خيبة أمل ودعوات للنزول إلى الشارع بعد صدور الحكم على مبارك وأعوانه
٢ يونيو ٢٠١٢اندلعت تظاهرات احتجاجية السبت (الثاني من حزيران/ يونيو 2012) في مصر بعد تبرئة ستة من مسؤولي الأمن المتهمين بقمع الانتفاضة التي أطاحت حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011 رغم الحكم بالسجن المؤبد على الرئيس المصري السابق ووزير داخليته حبيب العادلي.
وتوالت ردود الفعل من داخل مصر، سواء من أحزاب أو سياسيين أو نشطاء بارزين، معبرة عن الغضب، بعد الأحكام الصادرة، اليوم السبت، في محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وضباط كبار في نظامه السابق ورجل أعمال هارب.
وجاءت ردود الفعل ضمن تصريحات وبيانات وكذلك في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين ردود الفعل تلك، ما قاله محمد البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام وأحد أبرز معارضي النظام السابق: "النظام السابق يحاكم نفسه. مسلسل إجهاض الثورة مستمر بمشاركة القوى السياسية. يمهل ولا يهمل."
من جانبه قال السياسي الليبرالي أيمن نور، أحد الوجوه المعارضة لمبارك إبان حكمه، عبر موقع تويتر: "التضحية بالأب عشان (كي) يعيش الجنين. حسبنا الله ونعم الوكيل".
من جانبه أكد أحمد شفيق، أحد المرشحين المتبقيين في سباق الرئاسة، في بيان أصدره بعد الحكم في قضية مبارك أنه "يحترم أحكام القضاء ويؤكد على أن منهجه، إذا ما حصل على ثقة الشعب، سيكون هو احترام القانون وتعزيز استقلال القضاء وأنه كمرشح لرئاسة الجمهورية يؤكد إصراره على قبول كل حكم قضائي". وأكد شفيق أنه "ليس من حقنا أن نعلق على أحكام القضاء، لكن الحكم الصادر يعنى أنه لا أحد فوق المساءلة، إذا رأى القانون ذلك وأن جهات تطبيق القانون تحتاج إلى مزيد من الدعم لكي تتمكن من تطبيق العدالة على خير وجه".
فيما وصف مرشح حزب الحرية والعدالة لانتخابات الرئاسة محمد مرسي الحكم بأنه "هزلي" وطالب "بإعادة المحاكمة وتقديم الأدلة اللازمة للقصاص العادل".
وعبر الإسلامي الوسطي عبد المنعم أبو الفتوح، والذي حل في المركز الرابع في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي، على الحكم قائلا "براءة مساعدي العادلي وأبناء مبارك هي براءة لسلطتي القمع والفساد التي مازالت تحكم مصر. التقصير المتعمد في تقديم الأدلة يستوجب إعادة المحاكمة".
وطالب أعضاء حملة دعم المرشح الرئاسي في الانتخابات الأخيرة حمدين صباحي بالاحتشاد بميدان التحرير وكل الميادين وإعلان الرفض القاطع لهذه الأحكام عبر التظاهر السلمي والمطالبة بإعادة المحاكمة مرة أخرى عن طريق محكمة ثورية لهذا الغرض.
وعقب صدور الحكم نشرت صفحة "كلنا خالد سعيد"، التي ساهمت بقوة في حشد المحتجين على حكم مبارك عددا من مقاطع الفيديو التي توثق ارتكاب الشرطة لجرائم، وقت جمعة الغضب وأثناء أحداث الانتفاضة، من بينها إطلاق أفراد بزي الشرطة النار على مواطن أعزل في الإسكندرية ومشهد لمدرعات الأمن المركزي فوق كوبري قصر النيل وفيديو آخر بعنوان "تجميع لمشاهد قتل الثوار في مصر" كتب فوقه "مافيش (لايوجد) دليل".
وكانت جماعة الإخوان المسلمون قد أعلنت عن نزول أفرادها إلى ميادين مصر، وخاصة ميدان التحرير بوسط القاهرة، للمشاركة في مظاهرات، احتجاجا على الأحكام الصادرة ضد مبارك والعادلي، في قضية قتل المتظاهرين السلميين في أحداث ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011. وقال محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، "الإخوان المسلمون مشاركون في المظاهرات مع كل طوائف الشعب المصري ضد الحكم الصادم الذي صدر بحق قتلة شهداء ثورة 25 يناير".
دوليا رفضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السبت التعليق على الحكم الصادر بحق مبارك. وقالت كلينتون ان هذا القضية تتعلق "بالمصريين ونظامهم القضائي وحكومتهم". من جانبها اعتبرت منظمة العفو الدولية الحكم الصادر على مبارك بالخطوة الهامة علي طريق مكافحة الإفلات من العقوبة المترسخ في مصر منذ فترة طويلة.
(ف. ي/ رويترز، أ ف ب، د ب ا)
مراجعة: يوسف بوفيجلين