لكن السؤال الذي يطرحه هؤلاء أيضا هو: كيف ستنجح مفاوضات سلام في سوريا إذا لم تكن واشنطن منخرطة فيها بقوة؟
دمشق الرسمية مستعدة للمشاركة في لقاء تشاوري
مع ذلك جاء الرد الرسمي من دمشق ليعلن النظام السوري استعداده للمشاركة في لقاء يضم المعارضة السورية تعمل موسكو على تنظيمه بهدف إيجاد مخرج للازمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، حسبما ذكر مصدر رسمي السبت. واحتفظ النظام لنفسه بتحديد هدف لقاء موسكو، إذ قال المصدر الرسمي إن دمشق مستعدة للمشاركة في "لقاء تمهيدي تشاوري" في موسكو بهدف استئناف محادثات السلام العام المقبل لإنهاء الصراع السوري.
وأعلنت موسكو، الحليف الرئيسي للنظام السوري، في عدة مناسبات مؤخرا أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من مائتي ألف شخص.
وسيمهد لهذا اللقاء اجتماع للمعارضة السورية تنظمه موسكو يضم مسؤولين من "المعارضة الداخلية والخارجية"، "قادرين على طرح أفكار" تسمح بالتوصل الى تسوية للنزاع، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي عقده قبل يومين. بيد أن موسكو لم تحدد هوية الجهات المعارضة التي ستدعى إلى الاجتماع.
وكان منذر خدام، رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام والتي يقودها المحامي حسن عبد العظيم، أعلن أن فصائل من معارضة الداخل والخارج بدأت التنسيق فيما بينها لعقد اجتماع في القاهرة من اجل التوصل إلى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية.
وأشار إلى أن الاجتماع سيمهد للقاء آخر يعقد في موسكو، وسيضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزبا والإدارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وتوقع مصدر معارض آخر أن "يعقد اجتماع القاهرة في منتصف كانون الثاني/ يناير".
أ.ح/ ع.ج (أ ف ب، رويترز)