دعوات أمريكية وأممية لتحقيق دولي بشأن "أسطول الحرية"
٩ يونيو ٢٠١٠تناقش الحكومة الإسرائيلية المصغرة اليوم الأربعاء (09 حزيران / يونيو) إجراء تحقيق داخلي محدود في العملية الأخيرة، التي نفذها الكوماندوس الإسرائيلي على "أسطول الحرية" وهو في طريقه إلى شواطئ غزة وأسفر عن مقتل تسعة أتراك. وتبحث الحكومة المؤلفة من الوزراء السبعة الكبار في الحكومة خلال اجتماعها المغلق تشكيل لجنة تحقيق داخلية رغم الدعوات العالمية إلى إجراء تحقيق أوسع للعملية العسكرية الإسرائيلية، التي وقعت في 31 أيار/مايو في المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن الوزراء سيعرضون نتائج هذا الاجتماع على الإدارة الأميركية، التي تطالب "بمشاركة دولية" في التحقيق في العملية العسكرية الإسرائيلية. وقالت الصحيفة الإسرائيلية يديعوت أحرنوت، الواسعة الانتشار، إنه ستوجب على الوزراء أن يقدموا للإدارة الأميركية صيغة أخرى في حال رأت تلك الإدارة أن الاقتراح الذي سيقدمونه لا ينسجم مع دعوة مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق حيادي "يتطابق مع المعايير الدولية".
وأفادت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن الخطة الإسرائيلية تقضي بتشكيل لجنة تضم خبراء قانونيين إسرائيليين معروفين وعلى الأقل خبيرين أجنبيين احدهما أميركي والآخر من بلد أوروبي لإضفاء مصداقية على عملها. وذكرت هاآرتس أن اللجنة لن تكون لديها سلطات مثل الحق في إصدار مذكرات استدعاء قضائية كما أن توصياتها ليست ملزمة، وأوضحت أن اللجنة قد تستمع إلى شهادات من وزراء لكن أعضاءها لن يجروا أي تحقيقات. من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن هذه اللجنة لن تقوم باستجواب أعضاء كوماندوس البحرية الذي نفذ الهجوم.
واشنطن وبان كي مون يطالبان بتحقيق دولي
يأتي ذلك بعد أن انضمت الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الدول الداعية إلى إجراء تحقيق دولي في العملية العسكرية الإسرائيلية "ضد أسطول الحرية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي "نعترف بأن مشاركة دولية" في التحقيق حول الهجوم "سيكون عنصرا أساسيا لوضع هذه المأساة وراءنا، على أمل إعادة إعطاء الثقة الضرورية" لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكد على أن هذه المشاركة ستكون أيضا "مهمة" من أجل "المصداقية التي نتمناها".
ولم يدل كراولي بتفاصيل حول طبيعة التحقيق الدولي ومن سيشرف عليه ويديره، واكتفى بالقول إن "واشنطن تناقش مع إسرائيل وغيرها طبيعة مشاركة دولية في التحقيق". كما لم يعلق على الاقتراحين الألماني والايطالي بإشراك اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط في التحقيق. وتضم هذه اللجنة الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أعربت أيضا عن تأييدها إجراء تحقيق إسرائيلي. واعتبرت المشاركة الدولية خيارا بهدف إضفاء مصداقية على التحقيق. وأكدت رئيسة الدبلوماسية الأميركية أن إسرائيل، التي تتمتع بمؤسسات ديمقراطية، مؤهلة للتحقيق بنفسها في تحركات الجيش.
وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إلى "مشاركة دولية ذات مصداقية" في التحقيق الإسرائيلي حول الهجوم الدامي على أسطول الحرية. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق في مؤتمر صحافي إن الأمين العام يعتبر أن "مشاركة دولية ذات مصداقية ( في التحقيق) هي أمر أساسي بهدف إجراء تحقيق سريع وجدير بالثقة وحيادي وشفاف". وردا على سؤال حول رفض إسرائيل إجراء تحقيق دولي، قال المتحدث فرحان حق "لم نتلق حتى الآن ردا رسميا". يذكر أن تركيا تطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي