دراسة: طبيعة فيروس الإيدز تؤثر على درجة انتقاله
١٢ يوليو ٢٠١٤حدوث عدوى فيروس "إتش آي في" المسبب لنقص المناعة المكتسب (الإيدز) يتطلب اختراق الفيروس لحاجز الغشاء المخاطي والوصول للدم والتكاثر داخل جسم الإنسان. وهو أمر لا تنجح فيه إلا فيروسات قليلة وفقا لما توصل إليه باحثون أمريكيون.
وأوضحت دراسة أن أغلب الفيروسات تموت قبل أن تتكاثر في الجسم وبالتالي لا تتسبب في عدوى فعلية بالمرض. لكن الأمر يختلف عند استخدام الحقن الملوثة، فالفيروس في هذه الحالة يصل للدم مباشرة. يتغير الفيروس بشكل كبير داخل الجسم كما يقول يوناثان كارلسون، الباحث بمركز أبحاث مايكروسوفت في ريدموند بواشنطن. ويوضح الباحث المشرف على الدراسة في تصريحات لـ DWأن التغير الشديد في طبيعة الفيروس والبيئة المحيطة به، يصعب على جهاز المناعة التصدي له.
وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص المصابين حديثا بالفيروس تزيد لديهم فرص عدوى شركائهم الذين يمارسون معهم الجنس، بنسبة 10 إلى 15 % مقارنة بالأشخاص المتعايشين مع الفيروس منذ فترة طويلة. ويرجع هذا إلى أن الفيروس لدى الشخص المصاب حديثا يكون أكثر قدرة على التحول وأقوى وبالتالي تزيد فرص انتقاله. من جهته أكد المشرف على الدراسة أن هذه النتائج مبنية في الأساس على عناصر إحصائية ولا يمكنها التنبؤ بخطورة انتقال العدوى في كل حالة بشكل منفرد.
وتابع الباحثون على مدى عشرة أعوام، بعض الحالات في زامبيا لأزواج أحدهما حامل للفيروس والآخر سليم. وبالرغم من التوعية الكبيرة لطرق تجنب العدوى، إلا أن الفيروس انتقل خلال هذه الفترة حوالي 137 مرة. قارن الباحثون بين الفيروس الأصلي والفيروس الذي نقل عن طريق العدوى وتوصلوا لعدة نتائج منها أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيروس في حالات الجنس غير الآمن مقارنة بالرجال. وبرر العلماء هذا الأمر بأن الفيروس يجد صعوبة في تجاوز الغشاء المخاطي للرجل مقارنة بالمرأة.
يأمل الباحثون أن تساهم نتيجة دراستهم في تحسين سبل محاربة الإصابة بفيروس "إتش آي في" إذ خلصوا إلى أن الحاملين لفيروس ضعيف تقل لديهم خطورة نقله لأشخاص آخرين. وعن هذا الأمر يقول الباحث كارلسون:" إذا نجحنا في إضعاف الفيروس عبر الدواء أو التطعيم، بحيث تقل درجة خطورة انتقاله عبر الاتصال الجنسي، عندها سيتراجع انتشار الفيروس".