خضيرة يقارن بين الحياة في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وتونس
٢٧ ديسمبر ٢٠١٦سامي خضيرة (29 عاماً) نجم منتخب ألمانيا لكرة القدم هو شخص متعدد الثقافات. فقد ولد في مدينة شتوتغارت الألمانية لأب تونسي وأم ألمانية، ولعب في الدوري الألماني ثم الإسباني ويلعب الآن في الدوري الإيطالي. وحول اختلاف الثقافات بين البلدان الثلاثة قال خضيرة لجريدة "بيلد" الألمانية: "كل بلد له مزاياه وكذلك أيضا هناك بعض العيوب. فمثلا عندما انتقلتُ إلى ريال مدريد طلبت تقنيا متخصصا في أجهزة التلفزيون وتحدد الموعد يوم الإثنين الساعة العاشرة صباحا". ويضيف خضيرة الذي لعب لريال مدريد بين أعوام 2010 و 2015: "في ألمانيا تنتظر أن يدق شخص على بابك قبل الموعد بخمس دقائق، غير أنني في مدريد عدت من التدريب الساعة الثالثة عصرا ولم يكن الشخص المطلوب قد جاء بعد".
جاء تقني أجهزة التلفزيون إلى سامي في مدريد حوالي الساعة الخامسة عصرا، وبالطبع كان خضيرة متضايقا جدا، لكن التقني عندما رآه على هذه الحالة قال له: "ما الأمر؟ ينبغي أن تكون سعيدا أنني جئت إليك من الأساس!". ويقول سامي إنه تعلم هناك بمرور الوقت أن الحياة في إسبانيا أكثر استرخاء وأقل ضغوطا منها في ألمانيا.
"الألمان أصبحوا موضع تقدير كبير"
عندما انتقل سامي إلى يوفنتوس تورينو عام 2015، اعتقد أن الأمر يشبه إسبانيا لكنه فوجئ بشئ آخر: "على الأقل في تورنيو في شمال إيطاليا تتشابه الحياة على الأغلب مع ألمانيا. فالجميع يحافظون على المواعيد ولهم موقف رائع من العمل، ورغم ذلك يعرف المرء هنا أن بإمكانه الاستمتاع بوقته مع العائلة أو مشروب".
ويصرح خضيرة للصحيفة الألمانية أنه يحاول دائما أنا يستخلص لنفسه أفضل شيء من كل مكان يعيش فيه: "صحيح أنه يجب علينا دائما أن نكون نحن أنفسنا ذاتها لكن ينبغي علينا أيضا ألا نتوقف عن تعلم المزيد". ويضيف نجم يوفنتوس: "بالنسبة لي إنها هدية أن تتمكن من أن تنهل من ثقافات مختلفة. ورغم ذلك أكون سعيدا دائما عندما أعود من جديد إلى أسرتي في ألمانيا".
الأحكام المسبقة و"الكليشيهات" التي كان يُنعَتُ بها الألمان في الماضي لم تعد موجودة في إسبانيا أو إيطاليا "على العكس، أسمع دائما من يقول: أنتم الألمان أصبحتم أكثر تسامحا وانفتاحا وتلعبون كرة قدم رائعة"، يقول سامي خضيرة. ويتابع النجم الفائز بدوري أبطال أوروبا والعديد من البطولات في ألمانيا وإسباينا وإيطاليا: "مع أنني ألاحظ أن الألمان ليسوا دائما محبوبين قطعا، إلا أنهم موضع تقدير كبير. وأعتقد أن من أسباب ذلك أيضا وجود المزيد من لاعبي الكرة والرياضيين الألمان الآخرين، الذين يلعبون الآن في الخارج".
معجب بسعادة البسطاء في تونس
ويعتقد سامي خضيرة أن العالم أصبح عبارة عن بلدة كبيرا وأن الخصال البشرية يختلط بعضها ببعض، ولم تعد هناك الشخصية الألمانية أو الإيطالية البحتة، بالشكل الذي كان معروفا في الماضي. ويقول عن بلد والده تونس إن ما يثير إعجابه هناك هو مدى السعادة التي يعيشها أيضا الناس، الذين لا يمتلكون الكثير من الماديات، "لأنهم لا يعرفون شيئا آخر والحياة البسيطة تجعلهم أيضا سعداء. وهذه المسألة أراها قليلة في أوروبا".
ويؤكد النجم التونسي أن الخصائل الألمانية في شخصيته ستبقى معه ما بقي: "فهي تحدد شخصيتي وتزيدني قوة". لكن رغم ذلك يريد أن يرى شيئا جديدا خلال مسيرته كلاعب وقد تكون وجهته المقبلة الولايات المتحدة، أو نيوزيلاندا، "فأنا أريد حتما أن أعرف المزيد عن نفسي"، بحسب قوله لصحيفة بيلد.