دعوات برلمانية لمحاكمة رئيس الوزراء العراقي المستقيل
١ ديسمبر ٢٠١٩اقتحم متظاهرون عراقيون غاضبون اليوم الأحد ( الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2019) مبنى محافظة كربلاء وسط مدينة كربلاء التي تبعد حوالي 118 كلم جنوبي العاصمة بغداد.
وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية أن متظاهرين غاضبون حطموا الحواجز الإسمنتية، وقاموا بإغلاق العديد من الشوارع واقتحموا مبنى محافظة كربلاء، فيما تصدت لهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع.
من جهته دعا نائب شيعي في البرلمان العراقي اليوم، مجلس القضاء الأعلى في العراق بتشكيل محكمة مختصة لمحاكمة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي و وأركان حكومته والقيادات الأمنية والعسكرية التي تورطت بسفك دماء المتظاهرين.
وكان مجلس النواب العراقي قد وافق الأحد على استقالة حكومة عادل عبد المهدي، بعد نحو شهرين من موجة احتجاجات أسفرت عن مقتل أكثر من 420 شخصاً شارك آلاف العراقيين بمسيرات حداد على أرواحهم في محافظات عدة من البلاد.
وقال النائب صباح السادي عضو كتلة سائرون في البرلمان العراقي في بيان صحفي "إن استقالة عادل عبد المهدي وحكومته لا تعفيه من المساءلة القانونية والقضائية وأن الشعب العراقي ينتظر بفارغ الصبر قرار العدالة". وأضاف "نطالب مجلس القضاء الأعلى في العراق بتشكيل محكمة مختصة لمحاكمة عادل عبد المهدي وأعضاء حكومته المستقيلة والقادة الأمنيين الذين شاركوا في قتل المتظاهرين وإراقة الدماء ومنع سفرهم خارج البلاد".
ويأتي تصويت النواب بعد يومين من إعلان عبد المهدي عزمه تقديم استقالته، في أعقاب طلب المرجعية الدينية الشيعية الأعلى في البلاد من البرلمان سحب الثقة من الحكومة.
إلى ذلك انتقد البابا فرنسيس الحملة الأمنية الصارمة على المحتجين المناهضين للحكومة في العراق، والتي أدت لمقتل أكثر من 400 شخص منذ بدأت في بغداد ومدن أخرى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال بابا الفاتيكان في عظته الأسبوعية اليوم الأحد "أتابع الموقف في العراق بقلق. وقد علمت بكل ألم بمظاهرات الاحتجاج في الأيام الماضية التي قوبلت برد قاس، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا".
واستخدمت قوات الأمن العراقية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد المحتجين، كما شهد الأسبوع المنصرم بعضا من أشد الأحداث دموية منذ بدء المظاهرات، إذ سقط عشرات القتلى خاصة في مدينتي الناصرية والنجف بجنوب البلاد.
وقال فرنسيس، الذي صرح من قبل بأنه يريد زيارة العراق العام المقبل، أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس إنه يصلي من أجل القتلى والمصابين ويبتهل إلى الله أن يحل السلام في البلاد.
وخرج المتظاهرون الساخطين احتجاجا للمطالبة برحيل الحكومة والتي يتهمها المحتجون بتبديد ثروة العراق النفطية، بينما تتدهور البنية التحتية ومستويات المعيشة في البلاد.
وكانت محكمة عراقية قد قضت الأحد بإعدام ضابط في الشرطة أدين بقتل متظاهرين، بحسب ما أفادت مصادر قضائية، في أول حكم من نوعه منذ انطلاق موجة احتجاجات في البلاد قبل نحو شهرين قتل فيها أكثر من 420 شخصاً.
وأشارت المصادر إلى أن محكمة جنايات الكوت جنوب العاصمة بغداد، أمرت الأحد بإعدام رائد في الشرطة شنقاً، وآخر برتبة مقدم بالسجن سبع سنوات، بعد دعوى مقدمة من عائلتي قتيلين من أصل سبعة سقطوا بالرصاص الحي في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر في الكوت.
ع.أ.ج/ ع ش (د ب ت، أ ف ب، رويترز)