دراسة تكشف أسرار الحياة الجنسية للألمان
٢٤ أغسطس ٢٠١٧موضوع مهم لكثيرين في ألمانيا لكن لا يتحدث عنه أحد، أو ربما ضمن دائرة ضيقة من الأصدقاء فقط. إنه عدد العلاقات الجنسية للرجال والنساء خلال حياتهم. فقد كشفت دراسة نشرت الخميس (24 آب / أغسطس 2017) عن أن الرجال الألمان يقيمون علاقات مع عدد من النساء ضعف عدد الرجال الذين تقيم النساء علاقات معهم، ما دفع الباحثين للاعتقاد أن الرجال أكثر ميلاً للتفاخر بتجاربهم الجنسية. فهل هذا صحيح، وهل يقتصر الأمر على هذه التجارب فقط؟
رجال ألمان قالوا في استطلاع نشر في المجلة الطبية الناطقة بالألمانية "دوتشيس ارتست بلات" الأسبوعية إنهم أقاموا علاقات جنسية مع عشر نساء طوال حياتهم، بينما قالت نساء إنهن أقمن علاقات مع خمسة رجال فقط. هذا هو المعدل الذي خرجت به الدراسة.
واعتمدت الدراسة الخاصة بالسلوك الجنسي في ألمانيا، التي قام بها باحثون من جامعة براونشفايغ الفنية ومتخصصون نفسيون من أنحاء ألمانيا، على لقاءات مع أكثر من 2524 من الجنسين تبلغ أعمارهم فوق الـ14 عاماً.
سلوك اجتماعي
وقال المتخصصون النفسيون إن الفرق الإحصائي بين الرجال والنساء يمكن أن يوضح أن المستطلعين من الرجال يبالغون في الحديث عن حياتهم الجنسية. وقال آرنه ديكر من جامعة هامبورغ، التي اشتركت أيضاً في الدراسة، إن الرجال يتفاخرون عادة بخبراتهم الجنسية، بينما يكون الأمر عكس ذلك تماماً لدى النساء، إذ يتكتمن عادة عن الحديث حول هذا الأمر لأسباب اجتماعية. كما أشار الباحث ديكر إلى أن النسبة خمسة إلى عشرة تبقى غير دقيقة للسبب المذكور آنفاً، بالإضافة إلى أن حوالي ثمانية في المائة ممن استطلعت آراؤهم من الرجال يحتمل أنهم مارسوا الجنس مع بائعات هوى.
وأوضحت الدراسة العلمية حول السلوك الجنسي للألمان، أو لسكان ألمانيا، أرقاماً إحصائية مختلفة، منها مثلاً أن 88 في المائة من الرجال و89 في المائة من النساء مارسوا الجنس التقليدي. بينما حوالي النصف من الرجال والنساء مارسوا الجنس الفموي. كما أشارت الدراسة إلى أن 86 في المائة من الرجال مارسوا الجنس مع نساء فقط، فيما أكد 82 في المئة من النساء أنهن مارسن الجنس مع الرجال فقط، أي أن حوالي خمسة في المائة من الرجال وثمانية في المائة من النساء كانت لديهم علاقات جنسية مع الجنس نفسه، فيما أوضح واحد في المائة فقط من الرجال والنساء أنهم مثليو الجنس.
عدد مرات ممارسة الجنس
أما بالنسبة لعدد المرات التي مارس الجنسين فيها العلاقات الجنسية في السنة الواحدة، فقد بينت الدراسة أن الفئة العمرية بين 25 و29 عاماً هم أكثر الفئات نشاطا جنسياً، إذ بيّن الرجال أنهم مارسوا الجنس حوالي 60 مرة في العام، بينما وصل الرقم إلى 47 مرة بالنسبة للنساء، ليقل العدد تدريجياً مع تقدم العمر حتى يصل إلى 37 مرة للرجال و22 مرة للنساء للفئة العمرية بين 50 و59 عاماً.
كما أظهرت الدراسة نسبة مرات ممارسة الجنس مع غير الشريك، فوصلت عند الرجال إلى 21 في المائة، أي أن واحداً من كل خمسة رجال خان شريكته. فيما كانت النسبة بالنسبة للنساء 15 في المائة فقط.
الباحثون في هذه الدراسة أوضحوا أن سببها يعود إلى غياب أرقام إحصائية توضح طبيعة العلاقات الجنسية وتنوعها وطبيعة السلوك الجنسي للناس في ألمانيا. وهي دراسة مهمة في معالجة الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس أيضاً. كما يشير الباحث آرنه ديكر من جامعة هامبورغ إلى أهمية الدراسة، لكنه يعتبرها غير كافية إطلاقاً، إذ يجب أن تكون هناك دراسة شاملة لكل المجتمع في ألمانيا، مثلما هو الحال مع دراسات مماثلة في دول أوروبية أخرى.
ويرى بيكر أن ما نسبته 2.5 في المائة اعترفوا أنهم فقدوا السيطرة خلال ممارسة الجنس في علاقات عابرة دون استعمال الواقيات الذكرية، وهي مجموعة تصنفها الدراسة على أنها مجموعة "خطرة" يمكن أن تتسبب في نقل أمراض مثل فقدان المناعة المكتسبة (إيدز) أو الزهري (سيفيلس). ويطالب الباحثون الرجال والنساء ممن يغيرون شركاءهم أكثر من مرة بالفحص الطبي لغرض التأكد من عدم الإصابة بأمراض جنسية خطيرة أو غير خطيرة.
وبكل تأكيد، فإن الدراسة تبقى إحصائية للأغراض العلمية البحتة تهتم بالدراسة العلمية للسلوك الجنسي لأفراد المجتمع الألماني، المعروف عنه الانفتاح في مناقشة قضايا الجنس والسلوك الجنسي، مقارنة بثقافات شرقية أو متحفظة دينياً.
ع.خ/ ي.أ (د ب ا)