خروج إيران من قفص العقوبات الدولية يثير حنق إسرائيل
١٧ يناير ٢٠١٦في الوقت الذي أشاد فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأحد (17 كانون/يناير 2016) بفتح "صفحة جديدة" بين إيران والعالم، بعد دخول الاتفاق النووي التاريخي حيز التنفيذ ورفع معظم العقوبات الدولية المفروضة منذ سنوات على بلاده، سادت مشاعر الحنق والاستياء إسرائيل اليوم الأحد لرفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران وتعهدت بنشر أي مخالفات للقيود التي فرضت على البرنامج النووي الإيراني في الوقت الذي تعول فيه على زيادة المساعدات الدفاعية الأمريكية للاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة مستقبلا.
ودخل الاتفاق التاريخي الموقع بين إيران والدول الكبرى في 14 تموز/يوليو حيز التنفيذ يوم أمس السبت بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يصل مديرها العام يوكيا امانو الى طهران اليوم الأحد، أن إيران وفت بالتزاماتها الهادفة إلى ضمان سلمية برنامجها النووي. وأكد تبادل للسجناء تم الاتفاق عليه سرا مع الولايات المتحدة رغبة الطرفين في التواصل من خلال الطرق الدبلوماسية.
وأنهت هذه التطورات سنوات من الضغوط الإسرائيلية المكثفة لفرض قيود أكثر على طهران في حملة كانت سببا في توتر العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
نتنياهو يواجه انتقادات
ولم يتغير موقف نتنياهو اليوم الأحد رغم أن مسؤولا إسرائيليا أشاد على مضض بالمسلك الإيراني كما اتهم مستشار كبير سابق لرئيس الوزراء نتنياهو نفسه بأنه اتبع إستراتيجية فاشلة محفوفة بالمخاطر.
وفي محاولة منه لاحتواء الوضع الجديد على الساحة الدولية، قال نتنياهو لمجلس وزرائه "لولا جهودنا في تزعم (حملة) العقوبات وإحباط برنامج إيران النووي لكانت إيران قد امتلكت أسلحة نووية منذ فترة طويلة."
كما طالب القوى العالمية بفرض "عقوبات قاسية جريئة" على أي انتهاك نووي من جانب إيران. وقال مكتبه في بيان سابق إن إسرائيل ستواصل مراقبة التحركات الإيرانية والإعلان عنها.
من جانبه، تنبأ رام بن باراك المدير العام لوزارة المخابرات الإسرائيلية بأن إيران ستستثمر في الانتعاش الاقتصادي في السنوات المقبلة في حين ستظل قادرة على استئناف حملتها النووية "بين عشية وضحاها".
وأضاف بن باراك لراديو الجيش الإسرائيلي "الإيرانيون يحتفلون ولهم الحق في ذلك. فقد تمكنوا من لف الجميع حول إصبعهم الصغير".
القلق الإسرائيلي كبير
في هذا السياق قال بن باراك "الأمريكيون راضون لأن الدبلوماسية في رأيهم نجحت. لكننا في غاية القلق ودول الخليج قلقه جدا جدا ومن الواضح تماما للجميع أن هذه الثغرة مؤقتة بالكامل".
وتقول إسرائيل إن احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي غطى عليه في الوقت الحالي خطر نشوب صراع مع حزب الله اللبناني وجماعات أخرى يحتمل أن تحصل الآن على تمويل أكبر من طهران.
ودفع ذلك والصراع الطائفي الذي يجتاح المنطقة إسرائيل لطلب زيادة المساعدات الدفاعية لما يصل إلى خمسة مليارات دولار سنويا عندما تنتهي حزمة المساعدات الحالية البالغة ثلاثة مليارات دولار في العام المقبل.
وقال نتنياهو إن هذه المفاوضات في مراحلها الأخيرة. وأضاف "هذا مهم باعتباره جزءا من السياسة الثابتة بيننا وبين الولايات المتحدة حليفنا وكذلك مهم لدرء التهديدات الإقليمية وعلى رأسها الخطر الإيراني بالطبع".
أمريكا لا تلبي كل طلب إسرائيلي
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا إن من المستبعد أن تلبي إدارة أوباما بالكامل طلب الحكومة الإسرائيلية لزيادة المساعدات رغم أنهم أكدوا التزام واشنطن بأمن إسرائيل.
ويبرر عوزي أراد مستشار نتنياهو السابق للأمن الوطني ذلك بالقول إن رفض إسرائيل للصفقة الإيرانية أضعف قدراتها على ممارسة الضغط خاصة لدى أوباما الرئيس الديمقراطي الذي اعتبر أن نتنياهو يقف في صف خصومه الجمهوريين.
وأضاف في تصريح لراديو إسرائيل "السؤال هو هل لدينا الآن تفاهم مع الأمريكيين فيما يتعلق بما يجب عمله إذا حدث انتهاك (للاتفاق النووي)؟ لست واثقا من ذلك". وتابع "إذا حكمنا بالنتيجة فقد خسرنا. وعلى أي حال فازت دبلوماسيتهم (الإيرانية) وهذا مؤسف".
ح.ع.ح/م.أ.م(رويترز)