Supergirls mit Wespentaille
٢٥ يونيو ٢٠٠٨أوضحت دراسة جديدة للمعهد المركزي العالمي للتليفزيون الشبابي والتعليمي في ميونيخ أن مسلسلات وبرامج الأطفال الكارتونية دائما ما تقدم صورة نمطية وسلبية عن الفتاة حيث تظهرها دائما الفتاة الخارقة في كل شيء، فهي خارقة الجمال والذكاء ومثيرة جنسيا للشباب، بالإضافة إلي أنها دائما تلعب الدور الثانوي وليس المحوري في الأحداث.
وقالت مايا جوتز مديرة المعهد أن الدراسة التي أجريت في ألمانيا و24 دولة أخرى حول العالم أوضحت أن المسلسلات الكارتونية تظهر دائما الفتاة خارقة للعادة، فهي جميلة وقوامها رشيق وشعرها أشقر ومثيرة للغاية في أعين الشباب.
وأضافت أن هذه تعد صورة نمطية مكررة منذ سنوات ولكنها زادت بشدة في السنوات الأخيرة، كما أن نتائج الدراسة أشارت إلي أن هناك عدم مساواة بين الجنسين في هذه البرامج والمسلسلات الكارتونية حيث أن 32 في المائة فقط من الأدوار الرئيسية المحورية تلعبها الفتيات.
وقالت جوتز "أن هذه الصورة الخارقة الجمال للفتاة في التليفزيون مثيرة للقلق لما لها من تأثيرات سلبية على الفتيات المشاهدات ، فالدراسة بينت أن 2 من كل 3 فتيات في هذه المسلسلات تتمتع بقوام ساحر وشعر مبهر وجاذبية جنسية شديدة".
مقارنة بين الواقع والخيال
وتري جوتز أن هذه الصورة تنعكس بالسلب على التقدير الذاتي للفتيات المشاهدات حيث أنهن دائما ما يقارنون أنفسهن وأجسادهن بهؤلاء الفتيات في المسلسلات الكارتونية.
وأكدت أن المسلسلات الكارتونية اليابانية ساهمت بشدة في ازدياد هذه الظاهرة خلال العشر سنوات الماضية، ورسخت للدور الهامشي الذي تلعبه الفتاة في الأحداث أيضا. فطبقا لنتائج الدراسة هناك 68 في المائة من الشخصيات المحورية بهذه المسلسلات الكارتونية يلعبها الشباب وليس الفتيات سواء كانت شخصيات لحيوانات أو وحوش أو مخلوقات فضائية.
وتشير مديرة المعهد أن السبب في ذلك يرجع لرغبة منتجي تلك البرامج والمسلسلات حيث يزعمون أن شخصيات الفتيات لا تبيع على عكس الشخصيات الشبابية التي تبيع وتساهم في تسويق المسلسلات بصورة أكثر.
مشاهدة مشتركة للآباء مع الأطفال
أما خبيرة الإعلام التربوي نادين كلوس من معهد ميونيخ للتربية الإعلامية فأكدت أن هناك شخصيات لفتيات حققت نجاحا عالميا ولكنها مازالت قليلة مثل الفتاة "كيم" في مسلسل "كيم بيسبول" والفتاة " ليلو" في مسلسل "ليلو وستتش".
وأشارت إلي أن الفتيات بدءاً من سن العاشرة يغيرن من مشاهدة هذه المسلسلات إلي ما هو أخطر من ذلك بمشاهدة المسلسلات الدرامية و برامج تليفزيون الواقع والتي يكون محورها علاقات الغرام بين الجنسين وظهور الفتاة بارعة الجمال التي تتمحور حياتها فقط حول الرجل.
وقالت إن الآباء عليهم وظيفة هامة تتمثل ليس فقط في مجرد التحكم فيما يشاهده الأطفال، بل أيضا في ضرورة الجلوس مع أطفالهم أثناء مشاهدة هذه المسلسلات والتحاور بشأنها، وخاصة أن الأطفال يبحثون عن نموذج يستندون إليه في حياتهم عبر هذه المسلسلات.
وقد تحاور منظمو الدراسة مع عدد من الأطفال من الجنسين ومنهم الطفل الألماني "ماكس" البالغ من العمر 7 سنوات حيث قال إن الفتيات يظهرن في هذه المسلسلات والبرامج الكارتونية بصورة مضحكة للغاية حيث أنهن يرتدن الكعب العالي والجيب القصيرة ويضعن الرموش الطويلة...وتساءل مندهشا "كيف يمكن لهن لعب الرياضة بمثل هذه الأشياء؟!".