دراكسلر وشالكه ـ عندما يتحول الحب الأبدي إلى نزوة عابرة
١ سبتمبر ٢٠١٥سادت أجواء استثنائية مدينة غيلزنكيرشن معقل نادي شالكه الألماني، عندما مدد يوليان دراكسلر ابن الفريق عام 2013 عقده مع ناديه الأم لمدة خمس سنوات. فقد جابت شاحنات صغيرة تحمل لوحات دعائية عليها صورة كبيرة لنجم الفريق كتب عليها "بكل فخر وحب حتى عام 2018".
وذلك بهدف نشر بشرى خبر التمديد بين سكان المدينة وحتى البلدات المجاورة، خاصة وأنه جاء في وقت كان يوليان دراكسله محط اهتمام مجموعة من الأندية الكبيرة في الدوري الإسباني. بيد أن اللاعب الشاب فضل البقاء ضمن النادي الذي ترعرع فيه، والذي يعتبره "حبه الأبدي" ويصف العلاقة التي تربطه به بـ"اختيار القلب".
غضب الجماهير
الآن، وبعد مرور عامين، أصبح يوليان دراكسلر في عداد اللاعبين السابقين لشالكه، بعدما انتقل رسمياً للعب تحت ألوان فولسبورغ أحد المنافسين المباشرين في صفقة قياسية بلغت 35 مليون يورو. وفيما حاولت إدارة نادي شالكه التخفيف من وقع مغادرة نجمها الشاب إلى فولسبورغ، لم تتقبل الجماهير خطوة دراكسلر واصفة إياه بـ"الخائن"، وهو نفس الوصف الذي أطلقته عليه جماهير يوفينتوس الإيطالي في مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، بعدما فضل دراكسلر فولفسبورغ على يوفينتوس الذي كان هو الآخر يطمح للظفر بخدمات لاعب المنتخب الألماني الشاب.
وقد اتفقت جماهير شالكه ويوفينتوس على أن دراكسلر "لا يعير أي اهتمام للتاريخ" في إشارة إلى عراقة نادييهما، معتبرين أن "دراكسلر يجري وراء الأموال فقط ناسياً أو متناسياً باقي الاعتبارات الرياضية الأخرى". وبعيداً عن ردود أفعال الجماهير التي غالباً ما تحمل في طياتها حمولات عاطفية، فإن دوافع انتقال دراكسلر إلى صفوف فولفسبورغ لها ما يبررها.
الخيار الأنسب
الانتقال إلى الدوري الإيطالي يٌعتبر مجازفة، كما يرى اللاعب الدولي الألماني السابق توماس بيرتهولد. وقال بيرتهولد الذي لعب في الدوري الإيطالي في صفوف فريق روما "المدافعون في إيطاليا يتميزون بالصلابة، وعندما تلتحق بالدوري الإيطالي كلاعب شاب، يجب أن تتأقلم بسرعة وإلا سيكون مقعد البدلاء هو مصيرك".
وتابع بيرتهولد في برنامج حواري رياضي تقدمة قناة شبورت 1 الألمانية "أعتقد أن دراكسلر اتخذ القرار الصائب باختيار فولفسبورغ. فهناك لديه مجال أرحب ليفرض نفسه ويطور إمكانياته". كما أن فرصة اللعب في دوري أبطال أوروبا بانتظام تبدو أكثر واقعية في فولفسبورغ مقارنة مع نادي شالكه الذي يعرف محيطه الكثير من الشد والجذب بسبب المتابعة الإعلامية المحلية المسلطة على النادي.