دالاي لاما: "مسؤولية تحقيق عالم أفضل تقع على عائق كل إنسان"
٢٤ يوليو ٢٠٠٧يزداد الاهتمام في ألمانيا والغرب بصفة عامة بالديانة البوذية وبالزعيم الروحي لمنطقة التبت، دالاي لاما، إذ أوضح استطلاع للرأي في ألمانيا مؤخراً أن دالاي لاما أكثر شعبية من بابا الفاتيكان. ويرى فولكر كاومانز الخبير الألماني في الديانة البوذية وفي منطقة التبت أن ازدياد شعبية البوذية في ألمانيا مرتبط إلى حد كبير بشخصية دالاي لاما الرابع عشر. فكاومانز يجد في الدالاي لاما شخصا ً مؤثراً جداً: يوحي مظهره بالتواضع والمرح والصدق. لكنه في الوقت نفسه يؤكد كذلك على أن مواقف الزعيم الروحي التيبيتي لا تختلف كثيراً عن مواقف البابا المتحفظة فيما يخص توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة أو المثلية الجنسية التي يرفضها بحزم هو الآخر. وخلال زيارته إلى مدينة هامبورج الألمانية، أجرى موقع دويتشه فيله هذا الحوار معه:
هل يمكن لقداستكم أن تحدثنا عن حقوق الإنسان في التبت؟
الوضع مازال في غاية الخطورة. ومنذ نحو شهر قابلت أحد التبتيين، قضى ثمانية أعوام في سجن صيني، وجريمته الوحيدة، والتي وقعت في قرية جانب لاهازا، كانت التعبير عن مشاعره الخاصة.
رد فعل الصين على حديثكم عن قضية التبت في هامبورج كان عنيفاً. فهل فاجأكم هذا الأمر؟
لا، على الإطلاق. فحتى عندما أبقى صامتاً، هناك دائماً نوع من الإدانة من جانبهم. إنهم يقومون بهذا الأمر طوال الوقت.
ما هو رأيكم في موقف الحكومة الألمانية فيما يخص التبت؟ هل تعتقدون أن برلين تقوم بما يكفي من أجل قضيتكم؟
الحكومة الألمانية مثلها مثل بقية الحكومات: متعاطفة من حيث المبدأ. بالتأكيد هناك نوع من الاهتمام، لكن السؤال هو إذا ما كان هذا كافياً؟ نحن نقدر أي اهتمام تقدمه الدول الأخرى، فهذا ضروري ومفيد للغاية.
ما هي أهدافكم المنشودة من زيارتكم لدول أخرى؟
الهدف والحافز الرئيسيان لدي ليسا قضية التبت، ولكن بالأحرى تعزيز القيم الإنسانية بهدف جعل الأفراد والعائلات والمجتمعات أكثر سعادة، وبهذه الطريقة فقط نصل إلى إنسانية أسعد. وأنا أعتبر هذه هي مساهمتي للبشرية، وأنا أعتقد لكل إنسان دوره في تحقيق عالم أفضل. هذه هي قناعتي، وأنا دائماً أدعو لهذا الأمر. أما هدفي الثاني فهو تعزيز الانسجام الديني. عندما ألقى محاضرات في الهند يزداد إقبال الصينيين على هذه المحاضرات. والحكومة الصينية تضع من جانبها أحياناً الكثير من القيود لتمنع الصينيين من القدوم إلى الهند، ولكن ذلك لا يحول أمام توجه بعض الصينيين للهند للاستماع على محاضراتي. يقول الكثير من هؤلاء أنهم بعد أن رأوا المجتمع التيبيتي، وجدوا اختلافات كبيرة عما يسمعون به في الصين. في نهاية الأمر، هناك تأثير إيجابي إلى حد ما.
لقد ذكرتم أنكم قد تصبحون الدالاي لاما الأخير. فهل يمكن توضيح هذا الأمر؟
في عام 1969، أدليت بتصريح رسمي أن الوقت حان للشعب التيبيتي لكي يقرر إذا كان يريد أن يستمر نظام الدالاي لاما أم لا. وهذا يعني أنه إذا قررت أغلبية الشعب التيبيتي أن الدالاي لاما لم يعد مناسباً للشعب التيبيتي، فلن يستمر هذا النظام. أعتقد أنني لو توفيت قريباً، فسيختار معظم التيبيتيين أن يحافظوا على النظام. ولكن إن عشت 20 أو 30 سنة أخرى، فربما يصبح الأمر مختلفاً. وهذا حسن. ستصبح نهاية بشرف.
هل تتمنون العودة إلى التبت؟
نعم بالطبع. كل التبيتيين يشعرون بالحنين للوطن ويتمنون رؤية وطنهم الخاص. وأنا كذلك. ولكن في الوقت نفسه أنا راهب بوذي، وبالتالي فعلى المستوى الشخصي ليس لمكان الميلاد أهمية كبيرة. هناك مقولة تيبيتية تقول: "المنزل هو المكان الذي تشعر فيه بالراحة، وأهلك هم أي أشخاص يقدمون لك شيئاً مفيداً". أنا بالفعل أستمتع بالأجواء الإيجابية في هامبورج. خلال الأيام التسع الماضية، شعرت بالفعل وكأنني في بيتي. العديد من الأشخاص، بما فيهم الإعلاميون، كانوا دائماً مشرقين مثل الأصدقاء.
ملاحظة التحرير: دالاي لاما الرابع عشر، تينزين جياستو، ولد في السادس من يوليو/تموز عام 1935. وهو الزعيم الروحي للتيبيتيين البوذيين.
أجرى الحوار هانز يورجان ماير
إعداد: سمر كرم