دراسة: عوادم السيارات تضعف الإدراك لدى المرأة المسنة
٤ يناير ٢٠١٠كتب باحثون في دراسة نشرت في مجلة الأبحاث البيئية، أنه كلما عاشت النساء بالقرب من الطرق السريعة كلما زاد تعرضهن للذرات الملوثة وزاد احتمال ظهور أعراض ضعف بسيط في الذاكرة والإدراك. ويتعلق الأمر بأول دراسة تربط بين الخلل الإدراكي والتعرض طويل الأمد لتلوث الهواء بسبب حركة المرور، وهي أيضا واحدة من مجموع دراسات حديثة لإثبات وجود علاقة بين تلوث الهواء ووظيفة العقل البشري.
وأجرى الدراسة علماء من معهد أبحاث طب البيئة بجامعة هانريش هاينه في دوسلدورف بألمانيا وفحصوا 399 سيدة مسنة تتراوح أعمارهن بين 68 و 79 عاما من اللائي عشن في منطقة واحدة بألمانيا لمدة لا تقل عن 20 عاما. وقامت وكالة البيئة الحكومية بجمع ومراقبة مستويات التلوث لمدة أكثر من 25 سنة في المنطقة السكنية للمشاركين في الدراسة. ومن أجل إجراء الدراسة قدر الباحثون مدى تعرض كل مشاركة لذرات مادية دقيقة باستخدام وسائل قياس مستخدمة في أقرب محطة مراقبة.
تأثير التلوث على صحة المخ والأعصاب
وأشارت الدراسة إلى أن حرق الوقود وخاصة وقود الديزل في السيارات والمركبات الأخرى ينتج عنه ذرات دقيقة تسمى الذرات المادية (الضبوب). والتعرض لمستويات عالية منها مرتبط بتأثيرات عكسية على الأوعية الدموية وصحة الجهاز التنفسي. واعتمادا على نتائج الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، يمكن أن تنتقل الذرات المادية مباشرة من الرئتين إلى الجهاز العصبي حيث يمكن أن يسبب ذلك التهابا وتلفا في المخ.
ومن المعروف أن التهاب المخ والأعصاب هي من العوامل التي تحفز تطور بعض الأنواع من الأمراض مثل مرض الزهايمر وباركنسون (الشلل الرعاش). ولذا بحث العلماء عما إذا كانت هناك صلة بين التعرض المزمن للذرات المادية والأمراض العصبية التي تتزايد مع تقدم الإنسان في العمر. وأستخدم عدد من الفحوصات العصبية الجسمانية والإدراكية من بينها الإدراك اللفظي وقدرات التعلم والتذكر و الأداء الإدراكي الفردي.
انعكاسات سلبية على النساء
وأوضحت الدراسة أن النساء المسنات اللواتي يعشن بالقرب من المناطق المرورية السريعة سجلن أداء منخفضا كبيرا سمي الخلل الإدراكي المعتدل وهي حالة معروفة تؤدي إلى مرض الزهايمر. وتسوء حالة الخلل الإدراكي المعتدل مع قصر المسافة بين السكن والشوارع المزدحمة. ويظهر هذه الارتباط لذا الأشخاص الذين يعيشون على بعد مسافة أقصاها 50 مترا عن الطرق التي تمر بها 10 آلاف سيارة يوميا.
ويقول الباحثون الذين أنجزوا الدراسة إنه رغم أن عناصر الخطر الأخرى تمت السيطرة عليها، فإن هذه الدراسة البشرية أصبحت لها بعض القيود، إن الإقامة بالقرب من طريق مزدحم يعني أيضا التعرض لمستويات عالية من الضوضاء والتي يمكن أن تكون عاملا مساعدا في الخلل الإدراكي الذي يمكن ملاحظته لدي عينة النساء اللواتي شملتهن في الدراسة.
(ط.أ/ د ب أ)
مراجعة: حسن زنيند