دعوات للإستعانة بتقنية الفيديو في مباريات البوندسليغا
٢ نوفمبر ٢٠١٥تعالت مؤخرا في ألمانيا الأصوات التي تنادي بإدخال تقنية الفيديو في مباريات كرة القدم من أجل التأكد من الحالات المشكوك فيها وذلك من أجل التقليل من الأخطاء التحكيمية التي يكون لها في بعض الأحيان تأثير كبير على نتائج المباريات.
ولعل الخطأ الذي ارتكبه الحكم الألماني مانويل غريفه في مباراة فولفسبورغ مع ضيفه باير ليفركوزن عزز رأي الأطراف المطالبة بإضافة حكم آخر في مباريات كرة القدم يكون بوسعه مشاهدة المسارات عبر الفيديو الذي يسمح له بحسم الجدل بشأنها. وكان الحكم غريفه قد احتسب لفريق فولسبورغ هدفا بالبرغم من أن مسجله كان في وضعية تسلل وبالبرغم من أن حكم الشرط رفع أيضا رايته معلنا عن تسلل.
بيد أن الحكم الألماني كان يعتقد أن آخر من لمس الكرة قبل وصولها لمهاجم فولفسبورغ هو لاعب خط وسط ليفركوزن كامبل. وقد أظهرت الإعادة في الفيديو أن مهاجم فولفسبورغ الدولي أندري شورله هو الذي مرر الكرة لزميله المتسلل. وكان لهذا الخطأ تأثير على نتيجة المباراة التي انتهت بفوز فولفسبورغ على ليفركوزن السبت الماضي بهدفين لواحد.
تقنية الفيديو لن تؤثر على سير المباراة
ليس هذا هو الخطأ التحكيمي الوحيد الذي حدث في الأسابيع الماضي في دوري البونديسليغا، بل سبقته أخطاء أخرى كتسجيل لاعب هانوفر ليون أندرياسن هدفا بيده في شباك كولونيا ضمن مباريات الدوري الألماني لكرة القدم، غير أن الحكم احتسب الهدف أمام اندهاش اللاعبين والمشاهدين، لتنتهي المباراة بخسارة كولونيا بهدف دون مقابل.
وإذا كان الخطأ ورادا في طبيعة البشر فقد يصعب تقبله من طرف الجهة المتضررة لأن كرة القدم اليوم لم تعد رياضة عادية بل تجارة بالملايين سواء بالنسبة للاعبين أو الفرق أو قنوات البث التلفزيوني.
المدرب الألماني فيليكس ماغات الذي سبق له أن توج بلقب الدوري الألماني مع العديد من الأندية الألمانية يؤيد استخدام تقنية الفيديو في مباريات كرة القدم ويقول في عموده الأسبوعي بصحيفة "كولون إكسبريس": "الدوري الألماني يحتاج إلى حكم فيديو في أسرع وقت ممكن". وبدأ ماغات يشدد على ضرورة تطبيق تقنية الفيديو منذ الخطأ الذي ارتكبه الحكم كنوت كيرشر والذي أهدى الفوز لفريق بايرن ميونيخ أمام خصمه أوغسبورغ بداية هذا الموسم.
ويرد ماغات على منتقدي تطبيق هذه التقنية والذين يدعون أن إعادة مشاهدة اللقطة عبر الفيديو ستؤدي إلى توقيف مستمر للمباراة، بالقول " الأمر لا يستغرق أكثر من 10 ثواني وتكون كافية لمشاهدة اللقطة واتخاذ القرار الصحيح" وبالتالي تجنيب الحكام مواقف قد تصل إلى اتهامهم بالتواطؤ مع فريق على حساب فريق آخر.
أغلب أندية البونديسليغا لصالح تقنية الفيديو
أظهر استطلاع للرأي نظمته قناة سكاي الخاصة التي تنقل جميع مباريات الدوري الألماني لكرة القدم أن أغلب أندية دوري الدرجة الأولى والثانية في ألمانيا تؤيد استخدام تقنية الفيديو في المباريات. ولا يقتصر الأمر على الأندية، بل أبدى بعض الحكام أيضا تحمسهم للفكرة بما في ذلك الحكم الدولي السابق ماركوس ميرك الذي يعمل حاليا محللا في قناة سكاي. ويقول ميرك بهذا الخصوص "أنا مقتنع تماما بأنه لا بد من حدوث ثورة في كرة القدم بالمعنى الإيجابي وليس السلبي. وهذا المشروع لن يجعل اللعب بطيئا وإنما أكثر عدالة".
ومقابل ذلك هناك أطراف أخرى تعترض على تطبيق تقنية الفيديو وترى فيها تشويها لمباريات كرة القدم التي تعود عليها الجمهور منذ عقود طويلة ومن بين تلك الأصوات مدرب فريق دارمشتات الصاعد حديثا لدوري الدرجة الأولى، الذي قال: "لدينا في الدوري الألماني أفضل الحكام في العالم لكنهم يظلون بشر يخطئون ويصيبون. ولا يوجد في نظري سبب كاف لإدخال تغيرات جذرية عل كرة القدم".
ويؤيد مدرب هانوفر ميشائيل فرونتسيك، هذا الموقف. وكان فريقه قد استفاد من الخطأ الذي ارتكبه الحكم في مباراة كولونيا عندما احتسب هدفا سجله لاعب هانوفر بيده. وفي هذا السياق قال فرونتسيك "أنا مع الرأي الذي يقول بأن نترك المباريات تسير وفق المعتاد"، مضيفا أن "كرة القدم رياضة رائعة وتستمد جزءا من متعتها من أخطاء اللاعبين والمدربين والحكام أيضا. فهذا الأمر جزء من اللعبة وبالتالي أنا لا أوافق على استخدام تقنية الفيديو".
الفيفا يدرس تطبيق تقنية الفيديو
وإذا كان الحديث عن جدوى استخدام هذه التقنية الجديدة لا يزال محل جدل في ألمانيا فإن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حسم في المسألة ويخطط لاعتماد تقنية الفيديو ابتداء من عام 2016. وقد لقيت هذه الفكرة استحسانا لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي شكل لجنة ستنعقد في 26 من الشهر الجاري للنظر في المقترح البرازيلي.
وفي حال موافقة الفيفا على المشروع فسيكون ذلك بمثابة حافز للدوري الألماني أيضا واعتماد تقنية الفيديو التي قد تساهم في إنهاء الكثير من الجدل شأن قرارات الحكام في البونديسليغا.