خطة خمسية ألمانية لمواجهة انقطاع التلاميذ عن الدراسة
٩ يناير ٢٠٠٧"أريد القيام بحملة على مستوى الولايات الألمانية للنهوض بالنظام التعليمي في ألمانيا خلال هذا العام"، بهذه العبارة أعلنت وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية انيته شافان عن خطة جديدة للتقليل من عدد التلاميذ الذين يتركون المدرسة قبل إتمامهم للمراحل التعليمية التي هم بصددها. ومن المقرر أن تمتد هذه الخطة على مدى السنوات الخمس المقبلة حتى عام 2012. وفي مقابلة لها مع صحيفة "راينشه بوست" الألمانية قالت شافان: "إن المبادرة تهدف إلى تقليل عدد طلبة المدارس المنقطعين عن الدراسة إلى النصف". علاوة على ذلك تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع الطلبة على الإقبال على التخصصات التقنية. وفي هذا تقول الوزيرة الألمانية: "إن هذا الأمر يعد بمثابة شرط إجباري من أجل أن يدرس ويتأهل الكثير من الشباب في هذه التخصصات مستقبلاً".
الجدير بالذكر أن الصحيفة الألمانية المذكورة أعلاه قد أشارت في إحصائية لها إلى أن واحدا من كل عشرة تلاميذ ينقطع عن مواصلة تعليمه في ألمانيا. وفي ضوء هذه البيانات طالب العديد من المسؤولين في المؤسسات التعليمية الألمانية إلى دفع مثل هذه الخطة إلى الأمام، بوصفها سبيلا لنهوض ألمانيا بأنظمتها التعليمية وزيادة قدرتها التنافسية بين دول الاتحاد الأوروبي.
القليل من المؤهلات في عالم تسوده العولمة
يشير الكثير من الخبراء في مجال السياسة التعليمية إلى أن ازدياد عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة وتناقص الإقبال على التخصصات التقنية يتركان آثارا سلبية على الاقتصاد الألماني من خلال تناقص عدد الشباب المؤهلين. وفي معرض حديثه حول هذا الموضوع قال رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية غيورغ لودفيغ براون في مقابلة مع الصحيفة الألمانية المذكورة: "إن الهوة تزداد بشكل ملحوظ بين الشباب الذين لا يستطيعون تحقيق حياة مهنية ناجحة وبين المؤسسات التي تطالب بالمزيد من المؤهلات العلمية لدى العاملين فيها".
قي سياق متصل طالب المنسق الدولي "لدراسة بيزا" اندرياس شلاير بالمزيد من التغييرات الضرورية في نظام التعليم الإلزامي الألماني. وفي هذا الإطار فقد قال المنسق شلاير في مقابلة أجرتها معه صحيفة "مانهيمر مورغن" بأن "التعليم الإلزامي يجب ألا يقاس بالمدة الزمنية، بل بالأهداف التعليمية المتحققة". ورأى بأن مثل هذا الأمر ينعكس إيجابا على فرص الشباب في الحصول على وظائف عمل مستقبلاً.
ردود أفعال وانتقادات
من جانبها وصفت نيله هيرش، المتحدثة باسم شؤون السياسة التعليمية عن كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني "البوندستاغ"، هذه الخطة التعليمية بـ"غير الكافية وأنها تفتقد إلى الوضوح". ودعت في الوقت ذاته الوزيرةَ الألمانية إلى القيام بإصلاحات شاملة في النظام التعليمي بدل الاكتفاء بتلك الخطوات التي وصفتها "بالمتواضعة". كما طالبت البرلمانية هيرش بزيادة دور المدرسة في تعزيز عملية الاندماج والتواصل بين التلاميذ من أجل الارتقاء بتفاعلهم مع البيئة الصفية والتعليمية.
من جانبه دعا باتريك ماينهارد، المتحدث باسم شؤون السياسة التعليمية عن كتلة الحزب الليبرالي الديمقراطي في البرلمان الألماني، إلى تهيئة الظروف الصفية المنسبة، من خلال تقليل عدد الطلبة في الصف الواحد والتركيز على زيادة اطّلاع الطلبة في المراحل المتقدمة على احتياجات السوق وتعزيز تواصلهم مع القضايا الاقتصادية.