خطة "كارثية".. بارجة كبيرة لإيواء 500 طالب لجوء في بريطانيا
٨ أبريل ٢٠٢٣أعلنت بريطانيا منتصف الأسبوع الماضي استئجار بارجة تتسع لإيواء نحو 500 طالب لجوء على الساحل الجنوبي لإنكلترا، في خطوة تهدف إلى خفض تكاليف استقبال المهاجرين الوافدين إليها من شمال فرنسا عبر بحر المانش.
بحسب المعلومات الأولية المنشورة على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، ستكون العبّارة الكبيرة راسية في ميناء بورتلاند جنوب البلاد، ومن المتوقع أن تؤوي طالبي لجوء ذكور وعازبين "في الأشهر المقبلة".
تدعى البارجة "Bibby Stockholm"، وتصل مدة عقد الاستئجار إلى 18 شهرا. وستؤوي الوافدين الجدد أثناء دراسة طلبات لجوءهم، وستتوافر فيها الرعاية الصحية ومرافق تقديم الطعام، بالإضافة إلى حراسة أمنية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وذلك "لتقليل الاضطرابات التي تتعرض لها المجتمعات المحلية". وأعادت الحكومة التذكير بأن الأشخاص الذين ترفض طلباتهم "سيتم طردهم من المملكة المتحدة".
خفض تكاليف الاستقبال
اعتبر وزير الهجرة، روبرت جينريك، أن "استخدام فنادق ذات تكلفة باهظة لإيواء أولئك الذين يقومون برحلات خطيرة وغير ضرورية يجب أن يتوقّف"، وأضاف "علينا أن نستخدم خيارات بديلة للإيواء على غرار ما يفعل جيراننا الأوروبيون، بما في ذلك استخدام قوارب الصنادل والعبارات لتوفير أموال دافعي الضرائب وللحؤول دون تحوّل المملكة المتحدة إلى مركز جذب لمتسوّقي اللجوء في أوروبا".
فيما شددت وزارة الداخلية في تصريحاتها على ضرورة "خفض تكاليف دافعي الضرائب الناجمة عن الزيادة الكبيرة في عمليات عبور القناة"، معتبرة أن البارجة ستساهم "في تخفيف الضغط الذي لا يمكن أن يتحمّله نظام اللجوء في المملكة المتحدة".
حسب صحيفة "التايمز" البريطانية، تكلف البارجة "أكثر من 20 ألف جنيه إسترليني في اليوم" (حوالي 22,800 يورو). وتشمل التكاليف 4500 جنيه إسترليني في اليوم لدفع رسوم الرسو في ميناء بورتلاند، ونحو 15 ألف جنيه إسترليني يوميا لاستئجار البارجة من الشركة الأم Bibby Marine، لكن لا يشمل ذلك أجور الموظفين والخدمات الأخرى.
وتوالت انتقادات معارضي الخطة على مواقع التواصل الاجتماعي، واستنكر صحافيون وناشطون إعلان السلطات استقبال 506 طالب لجوء على متن البارجة، التي وفقا لموقعها الرسمي، تقول إنها قادرة على استيعاب 222 شخصا في 222 غرفة.
البارجة لن توفر أماكن استقبال سوى لعدد قليل من الوافدين
ومنذ كانون الأول/ ديسمبر 2022 ينتظر أكثر من 160 ألف شخص البت في طلباتهم، وغالبية هؤلاء ينتظرون منذ أكثر من ستة أشهر، وفق أرقام رسمية. وتشير التقديرات إلى أن سلطات المملكة المتحدة تتوقع أن يحاول حوالي 65 ألف مهاجر دخول المملكة المتحدة خلال عام 2023.
أي أن استخدام البارجة بالكاد يوفر مكان إقامة لحوالي 1 بالمائة من أعداد الوافدين إلى المملكة المتحدة.
ونهاية آذار/ مارس الماضي، أعلن وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك، أمام نوّاب البرلمان، خطة الحكومة لإيواء "آلاف" من طالبي اللجوء في مباني ثكنات قديمة ومساكن متنقّلة في قاعدتين سابقتين لسلاح الجو الملكي في جنوب شرق وشرق إنجلترا.
أماكن استقبال "كارثية"
لكن المنظمات الإنسانية تعارض خطة الحكومة البريطانية، معتبرة أن تلك الأماكن "غير ملائمة بتاتا"، فيما وصفت وزيرة الداخلية في حكومة الظلّ إيفيت كوبر طرح لندن بأنه "اعتراف بالهزيمة".
واستنكرت 171 منظمة غير حكومية خطة الحكومة إيواء طالبي اللجوء في قواعد عسكرية وعبّارات، وقالت في رسالة وجهتها للحكومة إن المواقع "غير مناسبة على الإطلاق"، وإن الحكومة تخاطر بخلق "كارثة إنسانية يمكن تجنّبها تماما"، إذا مضت قدما في خططها.
للمزيد>>> طالبو لجوء في المملكة المتحدة: "نشعر وكأننا نعيش في سجن"
"سيجد الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان أنفسهم معزولين في ظروف شبيهة بالسجن دون مشورة أو رعاية صحية أو دعم كاف"، حسب رسالة المنظمات، التي اعتبرت أن الخطة لا تأخذ بعين الاعتبار "احتياجات الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء أو المجتمعات المحلية".
كما انتقدت المنظمات عدم "التشاور المسبق مع المجتمعات" المحلية وقالت إنه "أمر غير مبرر"، موضحة أن "الطريقة الأكثر أمانا والأسرع والأكثر فعالية من حيث التكلفة لإنهاء استخدام الفنادق وحل المشكلات في نظام إقامة اللجوء، ستكون من خلال اتخاذ قرارات عادلة وفي الوقت المناسب بشأن طلبات لجوء الأشخاص".
وتدعو المنظمات الحكومة إلى إعادة الالتزام بالعمل بالشراكة مع السلطات المحلية والإدارات المفوضة لتحسين اللجوء والإقامة.