داء الزرق... وسيلة علاجية جديدة لإنقاذ نور العين
٢٤ مارس ٢٠١٣رغم وجود الأشياء أمامها إلا أن كورنييلا لا تجدها بسهولة، وترى الصور بشكل منقوص وعيناها ترمش باستمرار، مادفعها للذهاب إلى طبيب العيون للبحث عن السبب. وبعد فحص العصب البصري وقياس ضغط عينها، ثبت أن كورنييلا تعاني من مرض الزرق أو مرض النجم الأخضر.
أصيبت كونييلا بالانهيار بعد سماعها نتائج التشخيص، إذ تخشى من الإصابة بالعمى، فحاسة البصر لديها ضعيفة جدا ولا يمكن علاجها حسبما تروي قائلة "الزرق يعني فقدان البصر وجدتي كانت تعاني من هذا المرض وأصيبت بالعمى".
أسباب الإصابة بداء الزرق
وتعود أسباب الإصابة بمرض الزرق إلى ارتفاع ضغط العين، مايؤدي إلى تلف أنسجة العصب البصري، فماء العين يتدفق عبر غرفة العين، وعند الإصابة بداء الزرق يحصل انسداد بالشَّبَكَةُ التَّرْبيقِيَّة، ما يؤدي إلى تكدس الماء وتراكمه، وبالتالي إلى ارتفاع ضغط العين الداخلي وتضررالعصب البصري الحساس. وإذا لم يعالج المرض يتلف النسيج البصري كليا وتفقد العين قدرتها على الإبصار.
أماخطورة هذا المرض فتكمن بحدوثه البطيء وصعوبة ملاحظته، مايعني أن نصف المصابين لا يعلمون إصابتهم بهذا المرض، حسبما يؤكد بيتر روكمان أخصائي الجراحة العينية في مشفى شارتيه في برلين "اكتشاف الإصابة بمرض زرق العين في مراحله المبكرة يساعد على الحد من تطوره إلى العمى الكامل".
وسيلة علاجية حديثة
أما علاج هذا المرض فيختلف بحسب تطوره، فعندما يكون المرض في بدايته، يتم استعمال قطرة للعين تساعد على تخفيض الضغط داخل المقلة وتمنع من تطوره، وهي طريقة فعالة في كثير من الأحيان، إلا أن حالة كونييلا مختلفة قليلا، إذ تعاني من اضطراب في الرؤية حاد في العين اليمنى، أما عينها اليسرى فأفضل بكثير، مادفع طبيبها إلى اتباع وسيلة علاجية جديدة حسبما يوضح بقوله "نقوم بتدخل جراحي بسيط غير مجهد للعين، إذ نستعمل قناة مصطنعة يتم عبرها تصريف الخلط المائي".
وتبلغ مدة العمل الجراحي حوالي 15 دقيقة ومخاطرها قليلة، إذ يقوم الطبيب من باستئصال الشَّبَكَةُ التَّرْبيقِيَّة المسدودة في غرفة العين، ومن ثم تتم إزالة النسيج المزعج بواسطة مشرط كهربائي، مايساعد ماء العين على التدفق عبر منافذه الطبيعية ويخفف من ضغط العين.
ويرى الطبيب بيتر روكنون أن طريقة الجراحة البسيطة في العلاج لايمكن أن تحل محل جراحة العيون التقليدية، مؤكدا على أن أهم مايميز هذا التدخل الجراحي البسيط هوأنه لايضر ملتحمة العين او القزحية وتكون الفرصة كبيرة أمام كورنييلا للاحتفاظ ببصرها.