خسارة بايرن ميونيخ الثقيلة بارقة أمل للبوندسليغا؟
٢٨ أكتوبر ٢٠٢١سجّل بروسيا مونشنغلادباخ ثلاثة أهداف في أول 21 دقيقة من عمر مباراة أمس الأربعاء (27 تشرين الأول/أكتوبر 2021)، التي سحق فيها الأخير نادي بايرن ميونيخ فائزاً عليه بخماسية نظيفة، وذلك في أثقل هزيمة للمدافع عن لقب الدوري،
والتي بسببها ودّع بايرن بطولة كأس ألمانيا من الدور الثاني.
مونشنغلادباخ من جهته لم يحقق في بطولة الكأس أول انتصار على ديناصور البوندسليغا فحسب، وإنما بات أيضا أول فريق يسجل خمسة أهداف بالتمام والكمال في مرمى النادي العملاق منذ فوز بروسيا دورتموند على بايرن 5-2 في نهائي كأس ألمانيا عام 2012. كما أن مونشنغلادبخ بات أيضا أول فريق على الإطلاق يسجل ثلاثة أهداف في أول 21 دقيقة في المرمى البافاري في تاريخ هذه المسابقة.
صدمة عبّر عنها حسن صالح حميديتش المدير الرياضي للبايرن، بالقول: "لم نكن موجودون على أرض الملعب. لم نفز بتدخل واحد طيلة الشوط الأول". وأضاف: "كل ما يمكنه أن يسير بشكل خطأ سار بشكل خطأ. مونشنغلادباخ كان رائعا". وبالفعل، فإن هذه النتيجة "لا تحدث إلا نادراً" كما ذهب إلى ذلك السويسري بريل إمبولو لاعب مونشنغلادباخ الذي سجّل ثنائية في "ليلة السقوط".
من جهته، أقرّ مهاجم الفريق المخضرم توماس مولر بأن المستوى كان "كارثياً". وقال لشبكة "سكاي سبورتس" إنه "باستثناء الحارس مانويل نوير الذي تركناه وحيداً، قدّمنا جميعا أداء كارثياً، لم أر هذا الفشل الجماعي لفريقنا من قبل". وأضاف الدولي الألماني "علينا أن نحدّد الأسباب بطريقة ما، لا حجّة لدينا مطلقاً. بعد مباراة مماثلة، من السهل أن تنتقد نفسك". وتابع: "لا أعرف ما إذا كنت قد عايشت شيئاً من هذا القبيل قط بقميص بايرن ميونيخ. علينا أن نعتذر لمشجعينا".
وبالطبع، ليس الإقصاء من الكأس هو الصعب، إذ سبق لبايرن أن خرج من المسابقة في الدور نفسه العام الماضي بركلات الترجيح، بل هي النتيجة وبحضور مكتمل للكتيبة من الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي المرشح لنيل الكرة الذهبية، مروراً بمولر، ووصولاً إلى الجناحين ليروي سانيه وسيرج غنابري.
بارقة أمل للمنافسين؟
لكن هذه الخسارة التاريخية للفريق البافاري قد تكون بارقة أمل في إحياء روح المنافسة والنشاط في الدوري الألماني بعيداً عن سيطرة بافارية متكررة، حسب ما يرى موقع "تي أونلاين" الإخباري الألماني. بوروسيا مونشنغلادباخ بأدائه الرائع أذهل الجميع وجعل كرة القدم الألمانية "مستيقظة وتتنفس الصعداء"، محققاً ما يتوق إليه المشجعون في منافسة مفتوحة ومتساوية الفرص بين الفرق على صعيدي الدوري والكأس دون أن يكون للبافاري وحده نصيب الأسد في الألقاب وفي نقاط المباريات.
بكل تأكيد يبقى بايرن ميونيخ الفريق الأقوى بدون منازع، ولا أحد يحقد عليه بعد خسارته الأخيرة. لكن كرة القدم هي فوز وخسارة، وكل فريق مهما كانت قوته معرّض لخسارة كبيرة، وحتى بايرن لا يستثنى من ذلك. بل هو أمر جيد للكرة الألمانية لتعزيز المنافسة.
واستطاع غلادباخ الظهور واثقا من نفسه واستغلال أخطاء منافسه جيدا. وهو ما استطاع فريق فرانكفورت عمله أيضاً حين فاز على بايرن 2 -1 مطلع هذا الشهر.
استعادة صفة "البُعبع" محلياً وأوروبياً
غداة "ليلة السقوط"، كتب روبرت ليفاندوفسكي على إنستغرام: "من الصعب أن نفهم ما حدث بالأمس". "هذه الهزيمة مؤلمة، لكن علينا أن نستخلص نتائجنا منها ونعود أقوى". وتعهد ليفاندوفسكي أمام جماهير الفريق بإصلاح الأمور سريعا، قائلا: "أنا مقتنع بأننا سنمنحكم قريبًا الكثير من الأسباب لتكونوا سعداء مرة أخرى".
وستخضع المباراة القادمة لبايرن في البوندسليغا في نهاية الأسبوع أمام يونيون برلين لاختبار حقيقي للفريقين، وذلك بعد النتائج المذهلة لبرلين في الدوري وبعد الخسارة الكبيرة للفريق البافاري، وخاصة أن بايرن نادراً ما يخسر مرتين متتاليتين.
(د ب أ، DW)