خطورة بكتيريا السل المقاومة للأدوية المضادة
٢٨ مارس ٢٠١٢يقدر عدد المصابين بمرض السل على مستوى العالم بنحو 9 ملايين مصاب، ويموت سنويا ما يربو على مليوني إنسان إثر إصابتهم بهذا المرض المعدي. ووفقا لتقرير عن مرض السل نشره معهد روبرت كوخ في الـ 19 من مارس/آذار فقد تراجعت معدلات الإصابة بمرض السل عالميا، بيد أن هذا لا يعني، والكلام هنا للدكتور فالتر هاز، "أنه بإمكاننا التوقف عن التحذير من هذا المرض". يعمل الدكتور هاز بمعهد روبرت كوخ في مجال علم الأوبئة لأمراض الجهاز التنفسي. ويؤكد طبيب الأطفال أن الوقاية مهمة للغاية.
ويعد هذا المرض الجرثومي شديد العدوى، مرض الفقراء. وتتأثر به بصفة خاصة شعوب البلدان النامية، إذ تجد البكتيريا مرتعا سهلا لها مع سوء التغذية وتدهور الأحوال الصحية. وينطبق الأمر أيضا على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة كما هو الحال مع المصابين بفيروس الإيدز. إذ غالبا ما يتأثرون على نحو مضاعف فنجدهم يعانون من الإيدز والسل معا.
العدوى تنتقل بطريقة انتقال الأنفلونزا
تنتقل جرثومة السل بطريقة تشبه انتقال عدوى الأنفلونزا، على سبيل المثال عن طريق الرذاذ المنطلق عبر سعال شخص مريض، وتتأثر الرئة بنسبة تزيد عن 80% كما تتأثر أعضاء أخرى مثل الجلد أو الأمعاء أو العظام. وتتمثل الأعراض الأولية لمرض السل في الشعور بالإرهاق وفقدان الشهية وتورم العقد الليمفاوية وارتفاع درجة الحرارة والسعال لفترات طويلة.
وفي حالات الإصابة الحادة يتطور الأمر في كثير من الأحيان إلي إفراز مخاط دموي ونقص شديد في الوزن. بل إن السل قد يؤدي أيضا إلى التهاب السحايا والغيبوبة وفي أسوأ الحالات قد يؤدي إلى الموت. ويعتمد تطور مراحل المرض على عملية اكتشافه مبكرا وعلاجه بالمضادات الحيوية، التي غالبا ما تكون عبارة عن مزيج من الأدوية يتم تناولها على مدى فترة زمنية تبلغ ستة أشهر ويجب مواصلة تناولها حتى بعد انحسار أعراض المرض.
بكتيريا السل المقاومة للأدوية المضادة للبكتيريا والفيروسات
يقول الدكتور سباستيان ديتريش من منظمة "أطباء بلا حدود" إن العقاقير التي تعطى لمكافحة السل قد عفا عليها الزمن على نحو يجعلها غير مفيدة، إذ تم تطوير هذه العقاقير بين عامي 1944 و 1966 وفقا لما قاله ديتريش في حواره مع DW. وتنتاب الأطباء حاليا مخاوف كبيرة بشأن بكتيريا السل المقاومة للأدوية المضادة للبكتيريا والفيروسات، ففي هذه الحالة تفقد الأدوية المستخدمة فاعليتها لأن البكتيريا تكون قد تكيفت معها، ويقول الدكتور ديتريش: إن "العلاج مكلف جدا ويمتد لأكثر من عامين وتصل تكلفة الأدوية فقط للمريض الواحد إلى 5000 يورو، وهذا بالطبع مبلغ كبير أيضا" ويزداد انتشار بكتيريا السل المقاومة للعقاقير الطبية عن طريق العدوى وتتفشى معها المخاطر المرتبطة بانتشار هذا المرض المعدي.
أسلوب تشخيص مبسط
في حين يعكف الباحثون من أجل إيجاد علاجات ملائمة لأشكال مرض السل المقاومة للعقاقير الطبية فقد يصبح التشخيص قريبا أسهل قليلا، فحتى الآن يقوم الأطباء بتحليل مخاط مريض السل تحت الميكروسكوب (المجهر) – تماما كما حدث قبل ما يزيد على 130 عاما حين اكتشف روبرت كوخ جرثومة السل. ويوضح فيليب فريش من منظمة "أطباء بلا حدود" أن العاملين بالمنظمة يستخدمون منذ نهاية العام الماضي جهازا جديدا في بعض المجالات، هذا الجهاز ينجز في ساعات ما كان يقتضى انجازه فيما مضى شهورا عديدة، ويواصل فريش قائلا: " يحتاج الجهاز لوجود تجهيزات معينة وعمالة مدربة، وهو ما تفتقر إليه حاليا الدول النامية حيث يعمل فريق منظمة أطلاء بلا حدود".
الأمل في التوصل إلى لقاح مضاد للسل
ولاتزال الأبحاث جارية من أجل التوصل إلى لقاح فعال ضد السل، ومن العقاقير شائعة الاستعمال لقاح الـ BCGأو Bacillus Calmette Guerinوهو لقاح حي مستخلص من خلايا البقر تم تحضيره لأول مرة قبل ما يزيد على 90 عاما، ولكن هذا اللقاح لا يحدث مفعولا إلا إذا حقن به الأطفال وليس الكبار، ولذلك لا يزال الأطباء والعلماء يبحثون عن عقار فعال يساعد في تخفيف حدة المرض ويمنع في الوقت ذاته حدوث إصابات جديدة بمرض السل، ذلك المرض الخطير.
غودرون هايسه / صلاح شرارة
مراجعة: عبد الرحمن عثمان