بعد "نمرود" ومتحف الموصل ـ "داعش" يدمر مدينة الحضر
٧ مارس ٢٠١٥قالت وزارة السياحة والآثار العراقية إن متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" دمروا أطلال مدينة الحضر الأثرية التي يعود تاريخها إلى ألفي عام بشمال العراق. وقال مسؤول لرويترز إن الوزارة تلقت تقارير من موظفيها في مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتشدد تفيد أن الموقع الأثري في الحضر دمر اليوم السبت (السابع من آذار/ مارس 2015).
وأضاف أن من الصعب تأكيد التقارير وأن الوزارة لم تتلق أي صور توضح حجم الدمار الذي لحق بمدينة الحضر التي أدرج اسمها ضمن مواقع التراث العالمي عام 1987. بيد أن أحد سكان المنطقة قال إنه سمع دوي انفجار هائل في وقت مبكر صباح اليوم السبت وإن آخرين في مناطق قريبة ذكروا أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" دمروا بعض أكبر المباني في الحضر وأنهم يدمرون مناطق أخرى بالجرافات.
بدوره قال سعيد مموزيني المتحدث باسم فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل إن المتشددين استخدموا متفجرات لنسف المباني في الحضر وإنهم يدمرونها أيضا بالجرافات.
في البدء كانت "نمرود" ومتحف الموصل
وتقع الحضر على بعد نحو 110 كيلومترات إلى الجنوب من الموصل أكبر مدينة عراقية تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية". وكان المتشددون بثوا مقطع فيديو قبل أسبوع ظهروا فيه وهم يحطمون تماثيل ومنحوتات في متحف المدينة حيث توجد قطع أثرية لا تقدر بثمن وتعود للحقبتين الآشورية والهلنستية قبل ثلاثة آلاف عام.
كما هاجم المتشددون أطلال مدينة نمرود الآشورية جنوبي الموصل أول أمس الخميس بالجرافات. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الهجوم بأنه "تطهير ثقافي" وقالت إنه يصل إلى حد جرائم الحرب.
وتعود الحضر إلى الإمبراطورية السلوقية قبل ألفي عام والتي سيطرت على جزء كبير من العالم القديم الذي غزاه الإسكندر الأكبر. وتشتهر بمعبد الأعمدة وسط موقع أثري مترامي الأطراف. وقالت وزارة الآثار إن عدم وجود استجابة دولية قوية على هجمات "داعش" السابقة على المواقع الأثرية في العراق شجع الجماعة المتشددة على مواصلة حملتها.
على المجتمع الدولي حماية آثار العراق
وأضافت الوزارة في بيان "التجاوب لم يكن بالمستوى المطلوب، فساهم تباطؤ دعم المجتمع الدولي للعراق بتشجيع الإرهابيين على اقتراف جريمة أخرى بسرقة وتدمير آثار مدينة الحضر المدرجة على لائحة التراث العالمي والتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد."
وتابع البيان "إن هذا العمل الجبان قد مس هذه المرة إرثا مسجلا على لائحة التراث العالمي منذ عام 1987 وينبغي أن ينبري العالم ومنظماته الدولية لمجابهة هذا الاعتداء الصارخ على الموروث الإنساني."
وشبه علماء الآثار الهجوم على تاريخ العراق الثقافي بتدمير حركة طالبان لتماثيل بوذا في باميان بأفغانستان عام 2001. لكن الضرر الذي ألحقه تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يقتصر على الآثار القديمة فقط، وإنما وصل إلى أماكن العبادة الإسلامية التي لا تبايعه، حيث لم يتهاون معها وكان رده سريعا وبدون هوادة وعلى نطاق أوسع.
وأظهر تسجيل مصور الأسبوع الماضي إسقاط تماثيل ومنحوتات من قواعدها الحجرية في متحف الموصل وتحطيمها بالمطارق. وأظهر التسجيل أيضا إلحاق أضرار بتمثال ضخم لثور عند بوابة نركال المؤدية إلى مدينة نينوى.
ويشار إلى أن تنظيم "داعش" أعلن قيام خلافة على المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، حيث يتبنى تفسيرا متشددا للإسلام ويرفض المراقد الدينية من أي نوع ويتهم الغالبية الشيعية في العراق بالكفر.
وفي تموز/ يوليو الماضي دمر التنظيم مرقد النبي يونس في الموصل. وهاجم أيضا مناطق عبادة للشيعة وفي العام الماضي منح المسيحيين في الموصل مهلة إما لاعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت بالسيف. واستهدف التنظيم أيضا الأقلية الإيزيدية في جبل سنجار إلى الغرب من الموصل.
أ.ح/ ع.ج (رويترز)