دراسة عن مدى اندماج الشباب المسلمين تثير جدلا في ألمانيا
١ مارس ٢٠١٢تسببت دراسة جديدة عن الشباب المسلمين في ألمانيا في إثارة جدل واسع النطاق لدى الإعلان عنها أمس الأربعاء حيث رأى هانز بيتر أول، المتحدث باسم التحالف المسيحي الديمقراطي للشئون الداخلية، أن عدد الشبان المسلمين الذين ذهب مع
تسببت دراسة جديدة عن الشباب المسلمين في ألمانيا في إثارة جدل واسع النطاق لدى الإعلان عنها أمس الأربعاء حيث رأى هانز بيتر أول، المتحدث باسم التحالف المسيحي الديمقراطي للشؤون الداخلية، أن عدد الشبان المسلمين الذين ذهب معدو الدراسة إلى أنهم لا يميلون للاندماج في المجتمع "مخيف". وقال أول في تصريح لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الصادرة اليوم الخميس: "هذا الرفض للاندماج لا يمثل بالضرورة مرتعا خصبا للتعصب الديني والإرهاب ولكنه يمكن أن يكون كذلك".
وكشفت الدراسة أن نحو 24 في المائة من المسلمين الشباب المقيمين في ألمانيا، ولا يحملون الجنسية الألمانية، يرفضون الاندماج ويميلون للعنف. ووصفت الدراسة، التي أجريت بتكليف من وزارة الداخلية الألمانية، أن 24 في المائة من المسلمين الذين لا يحملون الجنسية الألمانية والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عاما، بأنهم متدينون و"لديهم إعراض شديد عن الغرب وميول لقبول العنف وليس لديهم نزعة للاندماج".
وأشارت الدراسة إلى أن 15 في المائة من المسلمين الحاصلين على الجنسية الألمانية لديهم نفس الميول. وفي إشارة لنتائج الدراسة، قال وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش في تصريح لصحيفة "بيلد" اليوم إن ألمانيا تحترم الموطن الأصلي للمهاجرين إليها وتحترم هويتهم "ولكن لا يمكننا أن نقبل استيراد تصورات مستبدة ومعادية للديمقراطية ومتعصبة، إن من يحارب الحرية والديمقراطية فليس له مستقبل هنا".
انتقادات للدراسة
غير أن الحزب الديمقراطي الحر انتقد الدراسة، كما جاء على لسان سيركان تورين مسؤول شؤون الاندماج بالحزب، الذي قال في تصريح لصحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونج: "أتعجب من أن تنفق وزارة الداخلية أموال دافعي الضرائب على دراسة تؤدي إلى لغط إعلامي ولا تتضمن أية معلومات". ورأى توري، الذي ينحدر من أصل تركي، أن "الاعتقاد الديني للكثير من الشباب المسلم هو في الغالب مجرد قشرة، فارغة من الداخل، لا تتماشى مع الدين الذي يحياه هؤلاء الشباب بل يملؤه الاستفزاز والتهميش الثقافي.. ليس التدين والعنف أمرا ذاتيا، وذلك حسبما أظهرت دراسات أخرى وحسب تجربتي الشخصية..".
وفي معرض تعليقه على نتائج الدراسة، قال عالم النفس الألماني فولفغانج فرينته الذي شارك في الدراسة، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه لم يفاجأ بهذه الأرقام. وأظهرت دراسات مماثلة ارتفاع نسبة العداء للأجانب، أو الإسلام بين الألمان ولكنها أكدت أن إدراج كبار السن من المسلمين في نتائج هذه الدراسات سيبين أن المسلمين يتبرؤون بوضوح مما يعرف بالإرهاب الإسلامي.
وتقدر الهيئة الألمانية للهجرة واللاجئين عدد المسلمين في ألمانيا بنحو أربعة ملايين، نصفهم تقريبا يحمل الجنسية الألمانية. وقال فرينته إن أغلبية المسلمين الشبان في ألمانيا يسعون للاندماج في المجتمع الألماني واكتساب ثقافة الأغلبية الألمانية مع الاحتفاظ بجذورهم في أوطانهم الأصلية. وفي حين يؤيد 78 في المائة من المسلمين الألمان الاندماج في المجتمع الألماني بشكل أو بآخر، يميل 52في المائة فقط من المسلمين الذين لا يحملون الجنسية الألمانية لهذا الاندماج. وأكد فرينته أن الاندماج عملية متبادلة دائما، وقال إن الدراسة أظهرت أن الكثير من المسلمين يشعرون بالاضطهاد من قبل الكثير من الألمان بسبب الصورة السلبية لهؤلاء الألمان عن الإسلام. وطالب فرينته الألمان بالسماح للمسلمين في المجتمع الألماني بالربط بين الثقافة الألمانية وثقافة أوطانهم بدلا من مجرد المطالبة المستمرة لهم بالتكيف مع المجتمع الألماني بالإضافة إلى تقديم عروض للشباب المسلمين لحضور المشهد السياسي في ألمانيا مع تحسين فرص تعليمهم.
(ي ب/ د ب ا)
مراجعة: طارق أنكاي