دعمٌ ألماني للجامعات في بلدان الرّبيع العربي
١٤ مارس ٢٠١٤لا تقتصر العلاقات الألمانيّة العربيّة على الجانبين الاقتصادي والسياسي بل تشمل المجال العلمي أيضا. وفي هذا الصدد قالت الدكتورة دروتيا رولاند، من الهيئة الألمانية للبحث والتبادل العلمي DAAD ، في حديث مع موقعنا "ألمانيا كانت ولا تزال حريصة على دعم الدول العربية في المجال الأكاديمي سواء في الدول العربية أو عبر استقبال طلبة وباحثين عرب في الجامعات الألمانية". وهناك تركيز كبير في السنوات الأخيرة على مصر وتونس، بسبب التحولات السياسية التي شهدتها الدولتان في إطار أحداث الربيع العربي. ويشرح الدكتور هاينريش كريفت المسؤول عن التبادل الثقافي في وزارة الخارجية الألمانية الأمر قائلاً: "نحن نتابع التطورات التي تقع في البلدان العربيّة، واستنتجنا أنّ مطالب الشّباب هناك لا تقتصر فقط على الحريّة والتغيير السياسي، بل أيضاً الرغبة في الحصول على فرص أفضل في التكوين والعمل".
شراكات بأهداف عديدة
بالإضافة إلى الدعم المالي الذي تحصل عليه بعض المشاريع العلمية في الجامعات العربية، تقدم ألمانيا منحاً دراسية للباحثين العرب، الراغبين في متابعة دراستهم في ألمانيا أو الاستفادة من دورات تدريبية في الجمهورية الاتحادية. ويصل عدد المستفيدين سنويا من المنح حوالي ألف طالب وباحث عربي، حسب الدكتورة دروتيا رولاند، التي تشغل منصب الأمانة العامّة للهيئة الألمانية للبحث والتبادل العلمي. كما يتمّ تنظيم حلقات دراسيّة في مختلف البلدان العربية يستفيد منها باحثون وطلبة عرب وألمان في نفس الوقت. وتوضّح الدكتورة دروتيا رولاند أن "كل جامعة، أو أستاذ أو طالب بإمكانه التقدّم للحصول على منحة دراسية من لدى مكتب الهيئة الألمانية للبحث والتبادل العلمي في البلد الأصلي. فبالنسبة للجامعات يمكن أن تتراوح المساعدة ما بين 30 إلى 50 ألف يورو".
تركيز على تونس ومصر
ومؤخراً تمّ في مدينة الأقصر بمصر افتتاح تخصص جامعي جديد يُعنى بالثقافة والتراث، وذلك إلى جانب مشاريع أخرى في القاهرة. وعن التعاون الألماني المصري تقول الأستاذة الجامعية المصرية هبة الله فتحي في حديث لموقع DW عربية إن "الأمر يتعلّق بتعاون وتبادل بنفس المستوى، بمعنى أنّ ألمانيا لا تفرضُ علينا توجهاتها بخصوص البرامج وآليات العمل. ونحن نحاول الاستفادة من الجانب الألماني لتطوير الجامعات وتحسين مستوى تسييرها". من جانبه يؤكد الدكتور أنيس بن عمر، الذي حصل على الدكتوراه في ألمانيا أن ألمانيا "وقفت إلى جانب المجتمع المدني أثناء الثورة وهو ما زاد من ثقة التونسيين فيها". ويضيف بن عمر في حوار مع موقعنا: "نستفيد حاليّا من دعم ألمانيا في العديد من المشاريع الأكاديمية من بينها أبحاث ماجستير حول التحوّلات القائمة في تونس وربطها بالمحيط الإقليمي والجهوي". ويتخذ المشروع شكل حلقات دراسيّة في ألمانيا وتونس.
دعم القدرات الشخصية والحوار الحضاري
والنسبة لهاينريش كريفت من وزارة الخارجية الألمانية، فإن التبادل العلمي بين الطلبة والباحثين العرب والألمان "يدعم الانفتاح على الآخر ويساهم في تنمية شخصية الإنسان وتطوير تجاربه الشخصية، خصوصاً في صفوف الشباب". من بين هذه النماذج الطالب الباحث توماس كيرل من ألمانيا والطالبة فاطمة أحمد من مصر، اللذان تعرّفا على بعضهما البعض في إحدى اللقاءات العلمية واكتشفا أنهما يجريان أبحاثهما الجامعية في نفس التخصص، ففكرا في إنجاز مشروع مشترك. #b#وفي إطار تبادل الزيارات، يحاول كل واحد منهما التعرّف على ثقافة الآخر وتغيير العديد من الصوّر النمطية المتداولة عن الآخر. ومن بين الأشياء التي أبهرت فاطمة أحمد "دقة التنظيم والمزج بين الجانب النظري والتطبيقي في الجامعات الألمانية".