خمسون عاماً على اغتيال مارتن لوثر كينغ
صورٌ التقطها فليب شولك صديق مارتن لوثر كينغ خلال جنازة صديقه، أبرز مدافع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة تظهر الحزن الذي خيّم على آلاف المشيعين، بعد أيام من اغتياله في الرابع من نيسان/ أبريل 1968.
تجلس كوريتا سكوت كينغ، زوجة مارتن لوثر كينغ الابن، والعائلة على مقعد خشبي طويل خلال أول قداس جنائزي في 9 نيسان / أبريل 1968، في أتلانتا، جورجيا في الولايات المتحدة، خصص للعائلة والأصدقاء المقربين وغيرهم من المدعوين في كنيسة إبنيزر المعمدانية، حيث كان كينغ ووالده يعملان كقساوسة كبار. تبع القداس بموكب جنائزي آخر بلغ 3 أميال حتى كلية مورهاوس، في جامعة كينغ، لأجل العامة.
انهار شقيق كينغ، ألفريد د. كينغ، خلال الجنازة في كنيسة إبنيزر المعمدانية. كانت الكنيسة مليئة بالمئات من الناس، من ضمنهم قيادات عمالية، وكبار الشخصيات الأجنبية، والمشاهير، وقادة من العديد من العقائد الدينية. وبدأ القداس مع القس رالف أبرناثي، الذي وصف موت كينغ بـ "إحدى أحلك ساعات البشرية".
تنظر كوريتا سكوت وأطفالها إلى النعش. أدت حادثة الاغتيال إلى أعمال شغب كبيرة في المجتمعات الأمريكية الأفريقية في عدد من المدن. كما أعلن الرئيس ليندون جونسون في السابع من نيسان/ أبريل يوماً وطنياً للحداد على زعيم الحقوق المدنية.
قتل كينغ بإطلاق نار في فندق لورين في ممفيس بولاية تنيسي، حيث كان يدعم إضراب عمال النظافة المحليين. قال أندرو يونغ، أحد مساعدي كينغ: "رأيت الرصاصة قد دخلت طرف ذقنه، واتجهت مباشرة إلى الحبل الشوكي. وربما لم يسمع أو يشعر بها".
بناءً على طلب أرملة كينغ وبحضور المشيعين، عرض تسجيل لخطبته في كنيسة إبنيزر المعمدانية. كينغ طلب ألا تذكر في جنازته جوائزه، وأوسمة الشرف التي حصل عليها، بل أن يشار إلى أنه قد سعى إلى "إطعام الجياع"، و"مساعدة الفقراء" وتقديم كل الحب في سبيل خدمة الإنسانية.
حضر موكب الجنازة من كنيسة إبينيزر المعمدانية إلى كلية مورهاوس أكثر من 100 ألف شخص، حيث كان ينقطع الصمت أحياناً بترديد أغاني الحرية، التي كانت تغنى أثناء المسيرات التي شارك فيها كينغ.
كان كينغ قد قال قبل اغتياله: "أنا واقعي بما يكفي لأعرف أنني قد أواجه نهاية عنيفة". وقال أيضاً: "أعيش كل يوم مع خطر الموت. إلا أنني أعتقد أن الشيء المهم هو كيف تعيش بشكل جيد، وليس عدد السنوات التي تعيشها، فلست قلقاً بشأن طول العمر، بل بنوعية حياتي".
يقف القس جيسي جاكسون، الناشط الحقوقي الأمريكي والسياسي، بحزن بالغ إلى جانب قبر كينغ. يرى بعض المشاهير الأميركيين أن مارتن لوثر كينغ اقترب من مكانة ابراهام لنكولن، أحد أبرز رؤساء الولايات المتحدة.